الموضوع: التواضع للحق
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 25 Nov 2017, 04:30 PM
محمد مزيان محمد مزيان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 42
افتراضي

قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة -تحت الحديث رقم 1700-:

مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود وأبي مسلم الخولاني التابعي الجليل، لا بأس من ذكرها لما فيها من علم وخلق كريم، ما أحوجنا إليه في مناظراتنا ومجادلاتنا، وأن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا وسما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق. فأخرج الطبراني في مسند الشاميين (ص 298) بسند جيد عن الخولاني: أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود، فتذاكروا الإيمان، فقلت: أنا مؤمن.

فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة؟

فقلت: لا أدري مما يحدث الليل والنهار.
فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة.

قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف: مؤمن السريرة مؤمن العلانية، كافر السريرة كافر العلانية، مؤمن العلانية كافر السريرة؟

قال: نعم.

قلت: فمن أيهم أنت؟ قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية.

قال أبو مسلم: قلت: وقد أنزل الله عز وجل: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ، فمن أي الصنفين أنت؟

قال: أنا مؤمن.

قلت: صلى الله على معاذ.

قال: وما له؟

قلت: كان يقول: اتقوا زلة الحكيم. وهذه منك زلة يا ابن مسعود!
فقال: أستغفر الله.

قال الإمام الألباني: وأقول: رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه، وأشد تواضعه، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة، فابن مسعود نظر إلى المآل، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم، وهذا نظر إلى الحال، ولهذا وافقه ابن مسعود، وأما استغفاره، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. والله أعلم.

فلنتعلم هذا الأدب الرفيع من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس