عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12 Feb 2011, 08:54 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

تابع لباب المزاح

266- حدثنا صدقة قال : أخبرنا معتمر عن حبيب أبي محمد ، عن بكر بن عبد الله قال : "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال"


يتبادخون أو يتبادحون : المقصود بالمبادحة هو الترامي يرمي بعضهم على بعض بالبطيخ لعبا أو مزاحا و مداعبة فيما بينهم

مناسبة الحديث مع الباب ظاهرة جلية واضحة: ما كان عليه الصحابة من المداعبة و المزاح فيما بينهم

و مناسبته الحديث الذي قبله كأنه بيان بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتأسون بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ،لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ينبسط إلى أصحابه و يمازحهم كانوا كذلك يفعلون فيداعب بعضهم بعضا بمثل هذه المداعبة يعني برمي بعضهم على بعض بالبطيخ

الحديث فيه جواز المزاح بمثل هذا النوع بشرط أن لا يكون في ذلك إفساد و لا يُظن بمثل الصحابة أنهم يتبادحون البطيخ الذي الأصل أنه يصلح للأكل فيفسدون الطعام ،هذا ظاهر أن المقصود به القشر أو المقصود به ما كان غير صالح منه و هذا معروف عندنا فهذا الذي يُظن بأمثال الصحابة رضي الله عنهم لأنهم علموا و تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يتركون اللقمة إذا سقطت من أحدهم و هو يأكل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بإماطة الأذى عنها و أكلها قال:" ولا يدعها للشيطان" فيكف يُظن بمثل الصحابة و هم خير من اتبع النبي عليه الصلاة و السلام و خير من امثل أحكام هذا الشرع و أوامره و انتهى عن نواهيه أن يصدر منه مثل هذا الفعل
"فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال" يعني الأمور التي أمروا بها و أمور جدهم كانوا هم الرجال.
كانوا يلعبون و يمزحون فيما بينهم فإذا جاء وقت صلاة أو جاء وقت جهاد أو جاء وقت علم أو جاء وقت أمر بمعروف أو نهي عن منكر لا يتخلفون ، بل لا يتخلف عنها أحد كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في بيان ما كان عليه الصحابة من شدة الحرص على شهود صلاة الجماعة ، كان لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق وإنه كان يؤتى بالرجل يهالى بين الرجلين حتى يوضع في الصف ن فهذا من الحقائق ، و في الجهاد خرجوا و لم يتأخر منهم أحد و من تأخر منهم أنزل الله عز و جل في حقه القرآن - في قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك-
هذا فيه بيان أن المداعبة و المزاح ليس عادتهم و ليس هو الأصل عندهم كما هو حال الناس اليوم

الفوائد:
1- جواز هذا النوع من المزاح
2- بيان لحسن اقتداء الصحابة بنبيهم عليه الصلاة و السلام
3- بيان لفضل الصحابة و أنهم هم الرجال في حقائق الأمور و المقصود بالرجال هنا : ليس مجرد ذكور بل المقصود بالرجال هنا صفة مدح لهم من باب قول الله تعالى :" فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المطهرين"

حديث رقم: 267

الحديث ضعيف الإسناد كما قال الإمام الألباني عليه رحمة الله
لا يصح إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم

268- حدثنا محمد بن الصباح قال: خالد هو ابن عبد الله عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله فقال:" إني حاملك على ولد ناقة" فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وهل تلد الإبل إلا النوق"

يعني أن كل جمل إنما ولدته ناقة ، و الرجل ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يحمله الناقة أي الصغير فهم هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم و لهذا قال:" و ما أصنع بولد ناقة؟" يعني يريد أن يُحمل على الكبير لا على الصغير

في الحديث أيضا دليل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع لأصحابه في ممازحتهم في الحديث
ليس هذا فحسب بل إن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب الذي يلي هذا الباب كان يمازح حتى الصبيان لهذا عقد البخاري باب له مناسبة مع الذي قبله من باب إيراد الخاص بعد العام يعني باب المزاح : هذا عام مع الناس جميعا و هذا فيه شيء من الخصوصية أنه مزاح مع الصبية فقال :"بابٌ المزاح مع الصبي"




تم بحمد الله هذا الباب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(266) صحيح: أنظر الصحيحة (435)
(267) ضعيف الإسناد : ابن أبي مليكة تابعي، فهو مرسل. أنظر ضعيف الأدب المفرد (44)
(268) صحيح: أبو داود في الأدب (4998) ، و الترمذي في البر و الصلة ( 1991) ، و صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (4180)


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 12 Feb 2011 الساعة 08:57 PM
رد مع اقتباس