عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07 Apr 2018, 01:08 AM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي



وُجد في الأمة من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهذا ما حذر منه نبينا: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
الكذب على النبي،يجي يقول قال رسول الله وهو ما قال،قال رسول الله تشريع وحي الأصل فيه،إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال،ويأتي الكذاب ويقول قال،هذا فيه هدم لدين الله وإفساد وفتنة عظيمة في الأمة،وجب على الأمة أن تتحرى فيه ،ولهذا صنيع علماء الحديث في هذه الأمة عظيم،وجهادهم فيها كثير،حمو حياض سنة النبي عليه الصلاة والسلام،من كل دخيل يُفسد هذه السنة ويُذهب بصفائها ونقائها،فوفقهم الله جل وعلا،وميزوا في أحاديثه بين صحيحها وسقيمها،وبين مقبولها ومردودها،وميزوا بين رواتها في رجال الأسانيد،ميزوا بين رجال الثقة وبين الصدوق،وبين المتهم وبين الكذاب وبين الوضاع،قالوا فيمن قالوا فلان كذاب،فلان كذاب وتجرأ وأدخل نفسه في الرواية،يعني وُجد في أسانيد أحاديث رسول الله،وهي من أوهم الأسانيد التي لا تُقبل عند علماء هذا الشأن،لما؟ لجرم هذه الصفة.
فتكذيب الصادق أمر عظيم في هذه الأمة،ومع الأسف الشديد في مثل هذا الزمان،يُكذب الصادق وإذا كُذب الصادق،كان في مقابله ماذا؟ تصديق الكاذب،لا بد أن يُصدق هذا لا بد،فإذا كُذب من الأصل فيه التصديق سيُصدق من؟ سيُصدق الكاذب،الأصل فيه الكاذب،والناس يعرفون هذه الأمور،وتُعرف بين الناس ويتناقلها الناس،وهذا تصديق حديث النبي عليه الصلاة والسلام:وإن الكذب يهدي إلى الفجور.
هناك مناسبة بين الكذب والفجور،مناسبة كون الخصلتين من أخس خصال المنافقين،المنافق من أوصاله كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام:آية المنافق ثلاث،وفي رواية أربع:إذا حدث كذب،وإذا أؤتمن خان،وإذا خاصم فجر.
كذب في حديثه وقوله،وفجور في خصومته،هذه أوصافه فجور في خصومته،ولهذا كان الكذب يهدي إلى الفجور،" ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب،حتى يكتب عند الله كذابا ".
يتحرى بمعنى يتقصد الكذب، والغالب أن الكَذَبة يكذبون لتحقيق أغراض دنيئة،يكذبون لتغيير الحقائق،يكذبون للنيل من غيرهم،يكذبون حسدا من عند أنفسهم،وحقدا على غيرهم،يكذب ليحقق غرضا من الأغراض.
ونحن عندنا في هذا الدين العظيم،الذي جاء بالخير كله،وجاء لتحقيق المصالح كلها،والمنافع جميعها،جاء لدرء المفاسد و جلب المصالح كلها،هذا الدين العظيم كما أنه أمر بالغايات الطيبة النبيلة،جعل للوسائل حكم الغايات،بمعنى أن هذا الدين يكفر بهذه القاعدة التي تقول: أن الغاية تبرر الوسيلة،بمعنى إذا كانت غايتك نبيلة،هذا مبرر أن تصل إليها بأي وسيلة كانت،طيبة أو خبيثة،وهذه قاعدة كفرية،وليست قاعدة شرعية ربانية أبدا،الله جل وعلا طيب لا يقبل إلا طيبا،كما قال خير العارفين به،صلى الله عليه وسلم:إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
وهذه قاعدة عظيمة في هذا الباب، قاعدة عظيمة في هذا الباب،في كل شيئ،إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا،في دعوتنا نحن الذين ندعي ونزعم أننا ندعو إلى الله جل وعلا،وندعو لدين الله تبارك وتعالى،أيعقل أن يكون من وسائل دعوتنا،تلك الوسائل الخبيثة القبيحة؟
من وسائلنا الغناء،من وسائلنا الطبل والمزمار،من وسائلنا الاختلاط بين الرجال والنساء،من وسائلنا التشبه بالكافرين والفاجرين،من وسائلنا الكذب والنصب والاحتيال،والظلم والعدوان،المهم أننا نصل لتحقيق نتيجتنا،نستعمل كل الطرق،نستعمل كل الطرق والوسائل،نتجسس على غيرنا نختلس أمور غيرنا نظلم غيرنا،الغاية تبرر الوسيلة.
هذا ليس سبيل المؤمنين ولا طريق الصادقين،الذي أمرنا به رب العالمين،هذا لا يصدر إلا من أمثال هؤلاء الذين انقلبت موازينهم،هذا الإنقلاب الشنيع الذي لا يحبه الله جل وعلا،ولا يحب أهله وأصحابه،يُكذب الصادق و يُصدق الكاذب.
وها هنا نقطة ننبه عليها إخواننا،والكثير منا قد لا يتنبه إليها،وقد نبهنا إليها نبينا عليه الصلاة والسلام،نسد بها باب من أبواب الشر،وندفع بها مفسدة من المفاسد،عنا وعن إخواننا وعن مجتمعنا،وهي قول النبي عليه الصلاة والسلام:كفى بالمرء كذبا أن يُحدث بكل ما سمع.
المجتمع الاسلامي مجتمع طهر ونقاء،لا يرضى أن تنتشر فيه مثل هذه الآفات،الكذب قد يتفشى في المجتمع،لأجل هؤلاء النقلة للحديث،هذا يصدق في الغالب على وسائل الإعلام،وسائل الإعلام مبنية على أساس الخبر،نقل الخبر أو إيصال الخبر،ولكن هذه الوسائل،لما كان الغالب فيها،عدم تقوى الله جل وعلا،الذي يهمهم الخبر،صدقه كذبه صحته فساده هذا لا يهم،يرمي فقط...




يتبع ..


التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 14 Apr 2018 الساعة 09:14 PM
رد مع اقتباس