عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 09 Aug 2013, 02:34 AM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

عاشرا : أكبر مخالفة عقدية- تقرير عقيدة و حدة الوجود-
إن هذا الفيلم قد شُحن كما مر معنا بالمجازفات و المغالطات الخطيرة إلى أنه توجد أكبر و أخطر مخالفة وقعت في الفيلم و لم ينتبه لها الناس لجهلهم بأصول العقيدة الصحيحة ففي أحد المشاهد و أظن أن المشهد كان يصور وقائع العهد المكي ، و عند محاولة تعذيب أحد الصحابة يأتي أحد المشركين لا أتذكر من هو و لعله أبو جهل، و في هذا المشهد يظهر هذا المشرك مستهزئا بالصحابي الذي يُعذب فيقول له : (أنتم تقولون أن إلهكم هنا، وهناك وفي كل مكان)، قالها ضاحكا مستهزئا ، و تقبل العامة من الناس هذه الرجفة العقدية القاتلة دون إدراك منهم أن هذا الكلام كلام خطير ، و الغريب أن الصحابي لم ينكر عليه !!!!مع أن هذا القول في غاية الخطورة لأنه خطأ عقدي يقرر عقيدة الفرق الضالة التي تنفي استواء الله على عرشه كالجهمية و غيرهم ،بل هي من عقيدة وحدة الوجود الذين قالوا أن الله في الشجر في الحجر فينا نحن!!! و هذا هو الكفر و العياذ بالله، و إن قال قائل أن هذا الصحابي لم يُنكر هذا القول لأنه لا يعلم بعد أن الله في السماء لأن سورة طه لم تنزل بعد !!! نقول و ماذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم يبدأ بتعليمهم التوحيد الذي هو أصل الأصول ؟ ألو يركز نبينا صلى الله عليه و سلم في العهد المكي إلا على التوحيد فكيف يقال مثل هذا الكلام ؟ ، و تنزلا معهم نقول كذلك و كيف لا يعلم أن الله مستوٍ على عرشه و سورة طه سورة مكية؟؟ ، فلا مجال للجدال فهذا الفيلم فيلم مقيت جمع بين الغث و السمين ليس همه تصحيح المعتقد بل تحريفه لغاية لا يعلمها إلا الله ، و اعلم أيها المشاهد أن الله سبحانه فوق العرش، فوق جميع الخلق، عند أهل السنة والجماعة، هكذا جاءت الرسل بهذا عليهم الصلاة والسلام، كل الرسل جاؤوا بأن الله فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى، قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)[صه:05] ، استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في استواءهم، ولا في غير ذلك من صفاته جل وعلا، وقال سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى:11]
و قال الإمام مسلم في صحيحه : حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح، وأبو بكر بن أبي شيبة (وتقاربا في لفظ الحديث) قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي : ...
قال: "وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أحد و الجوانية ([1])،فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل من بني آدم. آسف كما يأسفون. لكني صككتها صكة([2]). فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فعظم ذلك علي".
قلت: "يا رسول الله أفلا أعتقها؟"
قال: "ائتني بها" فأتيته بها.
فقال لها: "أين الله؟"
قالت: "في السماء".
قال: "من أنا؟"
قالت: "أنت رسول الله".
قال: "أعتقها. فإنها مؤمنة". ([3])
قلت : ففي هذا الحديث دلالة واضحة على أن الله في السماء فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى ، فتبًا لقومٍ جارية أعلم منهم .
و اعلم رحمك الله أن هذا الكلام كفر أكبر ، و قد رد الشيخ ابن باز رحمه الله على ما ورد في العدد (943) من الجريدة الصادر في يوم : (الاثنين 23 / 11 / 1412 هـ في الصفحة 22 الأخيرة) عن الأطفال الذين أصابهم الاختناق في مكة بسبب الحريق وقول والدهم لما سأله الأطفال أين الله؟ أجاب بأنه موجود في كل مكان .
قال رحمه الله : '' وأفيدكم أن هذا الجواب منكر وغلط عظيم بل كفر أكبر؛ لأن الله سبحانه فوق العرش ، فوق جميع خلقه ، وعلمه في كل مكان كما دل على ذلك القرآن الكريم ، والسنة المطهرة ، وإجماع سلف الأمة . فالواجب على والد الأطفال أن يتوب إلى الله من ذلك ، وأن يعلم يقينا أن الله سبحانه فوق العرش...''([4]).
هذا و جوابا على العقاد و من معه من ممثلي هذا الفيلم و خاصة قائل هذا الكلام أننا نقول : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) استواء يليق بجلاله سبحانه و تعالى ، فهذا هو معتقدنا ، معتقد أهل السنة و الجماعة أن الله جل و علا مستوٍ على عرشه بذاته حقيقة فوق السماء السابعة استواءً يليق بجلاله ، بائنٌ من خلقه و لا يعلوه خلقٌ من خلقه .
فاحذروا بارك الله فيكم من هذه الدسائس التي تشككم في عقيدتكم السليمة فهؤلاء هم شياطين الإنس الذين كرسوا حياتهم لتحريف العقيدة الصحيحة السلمية فنسأل الله تبارك و تعالى أن يقصم ظهورهم و أن يفضحهم في الدنيا و الآخرة.

-يتبع -

=========

[1]: الجوانية :'' بالفتح وتشديد ثانيه وكسر النون وياء مشددة موضع أو قرية قرب المدينة إليها ينسب بنو الجواني العلويون منهم أسعد بن علي يعرف بالنحوي كان بمصر وابنه محمد بن أسعد النسابة ذكرتهما في أخبار الأدباء'' [ معجم البلدان لياقوت الحموي (2/175)].
[2]: صككتها صكة : أي ضربتها بيدي مبسوطة
[3]: صحيح مسلم برقم (537).
[4]:المصدر موقع الشيخ رحمه الله : مقال بعنوان : هذا الجواب منكر وغلط عظيم.

رد مع اقتباس