عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 14 Apr 2018, 08:26 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي



من الأوصاف كذلك قال عليه الصلاة والسلام،بعد ذلك وهذا له مناسبته مع ما قبله،أي مع الصدق والكذب،قال:يُخون فيها الأمين.
هذه السنون الخداعة يُخون فيها الأمين،الأمين الذي عُرف بالأمانة والعفة والثقة،لا يُتهم بشيئ لا يتهمه الناس،لا يُتهم بأن يده تمتد إلى غيره،إلى حق غيره يختلس هذا ويأخذ من هذا،ولا يرد لهذا الأمانة،صفة من صفات المؤمنين الصادقين،عُرف بها نبينا فكان أمينا،كان المشركون وهم يخالفونه يتركون ودائعهم عنده،يتركون أماناتهم عنده،لأنهم يثقون في أمانتهم،لا يتعدى ولا يظلم ولا يأخذ،أبدا عفة.
وهذه لا تكون إلا للمؤمن الصادق،ولهذا يروى أن الصحابة لما فتحوا المدائن،ودخلوا قصر كسرى وجمعوا ما فيه من الكنوز والخيرات،التي تُبهر الناظرين إليها،الرجل الذي ساق هذا كله من المدائن إلى مدينة رسول الله،إلى عاصمة الخلافة إلى أمير المؤمنين،عمر رضي الله تعالى عنه،وجاءت هذه القوافل محملة بهذه الكنوز التي لا تخطر على بال،هذا كسرى لا تخطر على بال،قيل أن عمر لما خرج ونظر فيها،وقلب بصره في أصنافها وأنواعها،أول ما قاله واسمعوا هذا:والله إن الذي أدى لنا هذا لأمين.
شهادة لهذا الرجل لهذا الصحابي،وقيل ما عُرف أصلا ، إن الذي أدى لنا هذا لأمين،هذه الخيرات ومشى هذه المسافات كلها،احنا واحد لو تستأمنوا على شيئ من حي لحي و لا من شارع لشارع،كيما يقولو لعجايز تاعنا يدك على قلبك،خايف توصل ولا ما توصلش وقد تكون شيئ يسير،هذا المسافة كلها نازل من العراق وهابط حتى للمدينة،في الطريق يعني ما جاء في نفسه يدورها منا لمصر ولا يدورها منا لبلاد آسيا،يعيش سلطان زمانه أبدا.
هذا خوف الله عز وجل،هؤلاء أولياء الله تبارك وتعالى،ليس هذا من صنيعهم لأنهم عرفوا الدنيا وحقارتها،ولهذا زهدوا فيها وزهدوا في أهلها وأقبلوا على الله جل وعلا،وعلى ما عند الله تبارك وتعالى.
سمعتوا بهذاك الداعشي إلي دالهم مصريفة كبيرة وراح،تونسي كان مسؤل مدايرينو مسؤول،هذيك الأموال إلي سرقوها واختلسوها،قالك حولها وراح دار عملية تجميل ولا ما أدري،عشى في الباهماس نسأل الله العافية .
هاذو ناس يقيمون دين الله عز وجل ؟ هاذو ناس يقيمون الدولة الاسلامية ؟ نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
إن الذي أدى لنا هذا لأمين،في هذا الزمان الذي أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام،تحذيرا من شره،قال:يُخون الأمين.
الأمين الناس لا يثقون به،وهذا فيه دلالة على أن هؤلاء شر الناس،أن هؤلاء من الأشرار،لأنه لا يُصف بمثل هذا،يعني من يُخون الأمناء إلا إلا من كان في الشر غارقا،نسأل الله العفو والعافية.
وفي مقابله يُؤتمن الخائن،والخائن هو من لا عهد له ولا وفاء،والخائن لا يأمنه الناس،لا يأمنونه لا على أنفسهم ولا على أموالهم،ولا على أرزاقهم ولا على أعراضهم،ما تقدرش تخليه يدور في ساحتك أبدا.
لا تثق به،والانسان إذا بلغ هذه الدرجة،ووصل إلى هذه المنزلة الدنيئة،نسأل الله جل وعلا العفو والعافية،هذا من شر الناس في الناس،وجب على الناس أن يحذروه وأن يتحفظوا من شره،ليس هذا فحسب وأن يحذروا إخوانهم منهم،قياما بواجب النصح،المؤمن ما يقولش نفسي نفسي فقط،كما يحب الخير لنفسه يحب الخير لإخوانه،وكما يحب أن يدفع الشر عن نفسه،يحب أن يدفع الشر عن إخوانه كذلك.
وهذا من تمام حب الخير للغير،ومن تمام النصح للمسلمين،الذي أوجبه الله تبارك وتعالى،علينا أجمعين.
ولهذا في مثل هذه الأمور دائما وأبدا،نقدم الأخيار ونؤخر الأشرار،هذا في باب الاختيار مثلا يختار الناس،هذه مسؤولية عظيمة،عند الله تبارك وتعالى،تمر علينا هذيك الأيام انتخابات وما انتخابات،ويقوم الحيص والبيص والحديث والقيل والقال،والناس يا الله هذا العصبية القبلية ينتخب على ولد بلادو،وهذا العصبية الحزبية المقيتة،ينتخب على صاحب حزبه،وهذا وهكذا وهكذا.
والناس لا تستشعر هذه المعاني،لا تستشعر أنها مسؤولية أمام الله،أن تقدم من لا يستحق التقديم،أو تؤخر من لا يستحق التأخير،قد يقع الانسان في هذا الأمر أنه يُخون الأمين ويُؤمن الخائن،وهذه خيانة،خيانة عظيمة عند الله تبارك وتعالى.
وبعد أن ذكر النبي عليه الصلاة والسلام،هذه الأوصاف الأربع ختمها بهذا الأخير،وهو القصد من كلام النبي عليه الصلاة والسلام،أي التحذير من هذا الأخير،والذي قصدناه كذلك من حديثنا هذا.
أنا لاحظت بلي ظهر الرويبضة،ما أدري إذا كان توافقوني ولا تخالفوني،أنا هذا اجتهاد مني ظهر،توافقوني ؟ جزاكم الله خيرا،ووافقه السوقهراسيون يعني إن شاء الله تكتب لنا ولكم،وفي ميزان حسناتنا وحسناتكم بشرط أن لا نكون منهم،وأن لا نكون مع من كانوا بهذه الأوصاف،الله عز وجل أمرنا أن نكون مع الصادقين دائما وأبدا.
قال بعد ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:وينطق الرويبضة.
وينطق يتكلم الرويبضة،الرويبضة من حيث اللغة تصغير رابضة،تصغير رابضة أو رابض،والرابض هو العاجز عن فعل شيئ،وصفه النبي عليه الصلاة والسلام،بهذا الوصف بهذا التصغير تحقيرا له،وهو حقير عاجز،ولا سُئل النبي صلى الله عليه وسلم،عنه لأن الصحابة يعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام،قصد معناً ماهوش هذا المعنى اللغوي المتبادر للأذهان،قد يكون الانسان عاجز فيما لا طاقة له فيه،عاجز مريض مسكين،عاجز معاق هذا ماهو عيب في حقه،ولا مذمة له،لأن الله جل وعلا لا يُكلف الناس إلا بما يقدرون عليه،والقدرة مناط التكليف كما هو مقرر.
ولكن المقصود غير هذا،قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال:الرجل التافه وفي رواية الخسيس وفي رواية الفويسق،يتكلم في أمر العامة.
يتكلم في الأمور الكبيرة الأمور العظيمة،المتعلقة بالأوضاع المتعلقة بالدماء المتعلقة بالأموال،بمعنى أن في هذا الزمان ينطق الغير مؤهل،لمثل هذه الأمور،الله جل وعلا جعل للناس مسؤوليات،وقال النبي عليه الصلاة والسلام:كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
كل واحد فينا عنده حدود مسؤوليته،لا يجوز في حقه أن يقصر فيها،ولا يجوز في حقه أن يتطاول على غيرها،ويتعداها إلى غيرها،أنت لست بعالم ولست بإمام،لما تتكلم في الأمور العلمية الكبيرة مثلا،ومن الرويبضة المتعالم،المتعالم هذا رويبضة،لأنه تكلم فيما ليس له فيما لا يحسن،وكذلك من كان هذا حاله يكون سببا في مفاسد عظيمة،يكون سبب في فتن لا يعلم شرها،ألا الله تبارك وتعالى.
ولهذا الواجب على الناس،وبالدرجة الأولى من جعلهم الله تبارك وتعالى،أهل الأمر والنهي في الأمة.



يتبع ....



التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 18 Apr 2018 الساعة 02:38 PM
رد مع اقتباس