عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 15 Nov 2014, 11:03 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) "

1- وأصل "اتَّخَذْتُمُ": اِئتَّْخذتم من الأخذ ووزنه: افتعلتم، سُهِّلت الهمزة الثانية لامتناع همزتين، فجاء ايتَخَذتُم، فاضطربت الياء في التصريف: جاءت ألفا في ياتَخِذُ، وواوًا في مُوتَخِذ، فبُدِّلت بحرف جَلْد ثابت من جنس ما بعدها، وهي التاء، وأدغمت، ثمَّ اُجْلُبَِتْ ألفُ الوصل للنطق، وقد يستغنى عنها إذا كان معنى الكلام التقرير كقوله تعالى: " قلْ أَتَّخذتم عند الله عهدا "، فاستغنى عن ألف الوصل بألف التقرير قال ذو الرُّمَّة غيلان بن عقبة (ت: 117هـ): من البسيط
أَستحدَثَ الرَّكبُ عن أشياعهم خَبَرَا *** أم راجعَ القلبَ من أطرابه طَرَبُ
ونحوه في القرآن:" أطَّلع الغيب "، " أَصْطفى البنات "، " أَسْتكبرت أم كنت ".
ومذهب أبي علي الفارسيِّ أنَّ "اتَّخَذْتُمُ": من "تَخِذَ"، لا من "أَخَذَ".
فائدة:
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله – (ج2 / 105): "روى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يشكرُ اللهَ مَنْ لا يشكرُ النَّاسَ".
قال الخطَّابيُّ ( قلت: في "معالم السنن" 4 / 113): هذا الكلام يتأول على معنيين:
أحدهما: أنَّ مَنْ كان من طبعه كُفران نعمةِ النَّاس وتركِ الشُّكر لمَعْروفِهم، كان مِن عادتِه كُفران نعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتركِ الشُّكرِ لَهُ.
والوجه الآخر: أنَّ الله سبحانه لا يقبل شكرَ العبدِ على إحسانه إليه إذا كان العبدُ لا يشكرُ إحسانَ النَّاس إليه، ويكفُرُ معروفَهم لاتِّصال أحدِ الأمْرَيْن بالآخر" اهـ.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 15 Nov 2014 الساعة 11:13 AM
رد مع اقتباس