عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 21 Aug 2017, 06:58 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

الامام أبو جعفر الطبري , رجح قراءة التخفيف على القراءة المشددة استنادا الى ما ثبت في الروايات الصحيحة أن الشياطين كانوا يطلبون السماع ويقصدونه لكن لا يسمعون , أي يتسمعون ولا يسمعون , بينما قراءة ( لَا يَسَّمَّعُونَ ) تنفي التسمع , ويطريق الأولى السماع , منها الحديث المذكور سابقا عن عائشة رضي الله عنها ,
وذكر الطبري هذه الرواية عن ابن عباس، قال: كانت للشياطين مقاعد في السماء، قال: فكانوا يسمعون الوحي، قال: وكانت النجوم لا تجري، وكانت الشياطين لا ترمى، قال: فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض، فزادوا في الكلمة تسعا; قال: فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الشيطان إذا قعد مقعده جاء شهاب، فلم يخطه حتى يحرقه، قال: فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هو إلا لأمر حدث ; قال: فبعث جنوده، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بين جبلي نخلة; قال أبو كريب: قال وكيع: يعني بطن نخلة، قال: فرجعوا إلى إبليس فأخبروه، قال: فقال هذا الذي حدث.))
وهذا الأثر مروي في السنن بألفاظ متقاربة وصححه الترمذي
فقول ابن عباس (فاذا سمعوا الوحي ) وقوله (فكانوا يسمعون الوحي ) يدل دلالة واضحة على أنهم كانوا يستمعون
واحتج لها ابن عطية وتبعه القرطبي بقوله عزوجل (انهم عن السمع لمعزولون ), فالأية نفت حصول السمع مع وجود الاستماع والتسمع
لكن للقراءة الثانية مرجح من الناحية اللغوية , ذكره امام من أئمة اللغة وهو أبو عبيد و ذلك أن الفعل الذي يعدى بالى في أكثر استعمال العرب هو يتسمع وليس ( يسمع ),
قال القرطبي في تفسيره ((قال أبو عبيد لأن الْعَرَبَ لَا تَكَادُ تَقُولُ: سَمِعْتُ إِلَيْهِ وَتَقُولُ تَسَمَّعْتُ إِلَيْهِ.)) انتهى

ورد هذا الطبري بأن العرب تستعمله في الفعلين كليهما حيث قال
((فإن ظن ظان أنه لما كان في الكلام"إلى"، كان التسمع أولى بالكلام من السمع، فإن الأمر في ذلك بخلاف ما ظن، وذلك أن العرب تقول: سمعت فلانا يقول كذا، وسمعت إلى فلان يقول كذا، وسمعت من فلان.
وتأويل الكلام: إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد أن لا يسمع إلى الملإ الأعلى، فحذفت"إن" اكتفاء بدلالة الكلام عليها)) انتهى كلام الطبري

وكلام أبو عبيد أولى وأرجح من هذا , لأن ما رجحه الطبري مبني على تقدير محدوف (الحرف ان ) والأصل عدمه , والله تعالى أعلم


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 21 Aug 2017 الساعة 07:03 PM
رد مع اقتباس