عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02 Apr 2016, 10:36 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي أَحَادِيثٌ عَلَيهَا مَدَارُ الإِسْلَامِ






أَحَادِيثٌ عَلَيهَا مَدَارُ الإِسْلَامِ
.
قال ابن رجب الحنبلي -- : معلقا على حديث " انما الاعمال بالنيات"[1] : وَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَدُ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَدُورُ الدِّينُ عَلَيْهَا ، فَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : هَذَا الْحَدِيثُ ثُلُثُ الْعِلْمِ ، وَيَدْخُلُ فِي سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفِقْهِ . وَعَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ قَالَ : أُصُولُ الْإِسْلَامِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ [2]وَحَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ [3]. وَقَالَ الْحَاكِمُ : حَدَّثُونَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَقَوْلَهُ : إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا [4]، وَقَوْلَهُ : مَنْ أَحْدَثِ فِي دِينِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ فَقَالَ : يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِي كُلِّ تَصْنِيفٍ ، فَإِنَّهَا أُصُولُ الْأَحَادِيثِ . وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ هِيَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ : حَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، وَحَدِيثُ : مَنْ صَنَعَ فِي أَمْرِنَا شَيْئًا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ . وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، قَالَ : جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعَ أَمْرِ الْآخِرَةِ فِي كَلِمَةٍ : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ، وَجَمَعَ أَمْرَ الدُّنْيَا كُلَّهُ فِي كَلِمَةٍ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ يَدْخُلَانِ فِي كُلِّ بَابٍ . وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : نَظَرْتُ فِي الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ ، فَإِذَا هُوَ أَرْبَعَةُ آلَافِ حَدِيثٍ ، ثُمَّ نَظَرْتُ ، فَإِذَا مَدَارُ أَرْبَعَةِ آلَافِ حَدِيثٍ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَّالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا [5]، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثُ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيه [6]. قَالَ : فَكُلُّ حَدِيثٍ مِنْ هَذِهِ رُبُعُ الْعِلْمِ . وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا ، قَالَ : كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ ، انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْكِتَابُ - يَعْنِي كِتَابَ " السُّنَنِ " - جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ ، وَيَكْفِي الْإِنْسَانَ لِدِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ : أَحَدُهَا : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَالثَّانِي : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ، وَالثَّالِثُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى لَا يَرْضَى لِأَخِيهِ إِلَّا مَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ [7] ، وَالرَّابِعُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْفِقْهُ يَدُورُ عَلَى خَمْسَةِ أَحَادِيثَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ [8] ، وَقَوْلِهِ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَقَوْلِهِ الدِّينُ النَّصِيحَةُ [9]، وَقَوْلِهِ : مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ [10]. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ ، قَالَ : أُصُولُ السُّنَنِ فِي كُلِّ فَنٍّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ عُمَرَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ، وَحَدِيثُ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ [11]. وَلِلْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ طَاهِرِ بْنِ مُفَوِّزٍ الْمُعَافِرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ :
عُمْدَةُ الدِّينِ عِنْدَنَا كَلِمَا ___ تٌ أَرْ بَعٌ مِنْ كَلَامِ خَيْرِ الْبَرِيَّهْ
اتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَازْهَدْ وَدَعْ ___ مَا لَيْسَ يَعْنِيكَ وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّهْ .


من : جامع العلوم و الحكم [ ص: -63 - 62]

__________________________________________________ ____________________
[1][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 6) برقم: (1) ، (1 / 20) برقم: (54) ، (3 / 145) برقم: (2529) ، (5 / 56) برقم: (3898) ، (7 / 3) برقم: (5070) ، (8 / 140) برقم: (6689) ، (9 / 22) برقم: (6953) ومسلم في "صحيحه" (6 / 48) برقم: (1907) ، (6 / 48) برقم: (1907) و غيرهما ]
[2][أخرجه البخاري في "صحيحه" (3 / 184) برقم: (2697) ومسلم في "صحيحه" (5 / 132) برقم: (1718) ، (5 / 132) برقم: (1718) و غيرهما ]
[3][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 20) برقم: (52) ، (3 / 53) برقم: (2051) ، (8 / 10) برقم: (6011) ومسلم في "صحيحه" (5 / 50) برقم: (1599) ، (5 / 51) برقم: (1599) ، (5 / 51) برقم: (1599) ، (5 / 51) برقم: (1599) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586) ، (8 / 20) برقم: (2586)]
[4][أخرجه البخاري في "صحيحه" (4 / 111) برقم: (3208) ، (4 / 133) برقم: (3332) ، (8 / 122) برقم: (6594) ، (9 / 135) برقم: (7454) ومسلم في "صحيحه" (8 / 44) برقم: (2643) ، (8 / 44) برقم: (2643) ، (8 / 45) برقم: (2645) ، (8 / 45) برقم: (2645) و غيرهما]
[5][أخرجه مسلم في "صحيحه" (3 / 85) برقم: (1015) والترمذي في "جامعه" (5 / 95) برقم: (2989) وأحمد في "مسنده" (2 / 1752) برقم: (8463) و غيرهم]
[6][مرسل : أخرجه مالك في "الموطأ" (5 / 1328) برقم: (3352 / 684) والترمذي في "جامعه" (4 / 148) برقم: (2318) وأحمد في "مسنده" (1 / 437) برقم: (1756) ، (1 / 438) برقم: (1761) وغيرهم]
[7][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 12) برقم: (13) ومسلم في "صحيحه" (1 / 49) برقم: (45) ، (1 / 49) برقم: (45) بلفظ : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ]
[8][أخرجه مالك في "الموطأ" (4 / 1078) برقم: (2758 / 600) والحاكم في "مستدركه" (2 / 57) برقم: (2358) والبيهقي في "سننه الكبير" (6 / 69) برقم: (11502)]
[9][أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 21) برقم: (57) ، (1 / 21) برقم: (58) ، (1 / 111) برقم: (524) ، (2 / 106) برقم: (1401) ، (3 / 71) برقم: (2157) ، (3 / 189) برقم: (2714) ، (3 / 189) برقم: (2715) ، (9 / 77) برقم: (7204) ومسلم في "صحيحه" (1 / 54) برقم: (56) ، (1 / 54) برقم: (56) ، (1 / 54) برقم: (56) وغيرهما]
[10][أخرجه البخاري في "صحيحه" (9 / 94) برقم: (7288) ومسلم في "صحيحه" (4 / 102) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) ، (7 / 91) برقم: (1337) وغيرهما]
[11][أخرجه الحاكم في "مستدركه" (4 / 313) برقم: (7968) وابن ماجه في "سننه" (5 / 225) برقم: (4102) والطبراني في "الكبير" (6 / 193) برقم: (5972)]



من تأمّل اختيارات هؤلاء الأئمة ولو قليلا ، وجد أن أغلب ما اختاروه كأصول لهذا الدين القويم لا يخرج عن جملة الصحيح لذاته ، و هذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عظيم فقههم ، و دقة النظر عندهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أيوب صهيب زين ; 31 Dec 2016 الساعة 04:58 PM
رد مع اقتباس