عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 25 Apr 2010, 08:36 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

الشيخ عائد الشمري

بسم الله الرحمن الرحيم




شهدت الجزائر مؤخراً تصاعداً في الاعتداءات والتفجيرات الإجرامية
التي أُهْدِرَت بسببها دماء بريئة ومعصومة باسم الجهاد في الدين ، فهل الإسلام يقر هذه الأعمال ؟!




*****

التفريغ:

المتصل: السلام عليكم

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المتصل: الشيخ عائد الشمري؟

الشيخ: معاك أخوك عائد الشمري.

المتصل: حياكم الله يا شيخ، كيف حالكم؟

الشيخ: أهلا وسهلا

المتصل: معكم شباب من الجزائر يا شيخ.

الشيخ: حياكم الله يا أهل الجزائر

المتصل: بخير أنتم يا شيخ؟

الشيخ: أبشرك، لله الحمد والمنة.

المتصل: الحمد لله، الحمد لله؛ يا شيخ،

الشيخ: تفضل.

المتصل: نستأذنكم في تسجيل كلمة حول أحداث الجزائر، يا شيخ.

الشيخ: تفضل.

المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم، شهدت الجزائر مؤخرا تصاعدا في الاعتداءات والتفجيرات الإجرامية التي أهدرت بسببها دماء بريئة ومعصومة باسم الجهاد في الدين، فهل الإسلام يقر هذه الأعمال، يا شيخ؟

الشيخ: الإسلام لا يقر مثل هذه الأعمال، وذلك لأن هذه الأعمال لا علاقة لها بالجهاد لا من قريب ولا من بعيد.
فإن الجهاد ينقسم إلى قسمين، الجهاد ينقسم إلى قسمين، الجهاد ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: وهو جهاد الطلب.
والقسم الثاني: وهو جهاد الدفع.
- فأما جهاد الطلب، فإنه شُرع من أجل نشر الإسلام، ومن أجل تأمين الناس على أن يدخلوا الإسلام، وذلك لأن هناك من الكفار من يمنع الناس من الدخول في الإسلام، فعند القوة وعند القدرة فإنه يجوز جهاد الطلب بشرط ألا يكون بيننا وبين من نجاهدهم عهود أمان سابقة، فإذا جاهدنهم كان الجهاد لنشر الإسلام، وكان الجهاد لتأمين المسلمين، وكان الجهاد لرفع راية الإسلام وزيادته قوة؛ وإذا طبقنا هذا المفهوم على جهاد هؤلاء أو ما يسمونه بالجهاد فإنه لا علاقة له بجهاد الطلب، فإنهم يقاتلون أبناء جلدتهم من المسلمين، ويقتلون الناس غدرا وخيانة وغيلة، وهذه لا علاقة لها بالإسلام، ولا علاقة لها بجهاد الطلب، فإن جهاد الطلب -كما هو معلوم- وكما هي الفتوحات الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده، وفي عهد الدولة الأموية والعباسية، وفي دولة المماليك، تجد أنها -التي كانت منتشرة هذه الدول- تجد أن جهاد تلكم الدول السابقة إذا أردت المقارنة بينه وبين قتال هؤلاء فلا علاقة لهؤلاء بهذا الجهاد، فإن الجهاد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين، كان من أجل نشر الإسلام، وكان من أجل تأمين المسلمين، وكان من أجل تأمين الناس لكي يدخلوا دين الله عز وجل؛ وأما فعل هؤلاء فهو فيه إرهاب المسلمين، وفيه قتل المسلمين، وفيه قتل المعاهدين، وفيه قتل المستأمِنين، وفيه الغدر، وفيه الخيانة، وفيه الغيلة، وفيه نقض العهود ونقض المواثيق، وفيه المخادعة، وهذا كله لا علاقة له بالإسلام ولا بالأخلاق التي أمر بها الله أو أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ هذا بالنسبة إذا أدرنا جهاد الطلب.
- وأما جهاد الدفع، فإن جهاد الدفع إنما شُرع لحماية بلاد المسلمين، وشُرع من أجل تأمين الناس في مساجدهم، وتأمين الناس في جمعهم وجماعاتهم وصلواتهم، وتأمينهم لكي يخرجوا زكواتهم، وتأمينهم لكي يحجوا بيت الله، وتأمينهم لكيلا ينتشر القتل ولا سفك الدماء ولا هتك الأعراض ولا سلب الأموال؛ فهذا هو جهاد الدفع، عندما شُرع لحماية بلاد الإسلام وحماية المسلمين؛ فإذا أردنا أن ننظر إلى قتال هؤلاء نجد أن قتالهم بعكس جهاد الدفع.
جهاد الدفع من أجل حماية المسلمين، وقتالُ هؤلاء الذين عندكم من الإرهابيين من أجل قتل المسلمين.
جهاد الدفع من أجل حماية بلاد المسلمين، وقتال هؤلاء الخوارج الذين عندكم من أجل إلحاق الأذى وعدم الأمن في بلاد المسلمين.
جهاد المسلمين من أجل إبعاد القتل عن المسلمين، وقتالُ هؤلاء الخوارج عمل القتل في المسلمين.
جهاد الإسلام من أجل حماية أموال المسلمين، وقتالُ هؤلاء الخوارج عندكم من أجل سلب أموال المسلمين.
جهاد المسلمين من أجل تأمين الناس للوصول إلى الجُمع والجماعات وعدم الخوف، وقتالُ هؤلاء تخويف المسلمين من الوصول إلى المساجد، وتخويفهم من الوصول إلى الجمع والجماعات.
فنجد أن جهاد الدفع لحماية الإسلام والمسلمين، حمايتهم في دينهم، حمايتهم في أعراضهم، حمايتهم في أنفسهم، حمايتهم في أمولهم، وأما هؤلاء فإن قتالهم يهدد كل هذه الأمور الضرورات الخمس، فهو يهدد دين الناس، ويهدد أعراض الناس، ويهدد أموال الناس، ويهدد أرواح الناس، ويهدد أموال الناس، فكيف يقال: إن هذا جهاد الدفع؛ لينظر هؤلاء إلى جهاد النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم وضع خندقا على المدينة من أجل أن يحميها، فكان جهاد الدفع؛ والنبي صلى الله عليه وسلم ذهب وفتح مكة جهاد الطلب، من أجل أن يبعد هؤلاء الطواغيت عن الناس لكي يدخلوا في الإسلام، فدخل الناس في الإسلام، وكان فتح مكة؛ أين هذا من قتال هؤلاء؟!
هؤلاء قتالهم مردود، ولا علاقة له بالجهاد، لا بجهاد الطلب ولا بجهاد الدفع، ولا علاقة له بالأدلة الشرعية الواردة في الجهاد، ولا ينطبق عليه أي علة ولا أي مفهوم من مفاهيم الجهاد التي ذكرها أهل العلم والتي أوردها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه؛ هؤلاء لا علاقة لهم بالجهاد، هؤلاء إذا أردت أن تقرأ التاريخ تجد أن لا يشبه أفعالهم هذه إلا الباطنية والإسماعيلية والحشاشين، هم الذين كانوا عندهم إمارة باطنية وعندهم قيادة باطنية، وعندهم جنود باطنيين، وينفذون القتل غيلة، وينفذون القتل بالمسلمين وبعلماء المسلمين وبأنحاء المسلمين، إذا قرأت التاريخ لا تجد لهم مشابها، حتى الخوارج! حتى الخوارج الأوائل كانوا إذا أرادوا قتال المسلمين -والعياذ بالله- فإنهم يخرجون إلى مكان ويجتمعون على أمير وبجيش ويقاتلون، هؤلاء لم يفعلوا حتى فعل الخوارج، تعدَّوا حتى على الخوارج، فهؤلاء يعيشون في وسطنا يختفون فيما بيننا، هذا الفعل لم يكن إلا فعل الباطنية، لم يفعل هذا الفعل وهذه الطريقة من التخفي ومن المخادعة، وإلى الوصول للهدف ثم تفجيره وقتل الناس غيلة وغير ذلك، هذا لا يعرف إلا عند الحشاشين وعند الباطنية وعند الإسماعيلية وغيرهم، كما هو مذكور في كتب التاريخ، كما هو في البداية والنهاية لابن كثير، وكما هو في غيرها من الكتب التي نصت على هذا.
هؤلاء وضعوا لهم دولة وهمية، إمارة وهمية، قيادة للجيوش وهميين، أين دولتهم؟ إنما هي فقط في عقولهم، ولكن لا نرى من أثرها إلا هذا القتل وإلا هذا الدمار، ولا نرى من أثر هذه الدولة إلا هذه العمليات الانتحارية والتفجير الذي شوه صورة الإسلام.
فهؤلاء، الجهاد لا يشوه صورة الإسلام الجهاد الشرعي، ولكن قتال هؤلاء الذين يسمونه جهادا زورا وبهتانا وينسبونه إلى الإسلام شوهوا صورة الإسلام، وجعل أعداء الإسلام من النصارى ومن اليهود يستغلون هذا القتل ويصفونه بأن هذا هو جهاد المسلمين.
لقد عاش اليهود النصارى والمستشرقون لسنوات لا يستطيعون أن يلقوا أي شبهة أو يشوهوا صورة جهاد النبي صلى الله عليه وسلم أو جهاد الخلفاء أو جهاد الصحابة، ولكن عندما أتى هؤلاء بقتلهم وغيلتهم وخداعهم ومكرهم وخفائهم وسريتهم وغموضهم وقتلهم هم الذين أرادوا أن يوحوا للناس أن هذا هو الجهاد، هذا ليس جهادا، هذا تشويه لصورة الجهاد.
- ولذلك تجد أن علماء الدعوة السلفية سواء المتقدمين أو المتأخرين، فالإمام ابن حنبل واجهه من الأذى ما واجهه وسُجن وضُرب وجُلد أيام المأمون وأيام الواثق وأيام المعتصم، ومع ذلك لم يفعل أي شيء من هذه الأفاعيل، ولم يطلب من طلابه أن يقوموا بأي اغتيال، لا لأمير ولا لرجل أمن في دولة المأمون، وكذلك حصل ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من سجن ومن جلد ومن تعزير، ومع ذلك لم يطلب من أحد من تلاميذه أن يفعل ما يفعل هؤلاء.
- وعلماء الدعوة السلفية في هذا العصر،كـ: ابن باز وابن عثيمين والألباني والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان وغيرهم كثير، كلهم تبرؤوا من هذه الأفعال، وبيّن الشيخ عبد العزيز بن باز في زمانه قبل أن يتوفى بطلان هذه الأفعال، والألباني كذلك بين بطلانها وابن عثيمين بين بطلانها، والآن علماء الدعوة السلفية عندنا كهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة وغيرها بيّنوا أيضا بطلانها، فهذه لا علاقة لها بالسلفية، ولا علاقة لها بالدعوة السلفية، وإنما هي دعوة خارجية تتلبس لباس السلفية كذبا وزورا وبهتانا؛ والدليل أنهم ليس لديهم أي مرجع من مراجع كتب السلفيين لا المتقدمة ولا المتأخرة يؤيدهم، وليس هناك أي عالم من علماء الدعوة السلفية لا المتقدمين ولا من المتأخرين في هذا الزمن كابن باز وابن عثيمين والألباني يؤيدهم، وإنما هؤلاء يؤيدهم جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين والتي يعتبر سيدها وإمامها ومفتيها سيد قطب، فهؤلاء إمامهم سيد قطب ومفتيهم سيد قطب، وعلماؤهم هم علماء الجماعة الإسلامية والجهاد وغيرهم، ولا علاقة لهم لا بالدعوة السلفية ولا بعلماء الدعوة السلفية ولا لهم أي امتداد تاريخي سلفي يؤيدهم في هذه الأعمال التي فعلوها، ولذلك لا تجد أنهم يرجعون الشباب إلى كتب الفقه ولا يرجعون الشباب إلى كتب الحديث ولا يرجعون الشباب إلى علماء الدعوة السلفية المتقدمين لكي يبرهنوا على ... العالم، وإنما يكتفون فقط بأوراق على الإنترنت يكتبها بعض الخوارج والجهلة الذين يصرفون النصوص عما دلت عليه، ويتعاملون معها بالتأويل الذي سبقهم إليه تأويل الخوارج وغيرهم، ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين في كتاب الفرقان أن الخوارج إنما أُتوا من سوء فهمهم للقرآن، فهؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال أدعوهم إلى الاستغفار، وإلى التوبة، وإلى إلقاء السلاح، وإلى الرجوع إلى كتب السلف، وإلى الرجوع إلى كتب الفقه والعلم، وإلى الدعوة إلى الله على بصيرة وبينة، وإلى نشر الإسلام بالحجة والبرهان والحكمة والرحمة والموعظة الحسنة، فإنهم آذوا الإسلام وآذوا المسلمين، وإن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن هذه الأفعال لأنها تخالف الكتاب وتخالف السنة ولم يكن هكذا دأب السلف، لذلك يجب على الناس أن تعرف هذا، الدعوة السلفية الحقة التي على الكتاب والسنة على فهم السلف تتبرأ من هذه الأفعال، وهذه فتاوى علماء الدعوة السلفية المتأخرين، وهذه فتاوى الشيخ ابن تيمية وأحمد بن حنبل وغيرهم لم يقم بهذه الأفعال، وإذا رجعت إلى التاريخ، لن تجد مثالا لأفعال هؤلاء إلا عند الباطنية والإسماعيلية والقرامطة وغيرهم، هم الذين كانوا يتخفون، ولهم أمراء مخفيون، ولهم بيعات مخفية، ويقومون بالقتل في الخفاء وبالغيلة وبالخداع وبالغدر، وأما المسلمون الخُلّص هم الذين تكون دعوتهم ظاهرة وجهادهم ظاهرا وأمرهم بيّن وعملهم كله علانية؛ أسأل الله عز وجل أن يجزكم خير الجزاء، وأن يهدي هؤلاء، وأن يرحم الأموات، وأن يكفي المسلمين شر هؤلاء.
- ثم أقول لهؤلاء: عندما يقتلون رجال الأمن، أليس رجال الأمن هؤلاء هم الذين يجاهدون لحماية بلادهم؟ وهم الذين يجاهدون للدفاع عن الجزائر؟ وهم الذين يجاهدون لاستتباب الأمن في الدولة الجزائرية؟ وهم الذين يجاهدون من أجل أن يصل الناس إلى الجمع والجماعات؟ أليس رجال الأمن في الجزائر هم الذين يطاردون القتل ويمنعون القتل بإذن الله؟ وهم الذين يمنعون بإذن الله كثرة الأموات؟ وهم الذين إذا ارتكب الشخص جريمة فإنهم يدافعون عن المظلوم ويدافعون (عن) الأشرار، أليس الناس في الجزائر بحماية من الله عز وجل ثم بسبب وجود رجال أمن الذين يسهرون لحماية أموال الناس وحماية أعراض الناس وحماية دين الناس وحماية أنفس الناس وأرواحهم؟ هل أمثال هؤلاء يقتّلون؟ أم أنهم يُشكرون على جهادهم وعلى سهرهم وعلى مرابطتهم في أعمالهم من أجل الحفاظ على أمن المسلمين والحفاظ على عقائد المسلمين والحفاظ على أرواح المسلمين والحفاظ على أعراض المسلمين والمسلمات؟ بأي شرع يجيزون لأنفسهم هذا؟ ولكن هذه الأفعال الغيلة؛ وأنا أقول لهم: ارجعوا إلى الله عز وجل، واقرؤوا الكتاب والسنة، وارجعوا إلى كتب الفقه وما ورد فيه في أبواب الجهاد، وارجعوا إلى كتب الفقه وكتب المحدثين وأهل الحديث وما ورد فيه في جهاد الطلب وجهاد الدفع، والأدلة ال في ذلك، وكيفية جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وجهاد الصحابة وجهاد الخلفاء الراشدين، وليتقوا الله عز وجل في أنفسهم وليعودوا إلى ربهم سبحانه وتعالى بالتوبة والاستغفار، فإن الله غفور رحيم، نعم.

المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، ونستسمحكم في سؤال أو سؤالين في نفس الموضوع إذا أمكن؟

الشيخ: تفضل.

المتصل: يا شيخ، يوجد من يقسم هنا في الجزائر السلفية إلى ثلاثة أقسام، يقولون: سلفية جهادية، ويعنون بها هؤلاء الخوارج، وسلفية سياسية، ويعنون بها الأحزاب المسماة بالإسلامية، وسلفية علمية، ويعنون بها أهل السنة أصحاب الحديث، فهل في شرع الله عز وجل وفي علم السلف وما خلّفوه في كتبهم دليل على هذا التقسيم؟ أحسن الله إليكم.

الشيخ: السلفية واحدة، وهي الإسلام الحق، كما أن الإسلام الحق واحد، فكما أن هناك من ينتسب إلى الإسلام، ويقول: إن هذا هو الإسلام، ويقصد به عقيدة الرافضة، ويأتي الخوارج ويقولون: هذا الإسلام، ويقصدون به عقيدة الخوارج، ويأتي المعتزلة ويقولون: هذا هو الإسلام، ويقصدون به عقيدة المعتزلة، ويأتي الصوفية على اختلاف فرقهم وطوائفهم، ويقولون: هذا الإسلام ويقصدون به التصوف، ويأتي المرجئة ويقولون: هذا الإسلام، ويقصدون به الإرجاء؛ فكذلك في هذا العصر يأتي من الناس من يقول: هذه السلفية، وهو لا علاقة له بالسلفية، فهذه السلفية التي يسمونها: سلفية جهادية، هذه عندما تنظر إلى رموزهم وتنظر إلى مرجعيهم العلمية وتنظر إلى الكتب التي يرجعون إليها وتنظر إلى الرموز التي يرجعون إليها، كلها رموز الإخوان المسلمين ورموز القطبيين وسيد قطب والتكفيرين ورموز الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وغيرها، فلا علاقة لها بالسلفية لا من بعيد ولا من قريب، قد يوافقون الدعوة السلفية في باب الأسماء والصفات، لكن ليس كل من وافق السلفية في باب الأسماء والصفات يعني ذلك أنه سلفي، وهناك من وافق السلفية في باب الأسماء والصفات ولكنه خالف في باب الإيمان فأصبح مرجئا، وهناك من وافق السلفية في باب الأسماء والصفات ولكنه خالفها في التصوف فأصبح صوفيا مبتدعا، وهناك من قد يوافق السلفية في جوانب ويخالف في جوانب أخرى مما يجعله ينتمي إلى الفرقة الأخرى الضالة، وبالتالي ينتمي إلى فرقته تلك، هؤلاء لأنهم وافقوا السلفية في باب إثبات الأسماء والصفات أو كذلك في باب توحيد الألوهية، ثم بعد ذلك ظنوا أن هذا يجعلهم ينتسبون للسلفية بشكل عام، وهم لم يوافقوا السلفية في باب الحاكمية ولا في باب الجهاد ولا غيرها وابتدعوا في دين الله، هذا، وأخذوا بعقائد الخوارج، فهل إذا أتاني خارجي يستحل قتال المسلمين وشهر السيف عليهم يقول: أنا سلفي لأني أثبت أسماء الله وصفاته؟ هو يصبح خارجيا؛ هؤلاء لم يفهموا معنى السلفية، السلفية -بارك الله فيك- أنك في أبواب العقيدة كلها تكون على طريقة السلف، في باب الحاكمية في باب الأسماء والصفات في باب القدر، ولذلك تجد أن كل من هذه الأبواب خرج ناس عن السلفية وانتسبوا إلى فرقة، خرج ناس في باب القدر فعندنا قدرية وعندنا جبرية، خرج ناس في باب الأسماء والصفات فعندنا معتزلة وجهمية وأشاعرة ومفوضة ومشبهة، خرج أناس في باب الإيمان فعندنا مرجئة الجهمية الذين يقولون: الإيمان المعرفة، وعندنا مرجئة الكرامية الذين يقولون: الإيمان القول، وعندنا مرجئة الأحناف الذين يقولون: الإيمان اعتقاد وقول، هؤلاء كلهم خرجوا وأصبحوا مرجئة، إذا ليس كل من وافق السلفية في باب واحد معنى ذلك أنه يبتدع في الأبواب الأخرى ويوالي ويعادي عليها ثم يقحم نفسه في السلفية، هؤلاء الذين يدّعون أنهم سلفية جهادية أليس أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ابن باز وابن عثيمين والألباني، هؤلاء العلماء الثلاثة كلهم خطؤوا هؤلاء وضللوهم وبيّنوا بطلان أفعالهم وبطلان عقائدهم وأن فعل الخوارج، فمن رموزهم في هذا العصر؟ هل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية يجدون فيها جوزا القتل هذا الذي يفعلونه؟ جواز الغيلة والانتحار وقتل الناس وقتل رجال الأمن وقتل المسلمين الذين يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقتل المعاهدين والمستأمِنين؟ أنجد هذا في كتب ابن القيم؟ أنجد هذا في كتب ابن قدامة؟ هل هذا في مذهب ابن حنبل؟ في الشافعي؟ مالك؟ عند أئمة الإسلام والمتقدمين؟ عند الأوزاعي؟ عند الثوري؟ عند الحسن البصري؟ عند ابن عباس وابن مسعود وغيرهم؟ من أين أتوا بهذا كله؟ هذه كتب العقيدة عندنا: الشريعة للآجري والسنة للآلكائي والإيمان لابن بطة والسنة للبربهاري وغيرها، هل يوجد مثل هذه الأمور فيها التي هم يفعلونها الآن؟ غير موجود، هل علماء الدعوة السلفية في هذا العصر والذين يمثلون الدعوة السلفية كابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان يرون شرعية هذه الأمور؟ الجواب: لا، لكن من الذي يرى هذه الأمور؟ أليس أيمن الظاهري وأسامة بن لادن وسيد قطب وجماعة التكفير والهجرة وجماعة الإخوان المسلمين عندما أنشأت الجناح العسكري والتنظيم الخاص أيام عبد الرحمن السندي ومحمود الصبار، هذه كتبهم موجودة الآن: "حقيقة التنظيم الخاص" لمحمود الصبار، "النقط فوق الحروف" لأحمد عادل كمال، كلها فيها مثل هذه العلميات وعمليات القتل وقتل الشرطة، وأحمد عادل كمال ذكر في كتابه: "نقط فوق الحروف" أنهم كانوا يهاجمون مراكز الشرطة ويفجرونها من أيام الأربعينات بقيادة عبد السندي وبأمر حسن البنا، هذه لا علاقة لها بالسلفية هذه من الأخوان المسلمين ومشتقات الإخوان المسلمين، وأما هؤلاء الذين يقولون: السلفية السياسية، السلفية ترى السياسة، والسياسة من الدين، وليست السياسة خارج الدين، ولكن هؤلاء يطبقون نظريات الإخوان المسلمين السياسية والجناح السياسي للإخوان المسلمين الذي يرى الديمقراطية ويرى التعددية الحزبية ويرى التعددية السياسية، ويرى الأعمال هذه، وهذه ليس من السلفية في شيء، ليس الديمقراطية من السلفية في شيء، وهذا هو الذي يتبناه القرضاوي وتبناه حسن البنا وتبناه مرشد الإخوان المسلمين كعمر التلمساني ومحمد مهدي عاكف وغيرهم، هذا لا علاقة له بالسلفية، هذه الديمقراطية وهذه السياسة التي: "الغاية تبرر الوسيلة" وهذا التلاعب والتحالف مع أهل الباطل، وكذلك التلاعب السياسي عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل المكتسبات السياسية، هذه كلها من خطط وبرامج وعقائد ومبادئ الإخوان المسلمين، لا علاقة لها بالسلفية، فهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين، سواء السلفية الجهادية أو السلفية السياسية هم الإخوان المسلمون، هم الإخوان المسلمون، ولكن هؤلاء الآن يريدون العمل السياسي وهو الجناح السياسي وهو الذي يتبناه الآن القرضاوي وهو يعتبر الآن حامل لوائه، واضح ولاّ لا؟ فساروا بركابه، والآخرين يسيرون بركاب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الذين هم من أتباع سيد قطب وأتباع الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد، وكلها من جماعة الإخوان المسلمين، سواء الأصل أو المشتقات.
- أما السلفية، السلفية -ولله الحمد والمنة- السلفية لها أقوالها ولها مبادئها ولها أصولها، سواء في الجانب السياسة أو سواء في جانب العقائد أو سواء في جانب العبادات أو سواء في جانب المعاملات أو الدعوة أو الجهاد، وهذه أقوال السلفيين منتشرة قديما وحديثا، وهذه أقوال علمائنا في جميع الأبواب تكلموا، تكلموا في الحاكمية سواء المتقدمين من السلف كالآجري في الشريعة وغيره وعقدوا أبوابا في هذا، أو من المتأخرين كالشيخ ابن باز والألباني العثيمين، وهذه فتاواهم موجودة ومطبوعة في هذا الباب، كذلك فتاواهم موجود ومطبوعة في عدم جواز قتل المستأمِنين أو المعاهدين، كذلك فتاواهم موجودة ومطبوعة في عدم جواز قتل الذميين، كذلك فتاواهم موجودة ومطبوعة في عدم جواز قتل المسلمين، وكذلك في عدم جواز الخروج على الحكام واستحلال دماء رجال الأمن وغيرهم، هذه فتاوى السلفيين الآن موجودة وفتاوى السلفيين المتقدمين موجودة، فأين تجد هذا؟ إنما إذا أردت أن تبحث عن هذه الذي سمى نفسه سلفي سياسي عندكم أو الذي سمى نفسه سلفي جهادي، إذا أردت أن تعرض عقائدهم وأقوالهم فإنك تجدها موجودة في كتب الإخوان المسلمين، سواء في شق الإخوان المسلمين السياسي أو في الشق والجناح العسكري الخاص الذي أسسه حسن البنا، نعم.

المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، سؤال آخر: هنالك بعض الشباب يدّعون السلفية وغيرهم من العوام يؤيدونهم في الجبال ويفرحون بما بفعل هؤلاء الإرهابيون الخوارج من عمليات تفجيرية، فما نصيحتكم لهؤلاء؟ أحسن الله إليكم.

الشيخ: هؤلاء يجب أن يتقوا الله عز وجل، الله سبحانه وتعالى يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، هؤلاء أقل شيء ينكرون هذه الأفعال ولو بقلوبهم، وأما أنهم يفرحون بها فهم -والعياذ بالله- يشاركونهم في هذا الجرم، يشاركونهم في هذا الجرم -والعياذ بالله-، الذي يفرح بقتل المسلمين، الذي يفرح بتشويه صورة جهاد الإسلام، الذي يفرح بقتل هؤلاء المسلمين والمسلمات، وهذا التفجير الذي هو فعل الإسماعيلية وفعل الباطنية فإن هذا لا يجوز، وهؤلاء سبب فرحهم أنهم منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا فعلهم ولكنهم يرضون بفعلهم ويؤيدونه، نعم.

المتصل: جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على هذه الكلمة، ونستسمحكم على الإطالة.

الشيخ: أنا أوصيكم في الجزائر أن تشغلوا نفسكم بطاعة الله وفي دراسة التوحيد ودراسة العبادات والأخلاق والسلوك، وأن تنشروا دين الله بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والرحمة، وأسأل الله أن يوفقكم ويبارك فيكم وأن يهدي ضال المسلمين.

المتصل: آمين آمين، بارك الله..

الشيخ: وأن يحفظ الجزائر وأن يحفظ الجزائريين من كل سوء وأن يبعد عن الجزائر هذه الفتنة وغيرها من الفتن سواء كانت هذه الفتنة تتعلق بالعلمانية أو اللبرالية أو الصوفية أو الشيعة أو الخوارج أو الباطنية أو غيرهم، نسأل الله أن يحمي الجزائر وسائر بلاد المسلمين، بارك الله فيكم.

المتصل: بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.

الشيخ: حياك الله يا أخي.

المتصل: السلام عليكم والرحمة!

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

------
)


منقول