قوله تعالى: "وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)"
1- معنى "السلوى": طير، وقيل :العسل بلغة كنانة سُمِّي به لأنَّه يُسلَّى به، قاله الخليل في "العين" والجوهري في "الصحاح"، ومنه قول خالد بن زهير - ابن أخت أبي ذؤيب - الهذلي: من الطويل
وَقاسَمَها بِاللَهِ جَهداً لَأَنتُم *** أَلَذُّ مِنَ السَلوى إِذا ما نَشورُها
وقال الزَّجَّاج: أخطأ خالد الهذلي، إنما السَّلوى طائر، وتبعه ابن عطية وقال: "بإجماع المفسِّرين" وقال أبو عبد الله القرطبي: "وما ادَّعاه من الإجماع لا يصحُّ" اهـ، والله أعلم.
ومعنى "ما نَشُورُها": نأخذُها من خليَّتِها كما في "لسان العرب" ( سلا ).
ومنه عين السُّلوان، وقال العجاج: من الرَّجز
لَو أَشرَبُ السُلوانَ ما سَليتُ *** ما بي غِنىً عَنكَ وَإِن غَنيتُ
2- والسُّلوانة - بالضم -: خرزة كانوا يقولون إذا صُبَّ عليها ماء المطر فشربه العاشق سلا، قال:من الطويل
شَربتُ على سُلوانةٍ ماءَ مُزنَة *** فلا وجديدِ العيش - يا مَيُّ - ما أسْلُو
واسم ذلك الماء السُّلوان.
وقال بعضهم: السُّلوان دواء يُسقاه الحزين فيسلو والأطباء يسمونه المُفرِّح، قلت: فأشبه "التَّلبينة" التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنها مُجِمَّة لفؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن" رواه أحمد وغيره.
يقال: سَلَيْت وسَلَوْت لغتان.
وهو في سُلْوَة من العيش، أي: في رغد.
3- واختلف في السَّلوى هل هو جمع أو مفرد؟ فقال الأخفش: جمع لا واحد له من لفظه، وقال الخليل: واحده سَلْوَاة وأنشد: من الطويل
وإنِّي لتعروني لذكرك هزَّةٌ *** كما انتفَضَ السَّلْوَاةُ من بلل القطر
وقال الكسائي: السَّلْوَى واحدة، وجمعه سَلَاوِى.
******
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 06 Jan 2015 الساعة 02:27 PM
|