عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02 Sep 2017, 06:18 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم والجمع المفيد

لكن جعل القول الثاني مذهبا للمبتدعة في مقابلة الأول- الذي هو قول أهل السنة -فيه بعد , لأن كثيرا من متقدمي المفسرين ذكروا القولين مع تقديم الأول وعدم نكران الثاني , يتقدمهم امامهم الزجاج , والنحاس والبغوي والزمخشري والكرماني والسمرقندي وابن الجوزي , ولا ننس الامام الطبري الا أنه خالفهم فاستبعد القول الأول لكن تفسيره فيه قوة وان حاول بعضهم انتقاده كابن عطية , لكن يستدرك عليه استبعاد الوجه الأول ,وهو الأشبه

قال الزجاج في معاني القرآن واعرابه (4-152)
((ويجوز أن يكون (ما) في معنى الذي فيكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة.
ويكون معنى الاختيار ههنا ما يتعبدهم به، أي ويختار لهم فيما يدعوهم إليه
مِنْ عِبَادَتِه ما لهم فيه الخيرة، والقول الأول أجود -
أي أن تكون (ما) نَفْياً
.)) انتهى

فمع تجويزه القول الثاني في أن ما موصولة سيقت للاثبات الا أنه جود القول بأنها نافية .
وهذا امام من أئمة اللغة ينقل كلام الزجاج على الوجهين ولا يتعقبه بشيء ولا ينكره
ففي كتاب الاعراب للنحاس (3-165)

(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ قال علي بن سليمان: هذا وقف التمام ولا يجوز أن يكون «ما» في موضع نصب بيختار لأنها لو كانت في موضع نصب لم يعد عليها شيء قال: وفي هذا رد على القدرية، وقال أبو إسحاق: «ويختار» هذا وقف التمام المختار، قال: ويجوز أن يكون «ما» في موضع نصب بيختار، ويكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخير)) انتهى

وكذلك فعل السمرقندي في بحر العلوم حيث نقل كلام الزجاج مقرا دون نكير

وكذلك ابن الجوزي في زاد المسير (3-391)

(( قال الزّجّاج: والوقف الجيد على قوله تعالى: «ويختار» وتكون «ما» نفياً والمعنى: ليس لهم أن يختاروا على الله تعالى ويجوز أن تكون «ما» بمعنى «الذي» ، فيكون المعنى: ويختار الذي لهم فيه الخِيَرة ممَّا يتعبَّدهم به ويدعوهم إِليه قال الفراء: والعرب تقول لِمَا تختاره: أعطِني الخِيْرَة والخِيَرة والخَيْرة، قال ثعلب: كلها لغات.)) انتهى


وقال الماوردي في تفسيره (4-262)

(({مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} وفيه وجهان: أحدهما: معناه ويختار للمؤمنين ما كان لهم فيه الخيرة فيكون ذلك إثباتاً. الثاني: معناه ما كان للخلق على الله الخيرة , فيكون ذلك نفياً)) انتهى

وقال الامام البغوي في تفسيره (3-541)
( قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، قِيلَ: «مَا» لِلْإِثْبَاتِ، مَعْنَاهُ:
وَيَخْتَارُ اللَّهُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، أَيْ يَخْتَارُ مَا هُوَ الْأَصْلَحُ وَالْخَيْرُ. وَقِيلَ: هُوَ لِلنَّفْيِ أَيْ لَيْسَ إليهم الاختيار
) انتهى

وهو لم يرجح بل بدأ بالقول الثاني بأن (ما) موصولة

وكذلك الزمحشري (3-427)
( وقيل: معناه ويختار الذي لهم فيه الخيرة، أى: يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح، وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم، من قولهم في الأمرين: ليس فيهما خيرة لمختار. فإن قلت: فأين الراجع من الصلة إلى الموصول إذا جعلت ما موصولة؟ قلت: أصل الكلام: ما كان لهم فيه لخيرة، فحذف «فيه» كما حذف «منه» في قوله إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ لأنه مفهوم سُبْحانَ اللَّهِ أى الله بريء من إشراكهم وما يحملهم عليه من الجرأة على الله واختيارهم عليه ما لا يختار.)) انتهى

أما المتأخرون كالقرطبي و أبي حيان فاكتفيا بنقل القولين مفصلين دون دفع للقول الثاني .

اما الامام الطبري فتوجيهه مختلف قليلا عن هؤلاء , فقد اعتمد في تفسيره كعادته على رواية لابن عباس , وهو لايقول قولا في التأويل الا اذا كان له فيه سلف , فلما لم يجد الا قول ابن عياس اختاره وأيده....








التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 02 Sep 2017 الساعة 07:59 PM
رد مع اقتباس