عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 Jul 2011, 10:34 AM
التصفية والتربية السلفية التصفية والتربية السلفية غير متواجد حالياً
إدارة منتدى التصفية و التربية السلفية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 444
افتراضي إلى "منتديات الكل" ـ وما عليها تدل ـ ( كفاكم كذبا )


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



إلى منتديات الكلّ (وما عليها تدلّ)

كفاكم كذبا


الحمد لله رب العالمين، ناصر المؤمنين، ومذلّ المتخاذلين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد:
فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ؛ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ»، [رواه مسلم في المقدمة، والترمذي (2662)، انظر "صحيح الترغيب والترهيب" (95)]، وقال أيضا: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» [رواه مسلم (5)].
وإنّ مما أخبرنا به الصَّادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضا أنَّه: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» [رواه ابن ماجه (4036)، والحاكم (8439). الصحيحة (1887)].
ومن هؤلاء الرويبضة، شخص تكنَّى بأبي أروى ومعاذ، سوّد مقالا حشاه بالكذب الصّريح والجهل الفاضح، وأسماه «حقائق عن زيارة الشيخ البخاري إلى الجزائر».
والحق والحق نقول: إن هذه البضاعة الكاسدة لا تستحق تحمل الرد والنقد، لو كنّا في زمان يعرف فيه المرء قدر نفسه، ويكفي في ذلك ركاكة أسلوب صاحب المقال (ولا نقول: الكاتب)، وكثرة أخطائه الإملائية والنحوية، والتي سيأتي بيانها، مما يؤكد أنه لا يصنف حتى في صغار طلبة العلم، ولكن بُلينا بزمان كثرت فيه الرويبضة، وكثر فيه القلم، وصار يصدق فيه الكاذب. لذا اضطررنا إلى كتابة هذا الرد لتبيين الحقائق حقا، وتفنيد ما ورد في ذلك المقال، وكشف ما ورد فيه من المغالطات، فنقول وبالله التوفيق:

قولك: «فلا تزال زيارة الشيخ البخاري للجزائر تصنع الحدث»: نقول: نعم؛ لقد صنعت الحدث، حيث أثلجت صدور السلفيين، وأقرت عيون الجزائريين، ـ سيما أهل أم البواقي منهم ـ، وأخرست ألسنة المرجفين المهرجين، وكانت شوكة في حلوق المميّعين، وقذى في عيون الحزبيين.
لقد سعى هؤلاء لإفشالها، فقطع الله سعيهم وخيب أملهم، ومنهم من بارك! زيارة الشيخ في أول الأمر، ثم نكص على عقبيه، وزعم أن لو استشاره الشيخ البخاري لنهاه، ونسي أو تناسى قدر نفسه، وأنه كواو عمرو أو كالحديث المعاد، وهو الذي حفَت قدمه، واستنفد وحدات هاتفه ليقول للمتصل به: (كيف تأتون بالشيخ، ولا تمرون به على المشايخ)! ـ يعني نفسه ـ، هكذا بكل غطرسة وعنجهانية، وكان الأولى به أن يأتي لزيارة الشيخ ولو بعد محاضراته، كما فعل غيره، لو كان صادقا في رغبته في لقائه، لكن حسِب نفسه الإمام مالكا، وما قاله لهارون الرشيد: «العلم يؤتى إليه، ولا يأتي»، ثم راح يغمز بعض مشايخنا حسدا من عند نفسه، بل لا يزال قلبه يغلي بالغل، ويتستر وراء الألقاب، ويزعم كذبا وتدليسا أنه يحترم الشيخ ربيعا ـ سلمه الله ـ، وها هو ينقض وصيته بل نقضها في كل مرة، بل بلغ حقد هذا المتهور المهوس إلى منتهاه حتى قال عن شيخنا وهو يهذي بما لا يدري: بلغ فساده إلى أقصى الشرق.
فهل تدريس «الأربعين النووية» و(كتاب العلم) من «صحيح البخاري»، وعقد النية على إلقاء الدروس في تفسير القرآن لولا سحب الرخصة آخر لحظة من «المسجد العتيق» بسكيكدة، إضافة إلى المحاضرات والدروس يعتبر من الفساد في الأرض في قاموس هذ الأنيس المتهوّك؟ اللهم احفظ لنا ديننا وعقولنا.
لقد عبر لنا الشيخ الفاضل عبد الله البخاري عن إعجابه الشديد بالزيارة، ومما أثار إعجابه أنه قال: مما أعجبني كثيرا أني رأيت تربية مشايخ العاصمة بأم البواقي، من حيث حسن خلقهم وحرصهم على العلم والسنة، هذا معنى كلامه، ثم يأتي هذا المتغطرس المهرج العُنجهيّ المهوس فيلوك بلسانه ما يكشف عن جنونه!

وقولك: «تأمر أهل التقليد الأعمى بلزوم بيوتهم وعدم الجلوس في مجالس الحزبيين» فيها مغالطات:
أولها: أن هذا كذب وهراء وافتراء، فأين هي الأوامر الصادرة بذلك؟ أو هي فتيا لبعض أهل العلم أجاب بحسب ورود سؤال السائل، وجوابه كان واضحا لا غبار عليه في الجمعيات الحزبية!!

ثانيها: لو نظرت إلى حالك وحال أمثالك حقيقة لعلمت من هم أهل التقليد الأعمى، وما ترموننا به من التقليد؛ فاعلم أنّ تقليد العلماء الربّانيّين أولى من تقليد طالب علم حذّر العلماء من تلبيساته! فأين الثرى من الثريا؟!
ثم لجهلك بقواعد العلم ـ وقد علمت أنك لا تُصنَّف في صغار أهله ـ لا تدري معنى «التقليد» عند أهل العلم، فأخذ قول العالم بدليله أو معرفة مأخذه لا يسمى تقليدا.

ثالثها: أن كلامك يتضمّن أن المجالس التي عقدت للشيخ الفاضل عبد الله البخاري هي مجالس الحزبيين، وهذا كذب وافتراء.
وهذا التشغيب الذي شغب به بعض المرجفين ليصد الشيخ ـ حفظه الله ـ عن زيارته إلى الجزائر، لكن الشيخ ـ سلمه الله ـ كان أرفع من أن يصغي لأمثال هؤلاء النكرة؛ فقد جاء إلى الجزائر المحروسة رغم أنف الحاقدين، وازدحمت مجالسه بالسلفيين حتى ضاقت بهم المساجد، بل تعدت إلى أفنيتها وشوارعها، وحضر مجالسه الدعاة وطلبة العلم وغيرهم.

وقولك: «وأنا الآن أسرد عليكم شيئا مما خفي...»: يوهم أنك لازمت الشيخ في رحلته، واطَّلعت على ما قد خفي على من فاته ذلك، فسردت شيئا فقط من تلك الملازمة، واحتفظت بالباقي! فأين كلامك هذا من الحقيقة؟!
وهذا الذي سردته في بضاعتك هو شيء قليل، فما حال القارئ لو سردت الكثير؟!

وقولك: «من احتضن الزيارة؟ جمعية الفرقان»، نقول: نعم! تبنّت الزيارة أولا «جمعية الفرقان»، وهي جمعية خيرية، تعنى بتحفيظ القرآن ورعاية الشباب، ولها الرخصة في استقدام مشايخ خارج الوطن، ثم لمّا تقدمت بالطلب إلى الجهة المعنية، تكفّلت بالزيارة ولاية أم البواقي تحت رعاية واليها، ووزارة الشؤون الدينية، بدليل أن الوفد الذي استقبل الشيخ بمطار الجزائر العاصمة ممثّل عن الوزارة، ثم استقبله بمطار قسنطينة وفد خاص من والي ولاية أم البواقي، وقد عيّن له حراسا من أمن الولاية يرافقون الشيخ طيلة زيارته، ثم أقام الشيخ بديوان الوالي.

وقولك: «من توسط في زيارة الشيخ البخاري؟ نرجئه إلى حين»، جوابه:
أولا: أن الساعي في استقدام الشيخ لا يأبه بذكر اسمه، ولا يخجل بل لا يخشى من ذلك.

ثانيا: أن تعميتك لاسمه من أسلوبك في المراوغة، ولا ينفعك ذلك، فقد ذكره الشيخ في مختلف محاضراته، وذلك من تواضعه وعرفانه بالفضل لأهل الفضل، ولهذا كان يصدر محاضراته بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَن لاَ يَشكُرِ النَّاسَ لاَ يَشكُرِ اللهَ».

ثالثا: أن الشيخ المتوسط في استقدام الشيخ البخاري، يعد ذلك من محاسنه وفضائله؛ لأنه من باب التعاون على البر والتقوى، ويدل أيضا على أن هؤلاء المشايخ ـ وإن تباعدت بهم الأقطار ـ يجمعهم منهج واحد.

وقولك: «هل التقى الشيخ البخاري مع مشائخ العاصمة الجزائرية؟ نعم، وكان أغلبهم في المطار»، جوابه:
أولا: هذا كذب؛ فلم يستقبله إلا واحد منهم، فأين الأشياء التي انفردت بها، وخفيت على غيرك.

ثانيا: أن مشايخ العاصمة استقبلوا الشيخ في مكان، ونزل على ضيافتهم، وأبدوا له كل معاني الترحيب بالزيارة، وقابلهم بالثناء والود والشكر، وكان المجلس مفحما بمعاني الأخوة والمحبة والتعاون على الخير وتبادل أوجه النظر في المسائل العلمية والدعوية. فهل في هذا ما ينكر أو يغمز؟!

وقولك: «فيهم من لا يرى جواز العمل تحت لواء الجمعية» فيه تلبيس وتدليس؛ فإن الذين لا يرون العمل ضمن الجمعية يخصونها إذا كانت حزبية، أو لها امتداد إلى حزب من الأحزاب، أما إذا كانت جمعية خيرية لا صلة لها بأي عمل حزبي؛ فلا مانع من ذلك، ويكفينا في ذلك فتيا أئمة الإسلام وشيوخه في هذا العصر بالجواز، وهم: الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني ـ رحمهم الله ـ، والشيخ ربيع ـ أطال الله في عمره ـ.
ولكنكم قوم لما امتلأت قلوبكم بالحقد انطمست بصيرتكم، فصرتم لا تفرقون بين جمعية خيرية؛ تعنى بتحفيظ القرآن، وبين جمعية حزبية؛ عقدتم الولاء على الدفاع عنها، ونصبتم ألوية الغمز واللمز لمن حذر منها، ...
وهذه الجمعية، رؤوسها رؤوس الجزأرة ببلادنا، والتي كان لها الدور المشؤوم في محاربة الدعوة السلفية في ربوع الجزائر ومطاردة أهلها من المساجد، بل امتدت أياديهم الآثمة إلى الجامعات، وكان بعض أعضائها بارزين في الحزب المتهالك (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)؛ الذي أدخل البلاد في فتنة عمياء أتت على الأخضر واليابس، واسألوا الشيخ عبد المالك رمضاني عن حالها وحال أعضائها! فأنتم أحداث سن وعلم؛ لا تعرفون هذه الحقائق، وتدافعون عنها ظلما، ناهيكم أن تسميتها بـ«جمعية العلماء المسلمين» فيه تمويه وتلبيس؛ فمن أين أوتوا العلم حتى يسموا أنفسهم «العلماء»؟! وأكثرهم تخصُّصه في الفلسفة أو اللسانيات، ومن حاز شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية منهم فهو متشبّع بما لم يعط!!
ثم يوهمون ـ بهذه التسمية ـ السذج أمثالكم أن لها امتدادا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها ابن باديس!
فأين جمعية الشيخ ابن باديس والشيخ الإبراهيمي والشيخ العربي التبسي وإخوانهم في الإصلاح السلفية، وهذه الجمعية الخلفية؟!
سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان بين مشرق ومغرب

وأنتم ترمون غيركم بالتقليد الأعمى! فأين موقفكم وإنكاركم على شيخكم وعلاقته الحميمية بجمعية دار البر (بل: البُرّ ـ بضم الباء ـ كما سماها بعض المشايخ) الحزبية، وما تمده بمال، وتعقد له من سفريات... إلخ.

وقولك: «من كان يقدم للشيخ محاضراته؟ إما إخواني محترق ...»: وهذه كذبة أخرى من الكذبات المتوالية؛ فإن وزارة الشؤون الدينية أصدرت أمرا بأن الذي يقدم للشيخ هو إمام المسجد الذي يحاضر فيه. ولهذا اختلفت أوجه المقدمين. فهل هذا مما خفي على غيرك؟! أو خفي عليك؟!

وقولك: «لم ير لهم علم مشرف وصولة في باب العناية بالضيوف»: هذا كذب وافتراء عظيم واتهام لأهل أم البواقي بالبخل وهم الذين عرفوا بالجود والكرم.
فالشيخ ـ سلمه الله ـ أكرم بالضيافة منذ حطت قدماه أرض الجزائر إلى أن غادرها، وقد كان أول محطاتها بضيافة مشايخ العاصمة، وقد جاءوه بعجل حنيذ، ثم توالى عليه الإكرام وتنافس الإخوة في ضيافته ولو وجدوا على ذلك سهما لاستهموا عليه.
وأما أهل أم البواقي؛ فحدث عن حاتم ولا حرج، بل تعدى إكرامهم وحسن ضيافتهم إلى كل الإخوة الذين حضروا الدورة، كما شهد بذلك أهل الفضل. وقد من الله ـ عز وجل ـ على أهل «التصفية والتربية السلفية» أن حضروا بعض هذا الكرم، فجزى الله خيرا أهل أم البواقي.

أما أهل النكران من أمثالك، فيصدق فيهم قول الشاعر:
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

وقولك: «وزعوا قرابة 400 نسخة...»، ونسيت أن تذكر أنه قد وزعت أيضا ورقة صوفية، فيها أذكار وأوراد خفية!

وقولك: «هل تواد الغلاة؟ انقسموابحسب الفتوى التي وصلتهم»: الحمد لله لم ينقسم السلفيون، بل كانوا على كلمة واحدة، فـ(الغلاة!) غلوا في الحضور؛ حتى ضاقت بهم المساجد؛ فـ«مسجد الصحابة» مثلا يتسع لـ(3500) مصل امتلأ كله، حتى اضطر الناس إلى الصلاة في ساحته.
ويا ليتك ذكرت أن الإخوة كانوا يزدحمون على الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة ـ حفظه الله ـ بعد المحاضرة بـ«مسجد الصحابة» ليسلموا عليه. وهل هذا خفي عليك أم أخفيته؟!

وقولك: «فمنهم من التزم نصها وفصها »، وهذا كذب؛ فإن الحاضرين كانوا أكثر مما يتوقع. ثم قولك هذا كأنه قول الصحافة! فهل انتحلت مهننتهم؟! وسبرت آراء الناس واهتديت إلى هذا التقسيم؟!

وقولك: «ومنهم من جاء على مضض»، هل شققت على قلوب الناس؟! واطلعت على نياتهم؟ أليس هذا قَفوًا بلا علم؟! فانظر أخي القارئ ـ عصمك الله من عمى القلوب ـ ما يفعل الحقد والتقليد الأعمى بأهله.

وقولك: «التفاف الإخوان المفلسين بالشيخ البخاري»: كذبتَ ـ ورب الكعبة ـ، بل كان معه حراس من الأمن، كلفهم والي ولاية أم البواقي بذلك، وإمام المسجد، وأحد إخواننا السلفيين بأم البواقي، وهو الذي كان يركب معه السيارة، ويصحبه في كل مكان.

وقولك: «بطانته حزبية...»: سبحان الله! انظر كيف يعمي الله البصائر فترى العجائب! فإن الذي قال هذا الكلام ـ وبئس ما قال ـ هو شيخكم الذي تنافحون عنه بالباطل، وهو العيد شريفي، قالها في الشيخين الجبلين إمامي هذا العصر؛ وهما ابن باز وابن عثيمين. وهذا يؤكد أنكم أحداث، وجهال بواقع الدعوة في الجزائر.

قولك: «ختاما...»: لجهلكم لا تفرقون بين الجمعية الحزبية والجمعية الخيرية، فهلا قرأتم فتاوى علمائنا؟
وقد سئل رئيس الجمعية ـ وهو إمام «المسجد العتيق» بأم البواقي ـ عن علاقة الجمعية بالتحزب فنفى ذلك نفيا قاطعا بحضور الشيخ البخاري ـ حفظه الله ـ عن أي علاقة الجمعية بالتحزب، بل ذكر أنهم حرصوا منذ نشأتها عن إبعادها عن الحزبية أو استغلالها من الحزبيين.
وأما استقدامه لبعض المنحرفين عن المنهج الحق؛ فذلك لجهله بحالهم كما صرّح، ونصحه الشيخ البخاري في ذلك وقد أدى واجب النصيحة ـ بارك الله فيه ـ، فوعد خيرا.
وهو رجل طيب يشهد له أهل أم البواقي بالصلاح والخير والفضل، ولا يزكون على الله أحدا.

وقولك: «سؤال قرأه المقدم للمحاضرة وهو إخواني والمفاجئة وجد نفسه المقصود فلم يوصل السؤال للشيخ البخاري»: هذا كذب؛ فقد سألنا الأخ الذي كان يستقبل الأسئلة في كل محاضرات الشيخ عن ذلك فأنكر هذا.

وقولك: «يا ترى لو كان المدعو في هذه الزيارة علي الحلبي»: هذا سوء أدب مع شيخك! فلم لم تشيخه؟! والمعروف عنكم الغلو والإطراء فيه حتى لقبتموه بـ«الحافظ»!!!

وقولك: «هل كان الأمر سيلاقى بنفس السكوت المطبق الذي نراه اليوم؟»: لا! بل سيكون الكلام حينها عن المدعو لا عن الداعي.
ثم لو كان هو المدعو لما كان هذا الحضور الغفير، فجرّبوا إن كنتم صادقين!

وقولك: «ألا لا نامت أعين الأدعياء»: هل بلغ بك الغل إلى هذا الحضيض؟! أو شابهت شيخك في دعائه على علمائنا ـ سلمهم الله من كل سوء ـ؟!! ولو كان صادقا لصبر واحتسب، لكن بغى وعاند حتى بالدعاء والله المستعان.
واعلم أن كل ما يقال في الشخص وليس فيه عاد عليه، وفي الحديث: «مَنْ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِر فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا».

وقولك: «لم أخرج كل ما في جعبتي»: نقول: الحمد لله أنك لم تتقيأ كل ما في جعبتك، وأنه تعالى سلّم، وإلا لرأينا العجب وكنا في رجب، وعش رجبا تر عجبا!
ثم نقول: مثلك لا يسكت عما في جعبته! فلا تتجشأ من غير شبع.
ونقول: (كن صادقا يا هذا!) مع ربك أولا، ثم مع نفسك وأصحابك، وأخرج ما فيها... فسنرى فيلا قد تمخض فولد فأرا. تلعبون بالعواطف! والله يقول: «اِتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».

وفي الختام نشير إلى انحراف صاحب المقال عن الكتابة ليستبين حاله ويعرف قدره.
1 ـ كنى هذا الأنيس نفسه بـ(أبي أروى ومعاذ) وظننا أن الذي كتب المقال رجلان؛ أحدهما أبو أروى، والثاني: معاذ، حتى أخبرنا بأنه رجل واحد كنى نفسه بذلك!
ولفرط جهله بلغة الضاد، لا يعلم أن الواو تقتضي المغايرة باتفاق النحاة، فإذا قلت: جاء زيد وعمرو، فزيد غير عمرو، إلا إذا كان له ابن سماه «أروى ومعاذ» هكذا مقرونا، لا ندري فنحن في زمن العجائب!
ولعله تكنى باسم ولديه أروى ومعاذ، وهذا مما لا عهد له في اللغة، ولا أثر عن أهل العلم.

2 ـ مقالك كله خالٍ من الهمزات، وحتّى لفظة (إنّ) لم تسلم من ذلك فلم تبيِّن المفتوحة منها ولا المكسورة، ولم يشفع لـ(إنّ) الأبواب الكبيرة التّي عقدها أهل العلم في توضيح متى تفتح همزتها ومتى تكسر، ولو كان الأمر للاستحباب فقط لهان الأمر، ولكنَّ كثيرًا من المواضع يتعين الكسر، كما يتعين الفتح في مواضع أخرى.

3 ـ استعجالك في الكتابة وحرصك الشديد على عرض بضاعتك قبل مراجعتها جعلك تسقط بعض الحروف، مثاله:
قولك: (وهي التي استقبلت من قل محمد حسان...)، صوابه: من قبل.
وقولك: (فم يرفع رأسا)، صوابه: فلم.

4 ـ قولك في أول المقال: (تصنع الحدث سواءا عند عموم اهل ولاية ام البواقي او خصوص السلفيين). في هذا السطر ملاحظات:
أوَّلها: إثباتك للألف في لفظة (سواء) بعد الهمزة خطأ معروف مشهور عند أدنى طلبة العلم؛ وذلك لأنَّ القاعدة أنَّ ألف التَّنوين تكتب بعد الهمزة إذا لم يَسبِق الهمزة ألف, مثل: جُزْءًا, دَرْءًا... إلخ، أما إذا سَبَق الهمزةَ ألف نحو: جزاءً, رياءً, سواءً، فإنَّ ألف التَّنوين لا تكتب.

الثانية: جعلك العاطف بعد (سواء) هو (أو) خطأ عند المحققين من أهل اللُّغة، سواءً أكانت بعد لفظة: (سواء) الهمزة أم لم تكن، وهذه الهمزة تعرف بهمزة التسوية، قال ابن هشام في «مغني اللَّبيب» (63): (إِذا عطفت بعد الْهمزَة بِأَو فَإِن كَانَت همزَة التَّسْوِيَة لم يجز قِيَاسا، وَقد أولع الْفُقَهَاء وَغَيرهم بِأَن يَقُولُوا: سَوَاء كَانَ كَذَا أَو كَذَا وَهُوَ نَظِير قَوْلهم يجب أقل الْأَمريْنِ من كَذَا أَو كَذَا وَالصَّوَاب الْعَطف فِي الأول بِأم وَفِي الثَّانِي بِالْوَاو وَفِي الصِّحَاح تَقول سَوَاء عَليّ قُمْت أَو قعدت انْتهى وَلم يذكر غير ذَلِك وَهُوَ سَهْو...).

الثالثة: جعلك سلفيي أم البواقي (وهي ولاية واحدة) أعم من سلفيي العالم، فأضحك الله سن القارئ.

5 ـ قولك: (وانا الآن اسرد عليكم شيئا مما خفي ربما عن البعض او ظهر لآخرين). والله لا ندري هل نعجب من ركاكة الألفاظ أو من فساد المعنى؟! يا أخي الذي يخفى عن بعض الناس بالضرورة يكون قد ظهر لآخرين، فتنبه لعطفك واعلم أن العطف يفيد المغايرة يا أبا أروى ومعاذ.

6 ـ قولك: (حتى يعلم اهل الغلو ان غلواءهم الى اندحار وان منهجهم الى اقول).
لفظة: (غلواءهم) لا تكتب الهمزة فيها على السّطر بل على النّبرة لأنّها متطرِّفة ويمكن وصلها بما بعدها، فتقول: (غلوائهم).
كما أنَّ استعمال هذه اللفظة لمطلق الغلو خلاف الشائع من هذه الكلمة، لأنّ هذه اللفظة تستعمل للتّعبير عن أوّل الشّباب وشدّته فهو غلو خاصّ، ولكن الغريب محبّب إلى النّفوس. والله المستعان.
وكذا لفظة (اقول) أعلم أنك تقصد: (إلى أفول) ولكن حبّك للقول والتّقول طغا حتّى على الألفاظ.

7 ـ قولك: (من احتظن الزيارة؟؟؟؟). انزع الإشالة نزع الله الغل من قلبك، ومع هذا فإني أبشِّرك بأنّك أتيت بلفظة لا تعرفها العرب، وهي لفظة: (الاحتظان) و(الحظن) فنرجو منك أن تفيدنا بمعانيها ومشتقاتها لنضيفها إلى معجم الأخطاء والمصائب، والله المستعان.

8 ـ قولك: (اكانوا سلفيين او اخوان او حتى تكفيريين).
أولا: عليك بمراجعة الملاحظة المتعلقة بالعطف بـ(أو) بعد همزة التّسوية.
وثانيا: قولك: (إخوان) الصّواب يا هذا: (إخواناً)، إلَّا إن جعلت-على مذهبك الغريب- كلمة (إخوان) ممنوعةً من الصّرف، وهي ليست كذلك. و أرجو أن تكون قد سمعت بهذا المصطلح.

9 ـ قولك: (شيخ من مشائخ العاصمة) و(مع مشائخ العاصمة).
الصواب: (المشايخ) بالياء وليس بالهمز، وذلك لأنّ حرف العلّة إن كان أصليا لا يقلب همزة، مثل: مكايد ومصايد، وإن كان زائدا يقلب همزة مثل: صحائف، ورسائل. وشذ عن ذلك بعض الكلمات ولفظتنا ليست منها بالاتفاق.
ولعله ينطبق عليك ما يذكره أهل العلم في مثل هذا الموطن: (لا يهمز المشايخ إلا من اعتاد همز المشايخ). يعني لا يجعل للفظة المشايخ الهمز، إلا من اعتاد همز أي: ضرب المشايخ. والضرب نوعان حسي ومعنوي. والله المستعان.

10 ـ قولك: (فحلال على بلابله الدحو """"""" حرام على الطير من كل جنس).
الصواب: (أحلال)...(الدّوح)، وليس: (الدحو).

11 ـ قولك: (والمفاجئة).
الصّواب: (والمفاجأة)، لأن الهمزة مفتوحة وسبقت بفتح فتكتب على الألف.
والمفاجأة هي جرأتك على الكتابة مع ضعفك الشديد وقلة بضاعتك:
فدع الكتابة لست منها *** ولو سودت وجهك بالمداد

والله المستعان وعليه التكلان، ونعوذ بالله من الخذلان وفساد الزمان.
والحمد لله رب العالمين.

__________________
عنوان البريد الإلكتروني
tasfia@tasfiatarbia.org

رد مع اقتباس