عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 Dec 2015, 11:43 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

الحلقة الثالثة
تفنيد دعواهم أنهم على منهج ابن باز و العثيمين والألباني

مر بنا قول ابن حزم عمن مزج الأسماء وسمى الحق تقليدا والباطل اتباعا وهذا نوع من الزينة الذي يحلي به أهل الباطل بدعهم وضلالهم حتى يكون له رواج عند العامة , اعتناق الباطل تحت غطاء الإتباع , ومعاداة الحق تحت غطاء ذم التقليد
قال سفيان الثوري :"ما من ضلالة إلا عليها زينة ، فلا تعرض دينك لمن يبغضه إليك "
الحجة في بيان المحجة للأصبهاني

ولما كان لمشايخ السنة الثلاثة رحمهم الله القبول عند عامة أهل السنة ورحابة لمسيرتهم الدعوية , كان إلتزاق وإلتصاق دعاة الضلال بهم لتنسب انحرافاتهم لهم ولتكون أكثر رواجا وأدعى للقبول عند العامة , وكل هذا إمعانا في الغي والإضلال , وإذا كان الأمر كذلك فالواجب إذاً الكشف عن الحقائق والنظر فيما وراء تلك الألفاظ وكشف الغطاء عن الزينة التي وضعت على الضلالات وألبستها لباس الحق بهتانا وزورا
والجارف على هذا السياق والنمط يتمسح بالعلماء الثلاث الألباني وابن باز وابن عثيمين ليوهم القراء أنهم على خلاف منهج العلامة ربيع المدخلي الذي بدع الحلبي وغيره , ولذا يرفض اجتماعه بمشايخنا السلفيين زعما منه أنهم َسيُملون عليه إملاءاتهم التبديعية التي يتلقونها من الشيخ ربيع ؟ فلذا يتمسح بهؤلاء الأئمة الثلاثة بأنهم على منهجه التمييعي وتأصيله البدعي ودفاعه عن أهل البدع وأنه على منهجهم في رحمتهم ورأفتهم بالمخالفين وهذه دعوى طالما سمعناها يرددونها لكل من يقف موقف الحق ويتبع الأدلة التي قضت بانحراف عدد ممن يدافعون عنهم

قال الجارف ص 16 " وهل بلغك عن علماء العصر ممن جعلهم الله عز وجل محل قدوة وأجمعت الأمة على إمامتهم واحتفت حولهم كالألباني وابن باز والعثيمين رحمهم الله وغيرهم ممن يعيش بين أظهرنا إذا اختلفوا في أحكامهم على الرجال تبديعا أو تفسيقا؛ هل لابد أن يعقدوا المجالس ويسافروا من أجلها ؟ ... "
التعقيب :
إن هؤلاء العلماء الثلاثة لم يحتاجوا إلى عقد المجالس وشد الرحال لأنهم بكل بساطة على المنهج السلفي الرصين والتأصيل العلمي المتين , " من علم حجة على من لم يعلم " " الناقل عن الأصل مقدم على المبقي عليه " و " الجرح المفسر مقدم على التعديل " كما سنبينه لاحقا , فلا عجب بعدها أن تقف على إحالة هؤلاء المشايخ الثلاثة على الشيخ ربيع وتأييد ردوده والثناء عليه ومناصرته بل وتشجيعه للرد على فلان وعلان خلافا لما تدعيه ويدعيه من تناصرهم بالباطل الحلبي وشركائه
وإذا كان الشيخ الألباني والشيخ أبن باز والشيخ ابن عثيمين يخالفون الشيخ ربيع في المنهج و الشيخ ربيع على ما تصورونه من الخطورة والضلال والبعد عن الحق والقسوة وعدم الحكمة وتفريق الدعوة و.... فلماذا لم يقم أحد منهم بالتحذير منه والرد عليه والإشارة على ولاة الأمر بتوقيفه كما فعلوا مع غيره , ولماذا يطنب علماؤنا في مدح الشيخ ومنهجه ومن معه من أهل المدينة ,هذه الشبهة لا تقوم على أساس وتنكسر بمجرد الرجوع إلى " الينابيع في ثناء العلماء على الشيخ ربيع " للظفيري , والرجوع إلى شريط " من حامل لواء الجرح والتعديل" للألباني وشريط "إتحاف الكرام بلقاء الشيخين ابن عثيمين والمدخلي" لتعلموا إن كان المشايخ حقيقة يخالفون الشيخ ربيع أم يؤيدونه ويعضدونه ويشجعونه ويآزرونه ويردوا على مخالفيه , والشيخ ربيع هو الشيخ ربيع من زمان الأئمة الثلاثة يرد على المخالفين على عبد الرحمن عبد الخالق وكان معدودا من المشايخ السلفيين ويؤيده ابن باز والألباني ويرد على سيد قطب ويؤيده الألباني وابن باز وابن عثيمين ويرد على عدنان عرعور وكان معدودا من المشايخ السلفيين ويؤيده الألباني بشهادة الحلبي ويؤيده ابن عثيمين ويرد على المغراوي وكان معدودا من المشايخ السلفيين ويؤيده ابن عثيمين ويرد على عالم من علماء اللجنة الدائمة الشيخ بكر أبو زيد على مرأى المشايخ ويؤلف الحد ال بل و يراسله العلامة ابن باز بأن يرد على فلان ويحتسب وقته لله ويسأل ابن عثيمين ويحيل إلى العلامة ربيع والألباني يزكيه في باب النقط والرد على أهل البدع ويقول عنه حامل لواء الجرح والتعديل ويقول العلم معه والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدا والعلم معه و...و...و... ) هل نعتبر هذا خيانة من هؤلاء العلماء للأمة حيث أكثروا فيه من المدح والثناء .
ثم نرى كل من يتبجح بأنه على منهج ابن باز وابن عثيمين والألباني , أنهم هم أول من يناقض دعواهم بأنفسهم , فهم يطعنون في العلامة ربيع وينتقصونه ولا يحيلون إليه وإلى كتبه كما هو منهج الألباني وابن باز وابن عثيمين , فدل على أنكم لستم على منهج المشايخ الثلاثة ألبتة
فلا داعي من التهويل

قال الجارف في ص 38 " فهلا اقتدينا بالعلماء الصالحين الناصحين المرشدين من أمثال الشيخ الوقور الذي كان يجمع ولا يفرق حتى دعا له أحد خصوم الدعوة السلفية المباركة رحمه الله بقوله : " أسأل الله تعالى أن يكون الشيخ ابن باز من أئمة الجنة .... "
التعقيب :
من المقتدي بهؤلاء المشايخ حقا ؟
أما ما نقلته عن الشيخ ابن باز فقد سبقك به الحزبي عبد الرحمن عبد الخالق نقل كلاما للعلامة ابن باز حول الإجتماع وعدم التفرق ليدافع به عن أهل البدع ويرد به على الشيخ ربيع ومشايخ المدينة , فقد أصدر سماحته بيانا يحث فيه على الإجتماع وعدم التفرق فانتهز الفرصة الحزبيون ادعوا أن الشيخ بن باز قصد في بيانه مشايخ المدينة وأن الشيخ في بيانه يدافع عن الشيخ سفر والشيخ سلمان ومن معهما وحمل الكلام على غير محامله بل وقرأه العودة في أحد المساجد زعم أنه رد على مرجفي المدينة ؟
حتى رد الشيخ ابن باز وأصدر بيانا آخر أنه لا يقصد مشايخ المدينة وأثنى عليهم ،
وأنقل لكم كلام الشيخ ربيع من نصره العزيز حيث يقول " ونقل عبد الرحمن عبد الخالق بيان الشيخ المشهور ، وهو كله حجة عليه وعلى الحزبيين وهم كانوا ولا يزالون بحاجة إلى أن يستفيدوا مما فيه من توجيهات ونصائح وأن يتأدبوا جميعا بما فيه لأنهم على نقيضه . ولذا لما صدر هذا البيان فرح به السلفيون أهل الحديث ووزعوه فلما علم الحزبيون بذلك استاؤا من هذا العمل فقاموا بشرحه شرحا فاسدا فيه إساءة إلى سماحة الشيخ ابن باز فأصدر بسبب هذا الشرح المتعسف بيانا آخر زكى فيه أهل المدينة تزكية صحيحة تضعهم في موضعهم اللائق بهم وطعن في شارحي البيان وسماهم دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر ، فكانت كلماته هذه كالريح العاصف على الزبد والجفاء. وأنقل فقرة لا ينطبق ما فيها من مدح إلا على السلفيين أهل السنة حقا ، لا على من تولى أهل البدع ودافع عنهم من الحزبيين الذين مزقوا الأمة وأهانوا العلماء.
قال الشيخ ابن باز :" ثانيا : أنه تفريق لوحدة المسلمين وصفهم وهم أحوج ما يكونوا إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة … .. وكثرة القيل والقال فيما بينهم . وخاصة أن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها وكشف خططهم وألاعيبهم ، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو أهل البدع والضلال"
قال الشيخ ربيع : فهذه الصفات الطيبة لا تنطبق إلا على أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها ، لا تنطبق على الحزبيين الذين تولوا أهل البدع ودافعوا ولا يزالون عن البدع وأهلها ، وإنما تنطبق على أهل السنة المحضة فهم الذين يحاربون أهل البدع والخرافات ويقفون في وجه الداعين إليها من أمثال جماعة التبليغ الذين انتهى الشيخ إلى أنهم أهل بدع وخرافات وعندهم بعض الشركيات , والحزبيون وعى رأسهم عبد الرحمن هم الذين يدافعون عنهم . ويزيد عبد الرحمن بحماسه في هذا الدفاع والطعن فيمن يتعرض لآهل البدع بنقد وتحذير ويزيد بمدح أهل الباطل والبدع وأهل التحزب والدعوة إلى تفريق الأمة وصدع وحدتها ومثابرته في هذه الدعوة باسم الدعوة إلى الجماعات وتعدد الحزبيات وإيجاب انخراط كل مسلم في الأعمال السياسية التي تمزق الأمة. فماذا استفدت أنت والحزبيين أهل الفتن من مغالطتك بنقل بيان سماحة الشيخ ابن باز.
أهــ
وأقول للجارف ما استفدت أنت والحزبيين أهل الفتن من مغالطتك ونقلك عن الشيخ ابن باز أنه يجمع ولا يفرق ؟أنت متأثر بعبد الرحمن عبد الخالق الحزبي الذي لا يفهم من دعوى الإجتماع وعدم التفرق إلا خصومة أهل السنة والتلاحم مع أهل البدعة والمهانة !!
ألست من زكيت للناس ابن حنيفية وقدمته للأمة الذي يعتبر صورة طبق الأصل لعبد الرحمن عبد الخالق في إباحته للجمعيات وتعدد الحزبيات و الزج بالشباب في العمل السياسي ؟ أليس بن حنيفية الذي جعلته مرجعية واستضيف في سطيف والعلمة عملا بوصيتك ووزع بعد محاضرته على رؤوس الناس بالمجان رسالة بعنوان " أخطاء الشيخ ربيع "

وما قولك يا جارف " ومن أمثال الشيخ الرحيم حتى بالخصوم الذي كان من آخر كلماته رحمه الله رحمة واسعة :" خذوا بيد المخالف برفق " ألا وهو الشيخ الألباني "
لدليل على جهلك بمنهج العلامة الألباني التطبيقي والنظري , بل منهج العلامة الألباني اللين في وقته والشدة في وقتها , ولو كنت ممن يقرأ للعلامة الألباني لأدركت ذلك بسهولة والبيان باختصار كالتالي

قال العلامة الألباني معلقا على السائل حول تشدد السلفيين :
" هل اللين الذي قلنا أنه واجب، هل هو واجب دائماً وأبداً؟
السائل: لا.
الشيخ: فإذاً أولاً: لا يجوز لك ولا لغيرك أن تصف طائفة من الناس بصفة تعممها على جميعهم. ثانياً: لا يجوز لك أن تطلق هذه الصفة على فرد من أفراد المسلمين، سواءً كان سلفياً أو خلفياً في حدود تعبيرنا، إلا في جزئية معينة، ما دمنا اتفقنا أن اللين ليس هو المشروع دائماً وأبداً، فنحن نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد استعمل الشدة التي لو فعلها سلفي اليوم لكان الناس ينكرون عليه أشد الإنكار. مثلاً: لعلك تعرف قصة أبي السنابل بن بعكك .......
أهــ المقصود

فاللين ليس دائما وكذلك الشدة والحكمة وضعهما في موضعيهما ,وهذا من حيث التأصيل العلمي أما الناحية التطبيقية فسيرة شيخنا الألباني أشهر من نار على علم في شدته على المخالفين والمعتدين على السنة وهاكم مثال واحد اقتبسته من رده على البوطي :حيث قال رحمه الله " .... هذا و قد نمي إلي أن بعض الأساتذة رأى في ردي هذا على الدكتور شيئاً من الشدة و القسوة في بعض الأحيان، مما لا يعهدون مثله في سائر كتاباتي و ردودي العلمية، و تمنوا أنه لو كان رداً علمياً محضاً.
فأقول: إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أنني لم أفعل إلا ما يجوز لي شرعاً، و أنه لا سبيل لمنصف إلى انتقادنا، كيف و الله عز و جل يقول في كتابه الكريم في وصف عباده المؤمنين: {و الذين إذا أصابـهم البغي هم ينتصرون * و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * و لمن صبر و غفر إن ذلك من عزم الأمور}، فإن كل من يتتبع ما يكتبه الدكتور البوطي في كتبه و رسائله و يتحدث به في خطبه و مجالسه يجده لا يفتأ يتهجم فيها على السلفيين عامة، و علي من دونـهم خاصة، و يشهر بـهم بين العامة و الغوغاء، و يرميهم بالجهل و الضلال، و بالتبله و الجنون، و يلقبهم بـ (السلفيين) و (السخفيين)!! و ليس هذا فقط، بل هو يحاول أن يثير الحكام ضدهم برميه إياهم بأنـهم عملاء للاستعمار. إلى غير ذلك من الأكاذيب و الترهات .....
ذلك قليل من كثير من افتراءات الدكتور البوطي و ترهاته، الذي أشفق عليه ذلك البعض، أن قسونا عليه أحياناً في الرد، و لعله قد تبين لهم أننا كنا معذورين في ذلك، و أننا لم نستوف حقنا منه بعد،{و جزاء سيئة سيئة مثلها} و لكن لن نستطيع الاستيفاء، لأن الافتراء لا يجوز مقابلته بمثله؛ و كل الذي صنعته أنني بينت جهله في هذا العلم و تطفله عليه و مخالفته للعلماء، و افتراءه عليهم و على الأبرياء، بصورة رهيبة لا تكاد تصدق، فمن شاء أن يأخذ فكرة سريعة عن ذلك، فليرجع إلى فهرس الرسالة هذه ير العجب العجاب.
هذا، و هناك سبب أقوى استوجب القسوة المذكورة في الرد ينبغي على ذلك البعض المشفق على الدكتور أن يدركه، ألا و هو جلالة الموضوع و خطورته الذي خاض فيه الدكتور بغير علم، مع التبجح و الادعاء الفارغ الذي لم يسبق إليه، فصحح أحاديث و أخباراً كثيرة لم يقل بصحتها أحد، و ضعف أحاديث أخرى تعصباً للمذهب، و هي ثابتة عند أهل العلم بـهذا الفن و المشرب، مع جهله التام بمصطلح الحديث و تراجم رواته، و إعراضه عن الاستفادة من أهل العلم العارفين به، ففتح بذلك بابا خطيراً أمام الجهال و أهل الأهواء أن يصححوا من الأحاديث ما شاءوا، و يضعفوا ما أرادوا، ((و من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بـها إلى يوم القيامة)).
أهــ
دفاع عن الحديث النبوي و السيرة
و الرد على جهالات الدكتور البوطي في فقه السيرة

من هنا يتبين أن العلامة الألباني رحمه الله يرى أن الشدة على من اعتدى على السنة والأصول السلفية من تمام الحكمة , وهذا حال علماء السنة وعلى رأسهم الشيخ ربيع يجعل اللين في موضعه والشدة في موضعها

ثم الرفق بالمخالف هذا الذي لم يظهر منه العناد وبطر الحق واللدد في الخصومة ورد النصوص , وإلا فإن منهج السلف مع هذا الصنف هو وجوب الهجر والبغض والمباينة كما نقله الإمام البغوي في شرح السنة بإجماع الصحابة والتابعين, وهو موجب كلام العلامة الألباني رحمه الله كما سننقله معضدا لكلام السلف

قال تعالى : ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفر بها ويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامـع المنافقـين والكافريـن في جهنم جميعاً)).

- قال ابن عون : " كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:(( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم)) الإبانة لابن بطة ( 2/431).

- وقال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره : " وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم "

- وقال ابن عباس - رضي الله عنهما :"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب"الإبانة ( 2/438).

- عن أبي قلابة قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمنأن يغمسوكم فيضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون" سنن الدارمي (1/120)،شرح السنة للالكائي (1/134)،والسنة لعبد الله بن أحمد (1/137)،والإبانة لابن بطة(2/435 ).

- عـن عمرو بن قيس الملائي قال: " لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك" الإبانة ( 2/436)
- قال إبراهيم النخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين "الإبانة ( 2/439)

- قـال مجاهـد: " لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب " الإبانة ( 2/441).

- قال إسماعيل بن عبيد الله: " لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّن حجته الإبانة ( 2/443).
- قال مفضل بن مهلهل: " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك الإبانة ( 2/444).
- عن هشام بن حسان قال: " كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"طبقات ابن سعد (7/172)،وسنن الدارمي (1/121)،وشرح السنة للالكائي (1/133)، والإبانة لابن بطة(2/444)

- قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: " أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم"الإبانة ( 2/475).

- عن ثابت بن عجلان قال : " أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء " المعرفة والتاريخ للفسوي ( 3/491-492 )، وشرح السنة للالكائي (1/133).



-قال ابن الجوزي - رحمه الله":وقد كان الإمام أبوعبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين" مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253).

ومما ذكره ابن الجوزي – رحمه الله - : عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان قال:" قال لي عمي أبو علي عبدالرحمن بن يحيى بن خاقان قال: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء ؟ فسألته. قال أبو مزاحم: فسألته أن يخرج إلي جوابه ، فوجه إلي بنسخة فكتبها ثم عدت إلى عمي فأقرّ لي بصحة ما بعث به.
وهذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد ابن حنبل بعد أن سألته عما فيها فأجابني عن ذلك بما قد كتبته، وأمر ابنه عبد الله أن يوقع بأسفلها بأمره، ما سألته أن يوقع فيها:
سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح، فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك، وإنّه إن قلّد القضاء من أمور المسلمين كان فيه ضرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته.
وسألته عن ابن الخلنجي، فقال فيه - أيضاً - مثل ما قــال في أحمــد ابن رباح وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنّه كان من شرهم وأعظمهم ضرراً على الناس.
وسألته عن شعيب بن سهل، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن عبيدا لله بن أحمد، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن المعروف بأبي شعيب، فقال فيه: إنّه جهمي معروف بذلك.
وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلا أنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه.
وسألته عن ابن علي بن الجعد، فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد الله ببغداد، فقال: جهمي معروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أن يقلّد مثله شيئاً من أمور المسلمين لما في ذلك من الضرر.
وسألته عن ابن الثلجي، فقال: مبتدع صاحب هوى.
وسألته عن إبراهيم بن عتّاب، فقال: لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرّب، ولا يقلّد شيئاً من أمور المسلمين وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمورالمسلمين؛ فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين، مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنّة والمخالفة لأهـل البدع " مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص : 251-252).


- قال صالح بن أحمد: " جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد ، فلما خرج إليه ورآه،أغلق الباب في وجهه ودخل" مناقب أحمد لابن الجوزي 250
-عن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم،قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته فقال: صدق أرطأة والقول ما قال، هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لميشد بذكرهم" تاريخ دمشق ( 8/15)
- قال أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250.
قال الإمام ابن بطه العُكبري-رحمه الله-: " وَلَا تُشَاوِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْبِدَعِ فِي دِينِكَ, وَلَا تُرَافِقْهُ فِي سَفَرِكَ وَإِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ لَا تُقَارِبَهُ فِي جِوَارِكَ. وَمِنْ اَلسُّنَّةِ مُجَانَبَةُ كُلِّ مَنْ اعْتَقَدَ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ وَهُجْرَانُهُ وَالْمَقْتُ لَهُ, وهُجْرَانُ مَنْ وَالَاهُ وَنَصْرَهُ وَذَبَّ عَنْهُ وَصَاحَبَهُ وَإنْ كَانَ اَلْفَاعِلُ لِذَلِكَ يُظْهِرُ اَلسُّنَّةَ"
عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].

وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219]. قال شعبة –رحمه الله-: "كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي" [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].

وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].

وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي: " وكان الشافعي - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " مناقب الشافعي ( 1/469 ) .

وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، (طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].

وقال الفضيل بن عياض : وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه " (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)

وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )

و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -: " ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا هذا … " ومما ذكره في هذا الشرح: " ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة " [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله - حاكياً مذهب السلف أهل الحديث: " واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم." عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )

وقال أيضاً: " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} "(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )

وقال الإمام البغوي رحمه الله : ((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).

وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد: ((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين : (( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - قدس الله روحه - التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم )) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله تعالى - في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ): ((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين: الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر. والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .)) ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة. ثمّ قال: ((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ): ((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).

وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ). وقال الشيخ حمود التويجري: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ ( ص : 230-231 ) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: "والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
انظر رسالة إجماع العلماء على هجر أهل البدع والأهواء للشيخ خالد الظفيري حفظه الله فقد أجاد وأفاد

هذا منهج سلفنا الصالح مع المخالف للسنة المبتدع المعاند , فليس له عندهم هذا الرفق الذي يدعيه المميعة
وهاكم كلام العلامة محمد ناصر الدين الألباني الموافق لكلام السلف وإجماعهم ويرد على الجارف وأمثاله

فقد سئل في سلسلة الهدى والنور شريط رقم(695):
((السؤال:لا يخفى عليكم أن أهل البدع بين كل فينة يظهرون أمراً يحاولون في ظنهم أن يخفوا منار السنة، فهل نواكب أهل البدع في الرد عليهم؟ وما هي النصيحة منكم في مثل هذا لنا ولإخواننا في الداخل والخارج؟ وبارك الله فيكم.
جواب الشيخ: الرد على أهل البدع لا يجوز إلا من كان عالماً بالسنة من جهة، والبدعة من جهة أخرى، لعلكم تذكرون معي حديث حذيفة بن اليمان في الصحيحين حين قال:"كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" وهذا كما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه*** ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
فمن كان عالماً بالخير والشر كـ حذيفة بن اليمان ، وكان بالتالي في هذا الزمان عارفاً بالسنة، فيتبعها ويحض الناس عليها، وعالماً بالبدعة فيجتنبها ويحذر الناس منها، هذا الشخص هو الذي يجوز له أن يجادل أهل البدعة أو المبتدعة، أما أن يفعل كما يفعل بعض إخواننا الذين لم يؤتوا من العلم إلا حظاً قليلاً، ثم يدخلون في مجادلة من هم أقوى منهم علماً، ولو كان هذا العلم مشوباً بكثير من البدعة أو علم الكلام -كما قلنا آنفاً- فهؤلاء ننصحهم أن ينطووا على أنفسهم، وأن يعتزلوا المبتدعة، وألا يجادلوهم؛ لأنهم سيتأثرون بشبهاتهم، كمثل ذاك السؤال الذي سمعتم في أول الجلسة، وسمعتم الرد عليه، أنهم يصغون لكل ناعق ولكل صائح، فتتعلق الشبهة في ذهن السامع؛ حتى يتيسر له عالم يتمكن من إزالة هذه الشبهة من نفسه.
لذلك تكاثرت النصوص عن سلفنا الصالح من العلماء، كـ مالك و أحمد وغيرهم، أنهم كانوا يحذرون الناس كل التحذير من الجلوس مع أهل البدع؛ بل وكانوا يأمرونهم بمقاطعتهم؛ خشية أن يتسرب شيء من شبهاتهم إلى نفوسهم.
فهذا -أظن- جواب ما سألت، والأجر للجميع -إن شاء الله- ما دمنا مخلصين وقاصدين -أولاً- العلم النافع المستقى من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منهج السلف الصالح، ثم قاصدين -أيضاً- أن نعمل بما تعلمنا، ثم بعد ذلك نسأل الله عز وجل أن يزيدنا وإياكم علماً.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).
أهــ
وكان يقول العلامة الألباني " يعجبني تشدد السلف في عدم السماع إلى أهل البدع "
فما أعظم كلام العلامة الألباني ولو أخذ به الجارف وأشباهه وتركوا أهل البدع بدل مماشاتهم ومصاحبتهم والركون إليهم بدعوى الرفق والمناصحة والأخذ بأيديهم لما وقعوا في حبالهم حتى أصبحوا من جندهم يدافعون عنهم ويعتذرون لهم , بل ويطعنون في أهل السنة فحرموا الرفق مع أهل السنة وقد أمروا به فحرموا الخير كله

وأما قولك يا جارف :" ومن أمثال الشيخ ابن عثيمين الذي كان يحذر الشباب من مثل هذه الفتن ومن غيرها ويوصي دوما بالعلم النافع والعمل الصالح.... "

فابن عثيمين كان ينصح الشباب بالإستماع إلى العلماء الأمناء أمثال العلامة ربيع ويحيل إليه ويحذر الشباب الذين يدخلون في الفتن ويطعنون في العلماء ويحذرهم من الإستماع إلى سلمان وسفر الذين صرفوا كثير من الشباب عن المنهج الحق وعن علماء السنة وزجوا بهم في العمل السياسي والفتن , وحذر من العرعور ورمى قواعده بأنها قواعد تمييعية ومداهنة لأهل البدع وحذر من المغراوي ووصفه بأنه ثوري وساند العلامة ربيع في ردوده وأحال إليه ونصح به , وكان يرى الفتنة في السماع لأهل البدع وعدم هجرانهم جريا على ما عليه إجماع السلف
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
"ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها ، أو ترويجها بين الناس ، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال "من سمع به فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". "رواه أبو داوود . قال الألباني: وإسناده صحيح " لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم ، بل ربما كان واجباً ، لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب."
شرح لمعة الاعتقاد صفحة 100
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
" والذي يعلم من كلام الشيخ - رحمه الله ووفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء ،حتى فيما لا يتعلق ببدعته ،فمثلاً: إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً لكنه جيد في علم العربية: كالبلاغة والنحو والصرف ،فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذا العلم الذي هو موجوداً عنده أم نهجره الظاهر من كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه ،لأن ذلك يوجب مفسدتين :
الأولى اغتراره بنفسه ،فيحسب أنه على حق .
المفسدة الثانية اغترار الناس به ،حيث يتوارد عليه طلاب العلم ،ويتلقون منه ، والعامي لا يفرق بين علم النحو ،وعلم العقيدة ،لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل الأهواء والبدع مطلقاً ،حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة ،والصرف مثلاً إلا عندهم ،فسيجعل الله له خيراً منها ،لأننا لو نأتي إلى هؤلاء ،ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم ،واغترار الناس بهم."
شرح حلية طالب العلم ص93-94

فهل اقتدى الجارف حقا بهؤلاء العلماء الثلاثة في نصرهم للربيع وإعانته على الرد على المنحرفين وزجر المعتدين المفسدين الذين يداهنون أهل البدع ويتلاحمون معهم ويكثرون سوادهم, أم هو التمسح بالعلماء مع مباينة مناهجهم من باب ذر الرماد في الأعين
فاللهم سلم سلم وثبت شباب الأمة على السنة

ويقول الجارف : " وإني مطالبك أن تذكر ثلاثة أو خمسة فقط ممن اشتهروا بالسنة والاتباع ثم وقعوا في بعض المخالفات بدّعهم هؤلاء الأجلة الأربعة وإني منتظرك فاجتهد في البحث ومهما انتظرتك ومهما اجتهدت فلا أظنك تجد "

التعقيب : ما هذا التهويل يا جارف , ألست تدعي التعويل على الدليل وأنك من أهل الإتباع ؟ السلفي يصدر اعتقاده عن دليل ولا يبالي بالتهويل
قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْفُنُون " مَنْ صَدَرَ اعْتِقَادُهُ عَنْ بُرْهَانٍ لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ تَلَوُّنٌ يُرَاعِي بِهِ أَحْوَالَ الرِّجَالِ "
ومع هذا فإن أحوال مشايخ السنة كانت مشرفة , وموافقتهم للعلامة ربيع وإحالتهم عليه ومساندتهم له لأكبر دليل على افترائكم ودعواكم المزيفة من تضارب مناهج مشايخنا السلفيين
وكان العلامة الألباني يحسن الظن ببعض المخالفين كسلمان العودة وسفر الحوالي ممن كانوا على السنة أو قل يظهرون السنة وكان رد عليهم العلامة ربيع وحذر منهما , فلما وقف الشيخ على حقيقتهم قال قولته المشهورة " ما كنت أضن أن يصلوا إلى هذا الحد ولعل إخواننا بالمدينة ــ يعني الشيخ ربيع ــ كانوا أعلم منا بهم ... " بل بدعهم وحكم عليهم بأنهم خارجية عصرية ,

فلم التهويل يا جارف , فالسلفي لا ينظر إلى حجم من خالف ولكن يكون تعويله على الدليل ولعلك تنزجر بهذه النقول عن علامة العصر الألباني في تعويله على الجرح المفسر وإعراضه عن التعديل ولو جل قائله

قال العلامة الألباني : " وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه؟ فقال: إنه لم يعرفه، ولوعرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلا.
فهذه النصوص تدل على أن الرجل كان مع حفظه كذابا، والكذب أقوى أسباب الجرح وأبينها، فكيف ساغ للشيخ تقديم التعديل على الجرح المفسر مع أنه خلاف معتقده؟ !
علم ذلك عند من يعرف مبلغ تعصبه على أنصار السنة وأهل الحديث، وشدة عداوته إياهم سامحه الله وعفا عنه "
الضعيفة 1/93
انظر رحمك الله كيف رد ابن خزيمة تعديل الإمام أحمد ولم يعبأ به وقال لو عرفه أحمد كما عرفناه لما أثنى عليه أصلا
وقال الألباني : " ثم لوسلمنا أنه وثقه مثل " دحيم "، فلا قيمة تذكر لهذا التوثيق إذا ما استحضرنا القاعدة التي تقول: إن الجرح المفسر مقدم على التعديل."
الضعيفة 1/362

وقال رحمه الله رادا على قول التهانوي: " " ولم يتعصب مغلطاي للواقدي، بل استعمل الإنصاف، فإن الصحيح في الواقدي التوثيق "! أقول: فلا تغتر بهؤلاء الذين مالوا إلى توثيقه، فإنهم خالفوا القاعدة المتفق عليها عند المحدثين أن الجرح المفسر مقدم على التعديل، ولعل الحنفية يقولون هنا كما قالوا فيما جرح به أبو حنيفة رحمه الله:
إن مصدر ذلك التعصب! وبذلك طعنوا في أئمة المسلمين بغير حق، في سبيل تخليص رجل منهم مما قيل فيه بحق. فاعتبروا يا أولي الأبصار." الضعيفة 2/146

وتعقب الألباني السيوطي في احتجاجه بتوثيق شعبة لجابر الجعفي فقال : " وقد كذبه آخرون من الأئمة؛ منهم ابن معين، وأحمد، وزائدة وحلف على ذلك، وغيرهم.والجرح مقدم على التعديل؛ فما فائدة التعقب بالتوثيق المذكور بعد الجرح المفسر؟! " الضعيفة 9/208
وقال رحمه الله : " ومع هذا الجرح المفسر من هذا الحافظ، والمؤيد بقول ابن معين في رواية: "ليس بشيء". وقول النسائي: "ليس بثقة". لم يعبأ بذلك كله المعلق على "الموارد" (11/ 5) ؛ فزعم أنه حسن الحديث؛ اعتماداً منه على توثيق ابن معين إياه في رواية، وابن حبان (8/ 183) ؛ جاهلاً أو متجاهلاً قاعدة: "الجرح المفسر مقدم على التعديل"! وله من مثل هذه المخالفة الشيء الكثير. " الضعيفة 10/376
وقال الإمام الألباني عند ذكر اختلافهم في صحبته أبي أذينة الصدفي :"، فقال البغوي : " لا أدري له صحبة أم لا " . و قال ابن السكن : " له صحبة " . قلت : و المثبت مقدم على النافي و من علم حجة على من لم يعلم "
وهذا غض من فيض كما يقال من تأصيل العلامة الألباني في باب الجرح والتعديل فلا داعي للتهويل وأنتم أبعد ما تكونوا عن منهج هذا الإمام في التأصيل العلمي والتطبيق العملي

وهاك مثال واحد عن سماحة والدنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله من أروع الأمثلة في المنهج العلمي والتطبيقي معا في باب الرد على أهل البدع والتعامل عند اختلاف أحكام العلماء
قال الشيخ الفاضل خالد عبد الرحمن المصري : " سُئِل الإمام ابن باز (رحمه الله) هل عند جماعة التبليغ كذا وكذا من المنكرات؟
قال: لا- لا- لا ما عندهم ما عندهم وغضب.
فقال السائل: فإن الشيخ حمود (التويجري) يقول: عندهم
قال (الشيخ ابن باز): نعم نعم هو أعلم هو أعلم من علم حجة على من لم يعلم. في موقف واحد
إمام الدنيا سيد أهل الورع في هذا الزمن إذا ذكر الورع ذكر ابن باز وإذا ذكرت الحجة ذكر الألباني وكلاهما صاحب حجة وكلاهما صاحب ورع
ما بين جواب الشيخ (ابن باز) وبين أن ترك قوله لقول أخيه (التويجري): لحظة قال: نعم نعم هو كما قال هو كما قال."
مصدر كلام الشيخ حفظه الله:
http://youtubesafe.com/watch?v=I0ETs16Y9jw

عقد في منزل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – بمكة في شهر رجب عام 1413هـ مجلس ضم مجموعة من المشايخ وطلبة العلم

وقد سأله أحد القضاة فقال : سماحة الشيخ هل هناك ملاحظات وأخطاء على سفر وسلمان

فأجاب فضيلة الشيخ : نعم نعم عندهم نظرة سيئة في الحكام ورأي في الدولة وعندهم تهييج للشباب وإغار لصدور العامة وهذا من منهج الخوارج وأشرطتهم توحي إلي ذلك

قال القاضي : يا شيخ هل يصل بهم ذلك إلى حد البدعة

قال الشيخ : لا شك إن هذه بدعة اختصت بها الخوارج والمعتزلة هداهم الله هداهم الله

منقول من التصفية والتربية http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=3729

وسئل سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز في شرحه لكتاب: "فضل الإسلام"، ما نصّه:
س: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب – عفا الله عنه -:
" نعم ما فيه شكٌّ، من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافيـة".
فالشيخ ابن باز منهجه يقضي بتجريح الحلبي لأن من علم ــ كالشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ النجمي والشيخ محمد هادي والشيخ البخاري والشيخ الفوزان و.... حجة على من لم يعلم , ومنهجه يقضي بتبديع من يدافع عمن بدعه العلماء ويثني عليه

وأما قولك يا جارف : " ، بل إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو من هؤلاء الأجلة الأربعة صرّح في أحد مجالسه بعد سؤال وجّه إليه بقوله :" لا أبدّع أحدا " وبنبرة فيها شدة حتى يكف السائل عن الكلام في مثل هذه المسائل "
هذا كذلك من تهويلك يا جارف , فقد سئل الشيخ رحمه الله كما في شرحه لكتابه (عقيدة أهل السنة والجماعة) [الشريط السادس, الدقيقة 50]:

ما حكم من يقول من أهل السنة والجماعة إذا نزل الله في ثلث الليل الآخر يخلو منه العرش؟
فقال الشيخ رحمه الله:
«هذا يسأل إذا نزل إلى السماء الدنيا هل يخلو منه العرش أو لا؟
نقول: أما أدبيا: فلا تبحث عن هذا, وأنا أقول لمن سألني: أنت مبتدع! ما أُراك إلا مبتدعا! واحمد ربك أني أذنت لك أن تبقى في الدرس! وإلا لطردتُك كما طرد مالك من سأله عن كيفية الاستواء؛ لأن الصحابة لما حدثهم الرسول بهذا هل قالوا: هل يخلو منه العرش يارسول الله أو لا؟!...«اهـ
المصدر http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=16427

وهذا زيادة لما هو معلوم ومشهور عن العلامة ابن عثيمين من تحذيره من سلمان العودة وسفر الحوالي ومن أشرطتهما حيث قال السائل : يا شيخ ، و إن كان الخلاف في هذه القضية -مثلا- أنهم يكفِّرونالحكام ؛ و يقولون بأنه جهاد -مثلا- في الجزائر ، و يسمعون أشرطة سلمان وسفر الحوالي ؛ فهل هذا الخلاف فرعي أم هو خلاف في الأصول يا شيخ؟

الشيخ : لا! هذا خلاف عقديّ ؛ لأن من أصول أهل السنة و الجماعة ألا نكفر أحدا بذنب. اهـ المقصود

الكلام مفرغ من شريط سمعي عند تسجيلات ابن رجب بالمدينة ، بعنوان " أسئلة منهجية عبر الهاتف" [نقلا عن رسالة "
وهذا مما يبين جهل الجارف بمناهج العلماء في الجرح والتعديل , فهل هو أمر اجتهادي فرعي كما ادعاه الجارف أم هو خلاف عقدي أصولي كما بينه ابن عثيمين وكما سيأتي بيانه إن شاء الله
فبطل ادعاء الجارف وكل من يترنج بأنه على منهج الأئمة الثلاثة الألباني وابن باز وابن عثيمين خلافا لمنهج الشيخ ربيع ــ تصريحا أو تلميحا ــ فهو متشبع بما لم يعطى
ويقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام:" المُـتـَشَبِّع بما لم يُــعْـطَ كلابس ثوبي زور" رواه البخاري ( 4921 ) ومسلم ( 2130.
قال الفاروق عمر رضي الله عنه : " من تزين بما ليس فيه شانه الله".
يقول العلاّمة القيّم ابن القيم -رحمه الله- شارحا لهذه الحكمة البالغة من الخليفة الملهم المستقاة من منهاج النبوة :"لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ـ فإنه يظهر للناس أمرا وهو في الباطن بخلافه ـ عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدرا ،"
"ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضاها فلا بد أن تطلب منه،فإن لم توجد عنده افتضح ، فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه ، وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه ، فأظهر الله من عيوبه للناس ما أخفاه عنهم ، جزاء له من جنس عمله.
إعلام الموقعين ،2/432.

رد مع اقتباس