عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 26 Sep 2019, 09:45 AM
أم عكرمة أم عكرمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 234
افتراضي

نعرف أنّ غيبة أهل البدع جائزة ولكن هل لها شروط؟ وإن كان الجواب نعم, فما هذه الشروط؟


الجواب


غيبة أهل البدع؛ ولنقل التحذير منهم ونصيحة الناس عن الاغترار بهم واجبة ومن أعظم الجهاد ليست جائزة فقط بل واجبة لأنك لما ترى الناس يتسارعون في الفتن والوقوع في البدع والضلال وتسكت وتقول هذا غيبة؛ هذه خيانة وغشّ, هذه خيانة و غشّ أن ترى الناس يتساقطون في الفتن كتساقط الفراش في النار وأنت ساكت -ما شاء الله- ورع, هذا الورع الكاذب, هذا ورع الجهّال والضلال من الصوفية المنحرفين و أمثالهم ومن تأثّر بهم.

الصدع بالحقّ ( فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين ) أعرض عن المثبطين المبتدعين عن قول الحقّ ومواجهة الباطل.

شروطها أن تخلص لله وأن تقصد بذلك وجه الله وتقصد النصيحة للمسلمين وحمايتهم من الشر, لابد من هذا, أما أن تتكلم في هذا أو ذاك حتى لو كان كافرا تتكلم فيه لأغراض شخصية فهذا ليس من النصيحة المشروعة بل من الأغراض الرديئة التي يأثم فيها الخائض فيها, فهي عبادة؛ الدعوة إلى الله من أعظم العبادات ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين ) "دعا إلى الله" وفقط, تقول: قولوا كذا, افعلوا كذا, ما تحذرهم من الشر؟ تحذرهم من الكفر من الإلحاد, تحذرهم من الزندقة, من البدع الكبرى, من البدع الصغرى من المعاصي ومن الفسوق ومن غيرها, تحذر الناس من الشرور كلها ولكل مقام مقال, ولكل ميدان رجال والإنسان يتكلم في حدود علمه ويشترط في حقّه الإخلاص لله تبارك وتعالى كما تخلص في الصلاة, في الذكر, في قراءة القرآن, وفي سائر العبادات, في هذا المقام يجب أن تخلص لله تبارك وتعالى, وتقصد بهذا العمل وجه الله تعالى والذبّ عن سنة رسول الله, فإنّ الذبّ عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من الضرب بالسيوف, أما تسكت؛ يهان الصحابة وتهان العقيدة ويهان الإسلام ويهان أهل السنة وتسكت هذا من الجبن والخيانة والاستكانة للباطل.

أناس يغالطون يلبسون على الجهلة السخفاء: هذه غيبة, هؤلاء ما عندهم شغل إلاّ الكلام في الناس, نعم, إذا كان مالك شغل إلاّ الكلام في الناس لهواك و الله بئس هذا العمل, لكن طيّب؛ ماذا تقول في السلف الذين حذّروا من الجهمية وحذروا من المعتزلة وحذروا من الروافض وحذروا من الخوارج وحذروا من المرجئة, ماذا تقول فيهم ؟! لما تحصل واحد عنده اثنا عشر ألف ترجمة كلها قدح في الناس, ما شاء الله هذا ما عنده ...، الهدف , سموه الجرح, كتب للجرح خاصة لماذا هذا؟ هؤلاء لا يستحلون أعراض المسلمين لهواهم, يعني الرجل من أئمة الحديث ترك الدنيا وداسها بقدميه وأقبل على العلم وعلى سنة رسول الله يحفظها وينشرها للناس ويترجم للرواة من أهل البدع بأصنافهم المعروفة, ومن أهل الفسوق ومن سيّء الضبط ومن فاحش الغلط ومن رواة المنكرات إلى آخره, هذه شغلته, اشتغل؛ له شغلة في الرجال ودوّن الدواوين, هذا نقول ما له عمل إلاّ الجرح في الناس, نهش أعراض الناس ؟!!.

والله ما فعل النّقاد في هذا العصر عشر, عشر معشار ما فعله السلف من الحماية لدين الله و الذبّ عنه وما ضاع شباب الأمة وما ضاع الناس إلاّ بالسكوت على الباطل, الباطل -ما شاء الله- يستعرض عضلاته في أوساط المسلمين وأنت ما تحرك أيّ ساكن بل تؤيّد الباطل وتصفق له, هذه ليست جماعة خير! ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ,ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ) .

لما تنتشر البدع وأنت ساكت بل تصفق لأهلها بل تمجد أهلها؛ هذا أخسّ من الوضع الذي لعن عليه بنو إسرائيل, إذا كان تمجد أهل البدع وتحارب من ينتقد أهل البدع وتقول: يلغون في أعراض الناس وتشوه سمعتهم؛ هذا أخبث من هذا الوضع اليهودي أخبث بكثير, أولئك سكتوا على الباطل, لكن أنت ما سكت فقط بل ذهبت تحارب من ينصح للإسلام والمسلمين, هذا بلاء ضيّع شباب الأمّة وضيّع الأمة؛ المغالطات والتلبيسات يعني ما شاء الله تتورع عن نصرة الحق ولا تتورع من تأييد الباطل!

[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الثانية]

من هنا

رد مع اقتباس