عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 15 Nov 2014, 11:12 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)"

1- قيل أنَّ "الْفُرْقَانَ": هو الكتاب، أُعيدَ ذِكرُه بِاسْمَيْنِ تأكيدًا.
ومنه قول عدي بن زيد العبادي: من الوافر
وقدَّمتِ الأديمَ لِراهِشَيهِ *** وأَلْفَى قَوْلَهَا كذِبًا ومَيْنَا
والمَيْن: الكذب، عطفه تأكيدا، ولكن قال ابن قتيبة الدَّيْنُورِي – رحمه الله – في عدي بن زيد، في كتابه "الشعر والشعراء": "وعلماؤنا لا يرون شعره حجة" اهـ.
وقال الحطيئة جَرْوَل بن أوس (ت: 45هـ): من الطويل
ألا حبَّذا هندٌ وأرضٌ بها هندُ *** وهندُ أتى مِن دونهِا النَّأْيُ والبُعْدُ
من قصيدة وفيها:
أَقِلّـوا عَلَيهِم لا أَبا لِأَبيكُمُ *** مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا

فعطف البُعد على النَّأي تأكيدا.
ومنه قول عنترة بن شدَّاد بن عمرو العَبسي (ت: 22 ق.هـ) في معلَّقته: من الكامل، ومطلعها:
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ *** أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
وفيها:
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ *** أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ

فعطف الإقفار على القَواء تأكيدا، والقَيّ والقَوَى والقَواءُ: القفر.
قال النَّحاس: وهذا إنَّما يجيء في الشعر.

قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "وأحسن ما قيل في هذا قول مجاهد: "فرقا بين الحق والباطل"، أي: الذي علَّمه إيَّاه" اهـ.
وقيل: الواو صلة في قوله: "الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ"، والمعنى: آتينا موسى الكتابَ الفرقانَ، والواو قد تُزادُ في النُّعوت، كقولهم: فلانٌ حسَن وطويلٌ، قال الشاعر: من المتقارب
إلى الملِك القَرْمِ وابنِ الهُمام *** وليثِ الكَتِيبَةِ في المُزدَحَمْ
قال البغدادي في "الخزانة" (1 / 451): " يجوز عطف أحد الخبرين على الآخر، كما يجوز عطف بعض الأوصاف على بعضها كما هنا، فابن الهمام وليث الكتيبة وصفان للملك، وقد عطفا على الصفة الأولى، وهي القرم.
واستشهد به الفراء في "معاني القرآن" وصاحب "الكشاف" – أيضاً – لهذا الأمر" اهـ.

رد مع اقتباس