الموضوع: الصّاحب ساحب..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 Apr 2020, 02:43 PM
أبو كنان بلحسن علي أبو كنان بلحسن علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
الدولة: تلمسان/الجزائر
المشاركات: 59
افتراضي الصّاحب ساحب..

قال الله تعالى في محكم تنزيله **الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ**
والخِلُّ هو الصّاحب و الصّديق المقرب الذي يعرف جُلّ أسرارك و إلا فكُلها ، و كما يقول المثل الصّاحب ساحب ، فإمّا يسحبك إلى طريق الحقّ و إمّا إلى طريق الضّلال والعياذ بالله، وما أكثر الأصحاب حين تعدُّهم ولكنّهم في النائبات قليل ، تمعّنوا معي اخوتي في الاية ٢٦ من سورة الفرقان حيث قال الله تعالى **وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا { 27 } يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا { 28 } لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا.**
يوم القيامة يندم الإنسان ندما شديدا لأنّه أضاع سبيل الله و اتّبع سبيل الشيطان و زيّنت له نفسه الأمّارة بالسّوء فحاذ عن طريق الحقّ و خاض في طريق الزيغ والضّلال ولسان حاله في ذلك الوقت أن الله غفور رحيم و ألهاه في ذلك طول الأمل حتّى باغته ملك الموت في حين غفلة وهو لا يدري ، فَيَاليْتَ شعري كيف السّبيل إلى التّوبة و قد انقطع حبلها مع آخر نفس في هذه الدّنيا الفانية و ما هو العملُ؟؟؟خليلي ليس ذاك الذي يتصل بي من أجل إضاعة الوقت في المقاهي والملاهي و الغتبة والنميمة ، وليس خليلي ذاك الذي يهاتفني من أجل قذف المحصنات الغافلات ، ليس خليلي ذاك الذي يرشدني إلى كسب رزقي عن طريق الرّبا و السّرقة و الكذب على النّاس و التّطفيف في الميزان و تبخيس النّاس أشياءهم، ليس خليلي ذلك الذي يُغشِّشُني في امتحانات الدّنيا و يحسب بذلك أنه يحسن صنعا، ليس خليلي ذاك الذي يسبُّ الله و دين الله بحُجّة المزاح أو العصبيّة ، وليس خليلي ذاك الذي يستهزئ بسُنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من لحية و هندام و كل ما له علاقة بالسُنّة والأثر،خليلي هو الذي يُبصِّرني و يرشدني إلى عيوبي و أخطائي بِنيّة ناصح مشفق لا شمّات مستفِز، خليلي ذاك الذي يدعوني إلى حلقات العلم و القرءان ، خليلي ذاك الذي يكون اجتماعنا خاليا من الذنوب والمعاصي عامرا بذكر الله والصلاة على رسوله الكريم.
هذا وأعوذ بالله من خِلّان السوء و أعوذ به أن أكون خليل سوء وأعوذ بالله من علم لا ينفع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع و أسأل الله الكريم أن يجعل أعمالنا خالصة له و هو وحده من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
كتبه / علي بلحسن

رد مع اقتباس