عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 19 Nov 2013, 10:59 PM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزى الله صاحب الموضوع والمشاركين خيرا وأودت مشاركتهم في هذا الخير بذكر أمرين:
الأوَّل: حقيقة إنَّ أكثر إطلاق المحدثين لمصطلح (المتروك) إنَّما هو على الرُّواة دون الرِّوايات، فكثيرا ما يقولون: (فلان متروك) أو (متروك الحديث) أو (تركوه) أو (تركه النَّاس)، أمَّا في الحديث فلا يستعملونه إلا نادرا.
الثاني: هذا النَّوع كما ذكر في الأعلى لم يذكره ابن الصلاح، ولا النَّووي، ولا العراقي في ألفيته.
وأقدم من وجدته قد أطلقه على الرِّواية دون الرَّاوي هو ابنُ فرح الإشبيلي (ت 699هـ) في منظومته، حيث قال في البيت الثاني من منظومته الغرامية:
وصبري عنكم يشهد العقل أنَّه ...... (ضعيف) و(متروك) وذلي أجمل
وتبعه على إثباته شارحها عز الدين ابن جماعة (ت 819هـ) في زوال التَّرح بل عرَّفه بقوله: (المتروك: وحدُّه ما انفرد بروايته واحد وأجمع على ضعفه).
ومن باب الفائدة أقول: من هذا التَّعريف نظم البيقوني بيته فقال:
(مَتْرُوكُهُ) مَا وَاحِدٌ بِهِ انْفَرَدْ ..... وَأَجْمَعُوا لِضَعْفِهِ فَهْوَ كَرَدّ
وعلى هذا التَّعريف مؤاخذات ليس هذا محلّها.
وممَّن ذكر الحديث المتروك كذلك:
ابن الملقن (ت 804هـ) في تذكرته حيث قال: (والموضوع: وهو المختلق المصنوع. وقد يلقب بـالمردود والمتروك والباطل والمفسَد).
بل ذكره قبله الذهبي (ت 748هـ) في الموقظة، إلَّا أنَّه سمَّاه (المطروح).
ولعلَّه أخذه من شيخه ابن فرح والله أعلم.
قال السَّخاوي في الغاية في شرح الهداية (ص 156): (فَائِدَة: قد أثبت الذهبى نوعا من الضَّعِيف والموضوع سَمَّاهُ: "الْمَطْرُوح".
وعرَّفه: بِأَنَّهُ مَا نزل عَن رُتْبَة الضَّعِيف، وارتفع عَن رتبه الْمَوْضُوع، وَمثل لَهُ بِحَدِيث: عَمْرو بن شمر، عَن جَابر الجعفى، عَن الْحَارِث، عَن على، وبجويبر عَن الضَّحَّاك، عَن ابْن عَبَّاس وَهُوَ فى التَّحْقِيق [الْمَتْرُوك] كَمَا قَالَ شَيخنَا).
ويؤيِّد هذا أنَّ الذَّهبي مثَّل للمطروح ببعض الأمثلة ثم قال: (وأشباهُ ذلك من المتروكين والهَلْكَى).
ثم ذكره ابن حجر (ت 852هـ) وتتابع النَّاس على ذكره بعده. والله أعلم

رد مع اقتباس