عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03 Apr 2018, 05:54 PM
أبو محمد حسين أبو محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 39
افتراضي

المجموعة الثالثة من التغريدات والخواطر لابن حزم الأندلسي في كتابه الأخلاق والسير فيها حكمٌ وفوائدٌ وعبر
21- النصيحة مرتان:
فالأولى فرض وديانة والثانية تنبيه وتذكير وأما الثالثة فتوبيخ وتقريع وليس وراء ذلك إلا الرّكل واللّطام،وربما أشدَّ من ذلك من من البغي والأذى، اللّهم إلا في معاني الديانة فواجب على المرء تِرْدَادُ النُّصح فيها رَضي المنصوح أو سَخِط تأذى النّاصح بذلك أو لم يتأذ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 122]
22-وإذا نصحتَ فانصح سرّاً لا جهراً ،وبتعريضٍ لا تصريحٍ، إلاّ أن لا يفهم فلا بد من التّصريح له. ولا تنصح على شرط القبول منك ،فإذا تعدّيت هذه الوجوه فأنت ظالمّ لا ناصحٌ وطالب طاعةٍ وملكٍ لا مؤدي حقَّ أمانة وأخوّة، وليس هذا حكمُ العقلِ، ولا حكم الصّداقة لكن حكم الأمير مع رعيّته ،والسّيدُ مع عبيده. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 122]
23- من أردت قضاءَ حاجته بعد أن سألك إيّاها ،أو أردتَ ابتداءَه بقضائها، فلا تعمل له إلاّ ما يريد هو لا ما تريد أنتَ، وإلاّ فأمسك .فإن تَعدَّيت هذا ،كنت مسيئاً لا محسناً ومستحقاً للَّوم منه ومن غيره لا للشُّكر ومُقتضياً للعداوة لا للصَّداقة. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 124/125]
24- لا تنقل إلى صديقك ما يؤلم نفسه، ولا ينتفعُ بمعرفته، فهذا فعل الأرذال.
ولا تَكْتُمه ما يستضرُّ بجهله، فهذا فعلٌ أهل الشَّر [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 125]
25- ولا يَسُّرُك أن تمُدح بما ليس فيك ،بل ليعظم غمُّك بذلك، لأنه نقصك يُنَّبَه النَّاس عليه ،ويُسَّمَعُّون إيّاه وسخرية منك، وهزؤ بك ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 125]
26- ولا تأس إذا ذُممت بما ليس فيك، بل إفرح به فإنّه فضلك ينبه النّاس عليه ،ولكن إفرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح ،وسواء مدحت به، أو لم تمدح ،واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذّم وسواء ذممت به أو لم تذمَّ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 125]
26- الناس في أخلاقهم على سبعِ مراتب:
فطائفةٌ تمدحُ في الوجه ،وتذم في اَلمغِيب، وهذه صفةُ أهل النِّفاق من العيَّابين وهذا خٌلٌقٌ فاش في الناس غالبٌ عليهم.
وطائفة تذمُّ في المشهد والمغيب وهذه صفة أهل السَّلاطة والوقاحة من العيَّابين.
وطائفة تمدح في الوجه والمغيب، وهذه صفة أهل الملق والطّمع .
وطائفة تذم في المشهد وتمدح في المغيب ،وهذه صفة أهل السخف والنّواكة.( الحمق )
وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة ويثنون بالخير في المغيب أو يمسكون عن الذم.
وأما العيّابون البرآء من النّفاق والقِحَة فيمسكُون في المشهد ويذمّون في المغيب.
وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب.
ومن كل من أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 126/127]
28- من امتُحن بقرب من يكره كمن امتُحن ببعد من يحب ولا فَرق. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 135]
29- إذا ارتفعت الغيرّة فأيقن بارتفاع المحبَّة. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 136]
30- رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة:
أحدها: من لا يبالي فيما أنفق كلامه، فيتكلم بكل ما يَسبقُ إلى لسانه ،غير محقِّقٍ نَصْرَ حَقٍّ ولا إنكار باطل ،وهذا هو الأغلب في النّاس.
والثاني: أن يتكلم ناصراً لما وقع في نفسه أنّه حق، ودافعاً لما توهَّم أنه باطل غير محقق لطلب الحقيقة ،لكن لجاجاً فيما التزم ،وهذا كثير وهو دون الأول.
والثالث: واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 147]

رد مع اقتباس