عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07 Feb 2008, 03:06 PM
أبو جمان حسين أبو جمان حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر الجريح
المشاركات: 88
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو جمان حسين
افتراضي

فتوى للشيخ الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

أسئلة كتابية وجهت لي من أحد المشايخ

من خارج المملكة فأجبت عليها قائلا :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ / المكرم وفقه الله للعلم النافع والعمل به آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أما بعد فقد وصلني كتابكم المؤرخ 2 / 3 / 1394 وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق, وما تضمنه من الأسئلة الثلاثة عن الوهابية فهمته, وإليكم جوابها:

س1: قولكم ما هي الوهابية وهل هي مذهب خامس أم تتبع بعض المذاهب الأربعة

والجواب: هذه الكلمة يطلقها الكثير من الناس على دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي الحنبلي رحمه الله, ويسمونه وأتباعه الوهابيين, وقد علم كل من له أدنى بصيرة بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته أنه قام بنشر دعوة التوحيد الخالص, والتحذير من الشرك بسائر أنواعه كالتعلق بالأموات وغيرهم كالأشجار والأحجار ونحو ذلك, وهو رحمه الله في العقيدة على مذهب السلف الصالح, وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله كما تدل على ذلك كتبه وفتاواه وكتب أتباعه من أبنائه وأحفاده وغيرهم, وقد طبعت كلها وانتشرت بين الناس, وقد قام الإمام محمد رحمه الله في وقت استحكمت فيه غربة الإسلام, وخيم على الجزيرة العربية وغيرها إلا ما شاء الله سحب الجهالة, وانتشرت بها عبادة الأنداد والأوثان فما كان من أمر الشيخ رحمه الله إلا أن شمر عن ساعد الجد, وناضل وكافح, وكرس جهوده في القضاء على طرق الغواية مستعملا في ذلك شتى الوسائل الموصلة إلى نشر التوحيد النقي من الخرافات بين الناس, وكان من نعم الله سبحانه أن وفق الله الإمام محمد بن سعود أمير الدرعية في ذلك الوقت لقبول هذه الدعوة فقام معه في هذا السبيل هو وأولاده ومن تحت إمرته ومن تابعه في هذا الخير جزاهم الله كل خير وغفر لهم ووفق ذريتهم جميعا لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده, وما زالت أصقاع الجزيرة العربية تعيش في ظل هذه الدعوة الخيرة إلى يومنا هذا, وكانت دعوته رحمه الله وفق كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام, وليست الوهابية مذهبا خامسا كما يزعمه الجاهلون والمغرضون, وإنما هي دعوة إلى العقيدة السلفية وتجديد لما درس من معالم الإسلام والتوحيد في الجزيرة العربية كما سلف.
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 376)

س 2: هل الوهابيون ينكرون شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام؟

ج2: لا يخفى على كل عاقل درس سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أنهم براء من هذا القول; لأن الإمام رحمه الله قد أثبت في مؤلفاته لا سيما في كتاب التوحيد وكشف الشبهات شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة, ومن هنا يعلم أن الشيخ رحمة الله عليه وأتباعه لا ينكرون شفاعته عليه الصلاة والسلام وشفاعة غيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين والأفراط بل يثبتونها كما أثبتها الله ورسوله, ودرج على ذلك سلفنا الصالح عملا بالأدلة من الكتاب والسنة.
وبهذا يتضح لكم أن ما نقل عن الشيخ وأتباعه من إنكار شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من أبطل الباطل, ومن الصد عن سبيل الله والكذب على الدعاة إليه, وإنما أنكر الشيخ رحمه الله وأتباعه طلبها من الأموات ونحوهم ولكنها لا تكون إلا بعد إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع فيه كما قال عز وجل: سورة البقرة الآية 255 «مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ» وقال سبحانه: سورة النجم الآية 26 «وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى» وقال سبحانه في شأن الملائكة: سورة الأنبياء الآية 28 «وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ» وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد, أما المشركون فلا نصيب لهم في الشفاعة كما قال سبحانه: سورة المدثر الآية 48 «فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ» وقال عز وجل: سورة غافر الآية 18 «مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ» فنسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يرضيه, والعافية والسلامة من كل ما يغضبه.. والله الموفق.
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 377)

س 3: هل ما أشيع أن اتباع الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما استولوا على الجزيرة العربية ووصلوا إلى المدينة المنورة ربطوا خيولهم في الروضة الشريفة الواقعة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

ج 3: ليس لهذا المقال أصل من الصحة بل هو من الكذب والصد عن الحق, وإنما المعروف عنهم لما استولوا على المدينة المنورة : نشر الدعوة السلفية, وبيان حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وسائر المرسلين, وإنكار ما كان عليه الكثير من الناس من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام وطلبه المدد, والاستغاثة بمن في البقيع من الصحابة وأهل البيت وغيرهم من الصالحين, وكالاستغاثة بعم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله عنه وغيره من الشهداء بأحد, هذا هو المعروف عنهم مع تعليم الناس حقيقة الإسلام وإنكار البدع والخرافات التي سادت في الحجاز وغيره في ذلك الوقت, ومن زعم عنهم خلاف ذلك من الاستهانة بالقبر الشريف أو بالروضة أو قال عنهم أنهم يتنقصون النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدا من الصحابة رضي الله عنهم أو غيرهم من الصالحين فقد كذب وافترى وقال خلاف الواقع وخلاف الحق.
وكتب التاريخ موجودة تشهد لهم بما ذكرنا وتبين كذب المفترين, رزقني الله وإياكم الفقه في دينه والثبات عليه حتى نلقاه سبحانه, وجنبنا وإياكم طرق الزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ونسأل الله عز وجل أن يغفر لهم ولسائر علماء المسلمين ودعاة الهدى, وأن يجعلنا وإياكم من أتباعهم بإحسان, وأن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه, ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه, إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والله الموفق.

مجموع فتاوى الشيخ ابن باز -رحمه الله- "النسخة الالكترونية".


التعديل الأخير تم بواسطة أبو جمان حسين ; 11 Feb 2008 الساعة 06:30 PM
رد مع اقتباس