عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 09 Aug 2013, 09:03 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

المشهد الحادي عشر:مقتل أبو جهل
أبو جهل هو: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ([1])
و الوليد بن المغيرةهو من سمي عمرو بن هشام أبا جهل وذلك لسرعة غضبه ، والجهل في لغة العربضد الحِلم وهو العفو بعد المقدرة ، و الله أعلم.
و أبو جهل هو عدو الله و رسوله صلى الله عليه وسلم و قد نزل فيه قول الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى) [العلق:9-10]، و قوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الْأَثِيمِ )[الدخان:43-44] ، قال الطبري في تفسيره : (حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم،عن همام،قال: كان أبو الدرداء يُقْرئ رجلا:( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) قال: فجعل الرجل يقول: إن شجرة الزقوم طعام اليتيم، قال: فلما أكثر عليه أبو الدرداء، فرآه لا يفهم، قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) قال: أبو جهل).
و قال ابن كثير في تفسيره : والأثيم أي: في قوله وفعله، وهو الكافر. وذكر غير واحد أنه أبو جهل، ولا شك في دخوله في هذه الآية، ولكن ليست خاصة به.
و كان مستهزئا بالإسلام و أهله و برسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة و عند نزول قوله تعالى : ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )[المدثر:30] قال الطبري في تفسيره : (حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) ذُكر لنا أن أبا جهل حين أُنـزلت هذه الآية قال: يا معشر قريش، ما يستطيع كلّ عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزَنة النار وأنتم الدَّهم ؟ فصاحبكم يحدثكم أن عليها تسعة عشر.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: قال أبو جهل: يخبركم محمد أن خزَنة النار تسعة عشر، وأنتم الدَّهم ليجتمع كلّ عشرة على واحد)([2]).
هذه نبذة عن فجور هذا الرجل الذي كرس حياته لمحاربة الإسلام و أهله ، و كان موته نصرا عظيما للمسلمين و لكن في هذا الفيلم المقيت برع في طمس الحقائق وإخفاء البطولات و هذا من فعل الرافضة الأرجاس ، و مقتل أبو جهل فيه أكبر منقبة للأنصار و للفتيان الأنصاريان خاصة الذين قتلوه ، و قد غُيب هذان الصحابيان كعادة المخرج و من معه في إخفاء الحقائق و تزوير الوقائع ، فكيف أُغفل عنهما و لم تبرز لهم أي فضيلة في الفلم!!!إلا واحدة و هي بيعة العقبة على ما أظن ، و موقف كهذا لم يغفل عنه أصحاب الحديث كالبخاري ومسلم وغيرهما من أهل السنن.
مقتل أبو جهل في الفيلم
في فيلم العقاد جُعل هلاك أبو جهل الكافر الطاغية على يدي رجل مجهول رماه بحربة فأرداه
قتيلا و انتهى الأمر و كأن الذي قتل أحد الشخصيات الغير بارزة التي لا يلتفت إليها و لا يؤثر موتها في شيء.
مقتل أبو جهل عند أهل الحديث
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : (حدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ , نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ ، حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا ، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا ، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، وَمَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ رَأَيْتُهُ لَمْ يُفَارِقْ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا ، قَالَ : فَغَمَزَنِي الْآخَرُ ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا ، قَالَ : فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ ، قَالَ : فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَزُلْ جُولُ فِي النَّاسِ ، فَقُلْتُ لَهُمَا : أَلَا تَرَيَانِ ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ ، فَابْتَدَرَاهُ ، فَاسْتَقْبَلَهُمَا ، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَاهُ ، فَقَالَ : " أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ " فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ ، قَالَ : " هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ؟ " ، قَالَا : لَا ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّيْفَيْنِ ، فَقَالَ : " كِلَاكُمَا قَتَلَهُ " , وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ، وَهُمَا مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ، وَمُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ([3]))([4]).

تأمل أخي القارئ في هذه الرواية الصحيحة و انظر لشجاعة هذان الصحابيان و انظر كيف غيُب أمرهما في الفيلم ، ثم تأمل في قول أحدهما : ( أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده ([5]) حتى يموت الأعجل منا) ، و المقصود من الأعجل منا : يريد الأقرب أجلا ، إصرارا على قتله أو يموت دونه ([6]) ، هذا ثم قارن بين شباب اليوم كيف ينصر بزعمه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، ينصره بالمظاهرات و بالرقص و الغناء و الله المستعان ، ثم قارن بين هؤلاء الذين ثأروا للنبي صلى الله عليه و سلم عندما سبه أبو جهل و بين من يسب زوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فالرافضة الأرجاس يسبون أمنا صراحة في كتبهم و في خطبهم و لا احد حرك ساكنا بل بالعكس أرادوا التقرب منهم بدعوى التقريب بين السنة و الشيعة و قالوا هم إخواننا ، فتبا للذل تبا للذل .
تنبيه
حديث : ( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ) .
لا أصل له بهذا اللفظ.
قال العجلوني :( وقال في التمييز : وأما ما يدور على الألسنة قولهم " اللهم أيد - أو : أعز - الإسلام بأحد العمرين " : فلا أعلم له أصلا . انتهى . ونقل النجم عن السيوطي أنه قال : وقد اشتهر الآن على الألسنة بلفظ " بأحب العمرين " ، ولا أصل له من طرق الحديث بعد الفحص البالغ . انتهى . يعني : بهذا اللفظ ، وإلا فمعناه ثابت كما علم مما تقدم )([7]).
و اللفظ الصحيح لهذا الحديث ما ذكره العجلوني نفسه في كشف الخفاء : (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ ، بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) . و قد رواه أحمد و الترمذي و غيرهما ، قال الإمام أحمد رحمه الله : (حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ ، بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " ، فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ).
قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (8/60) رقم (5696) : إسناده صحيح
و هو عند الترمذي برقم (3681). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.

-يتبع-
========
[1]: انظر السيرة لابن هشام.
[2]: و انظر تفسير القرطبي.
[3]: معاد ابن عفراء: هو معاد بن الحرث بن رفاعة بن حرث بن سواد بن مالك ، و عفراء أمه . اشتهر بالنسب إليها.
[4]: المسند (3/134-135) ت. العلامة أحمد شاكر ، و قال تعليقا على الحديث : إسناده صحيح . و هو في البخاري برقم (3141) باب من لم يُخمَّس الأسلاب و من قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يُخمَّس ، و حكم الإمام فيه. و عند مسلم برقم (1752) كِتَاب الْجِهَاد وَالسِّيَرِ:باب : اسْتِحْقَاقِ الْقَاتِلِ سَلَبَ الْقَتِيلِ.
[5]: لا يفارق سوادي سواده : أي شخصي شخصه ، و كل شخص من متاع أو إنسان فهو سواد ، لأنه يُرى من بعيد أسود.
[6]: كلام العلامة أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث.
[7]: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني (1/184-185) رقم (546).


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 09 Aug 2013 الساعة 09:11 PM
رد مع اقتباس