عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 17 Nov 2014, 10:17 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)"
1- القوم: الجماعة الرِّجَالُ دون النِّساء، قال الله تعالى: " لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ"، ثم قال: " وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ "، وقال زهير بن أبي سُلمَى (ت: 13 ق.هـ): من الوافر
وما أدري وسوفَ إخالُ أدْري *** أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ
وقال تعالى: " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ": أراد الرِّجالَ دونَ النِّساءِ.
وقد يقع القوم على الرِّجال والنِّساء، قال الله تعالى: " إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ" وفيهم الرِّجال والنِّساء.
2 قوله تعالى: " بَارِئِكُمْ ": البارئ: الخالق، وبينهما فرق، وذلك أنَّ البارئ هو:المبدع المحدث، والخالق هو المُقدِّر النَّاقل مِنْ حالٍ إلى حالٍ، والبريَّة: الخلقُ، وهي "فَعِيلة" بمعنى: مفعولة، غير أنَّها لا تُهمز.
وقرأ أبو عمرو " بَارِئْكُمْ " بسكون الهمزة.
قال النحاس وغيره: وقد أجاز ذلك النَّحويون القدماءُ الأئمَّةُ، وأنشدوا وينسب لأبي نُخيْلة بن حَزَن التَّميمي (ت: 145 هـ): من الرَّجز
إِذا اعْوَجَجْنَ قُلْتُ صاحِبْ قَوِّمِ *** بالدَّوِّ أمثالَ السَّفينِ العُوَّمِ
وقال امرؤ القيس: من السَّريع
فاليَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ *** إِثْماً منَ اللهِ ولا واغِلِ

وقال آخر وينسب للعذافر الكندي:
* قالتْ سُليْمى اشْتَرْ لنَا سَوِيقَا *
وقال الأُقَيْشِر - المغيرة بن عبد الله - الأَسَدي (ت: 80 هـ): من السَّريع
رُحتِ وفي رجليْكِ ما فيهما *** وَقَد بَدا هَنكِ مِنَ المِئزَرِ
ويُروى للفرزدق هكذا:
رُحتِ وَفي رِجلَيكِ عُقّالَةٌ *** وَقَد بَدا هَنكِ مِنَ المِئزَرِ

وصوَّب البغدادي في "الخزانة" (4 / 484): أن البيت للأُقَيْشر، فالله أعلم.
فمَن أنكر التَّسكينَ في حرف الإعراب فحجته أنَّ ذلك لا يجوزُ من حيث كان عَلَمًا للإعراب.
قال أبو عليّ: وأما حركة البناء فلم يختلف النحاة في جواز تسكينها مع توالي الحركات.


استدراك:
قال المظفّر العلويّ (ت: 656 هـ) في "نُضرة الإغريض في نُصرة القريض" ( 1 / 134): "فأما حذفُ الإعراب فلا يجوز للعربيّ فضْلاً عن المولّد، قال الرَّاجز:
إذا اعوجَجْنَ قلتُ صاحبْ قَوِّمِ *** بالدّوِّ أمثالَ السفينِ العُوَّمِ
وأنشد سيبويه:
فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُستَحْقِبٍ *** إثْماً من الله ولا واغِلِ
يريدُ: أشربُ، فحذفَ الضمَّة وهو لحْن، والروايةُ الصَّحيحة فيه:
فاليوم فاشْرَبْ غيرَ مُستَحْقِبٍ ***............
" اهـ.
ويروى:
فاليوم أُسقَى ......، وعليه فلا شاهد فيه.

وأما البغدادي فقال: "ولم يكن سيبويه ليروي إلَّا ما سمع" وقال قبلُ: "وروى غير سيبويه هذه الأبيات على الاستقامة" وقال بعدُ: "وهو الثابت في اللغة" ثمَّ قال: "وقد ذكر سيبويه أنَّ القياس غير الذي رُوي" والله أعلم.

رد مع اقتباس