عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03 Feb 2017, 11:38 PM
أسامة بوعصابة أسامة بوعصابة غير متواجد حالياً
أبو عبد الودود
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
الدولة: الجزائر (سكيكدة)
المشاركات: 18
افتراضي

[تفريغ] :كيف تَمِيز صاحب الهوى يجيبك الشيخ أبو مصعب مجدي حفالة -حفظه الله-

قال الشيخ مجدي حفَّالة -رحمه الله-:
أعود يا إخوة إلى مسألة احترام العلماء وطلبة العلم، طالب العلم من أكثر الناس بل
أكثر الناس معرفة لقدر العلماء، ولمعرفة منزلتهم في الإسلام والله -عز وجل- بين قدرهم ومنزلتهم
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[1]
(رْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [2]
فكن حَسَنَ الظن بالعلماء، ولتستصحب دائما أن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، إذا أردت أن تَبِين صاحب الهوى وأن تتعرف عليه جليا فاسأله عن علماء السنة، وقد يكون مكارا كبيرا، إذا سألته عن أشياء في السنة قال: مشايخنا ونحبهم، الله الله على الشيخ الألباني، والله الله على ابن عثيمين، وربما يقف هنا، (عرفت)، ولذلك إذا أردت أن تبين أمرهم فاسألهم عن من تكلموا في أصحاب الأهواء والبدع فعندها سيتغير وجهه، (عرفت)، وقد يكون مكارا كبيرا، ربما يظهر لك محبة هؤلاء العلماء أيضا، يقول الشيخ ربيع بن هادي ما شاء الله من المحدثين،
تقول: ماذا تقول في قول الشيخ ربيع بن هادي في أبي الحسن المأربي؟ فقد قال بأنه مبتدع.
يقول: والله عندي فيها تفصيل، يعني لم يظهر لي، لا يلزمني أيضا، كحال علي الحلبي.
فالحذر يا إخوة أن يكون أمرنا مع علمائنا على جهة التشهي والاختيار أن نرجع بأحكامهم على الأشخاص إلى أهوائنا فنقبل ما شئنا ونرد ما شئنا
(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [3]
ولم يكن السلف مع علماء السنة يعاملونهم بهذا، بل كانوا يسلمون لأحكامهم يقول الشوكاني في أدب الطلب كان الإمام أحمد بن حنبل إذا تكلم في رجل تبعه الناس[4] وإذا جرح رجلا فإن جرحه لا يكاد يندمل، وكان أحدهم يمر على عمر بن عبيد ويراه مهجورا فيقول مالَك؟ يقول نهى عني الناسَ عبدُ الله بن عون (بن أرطبان) فانتهوا، فكان الناس وراء علمائهم، فأنت عالج قلبك يا من ترد أحكام العلماء القائمة بالحجج والبراهين، عالج قلبك، فإنهم أهل دين، وأهل خبرة، ومعرفة، وأهل جهاد، وكلما عودت نفسك أن تكون خصما لمشايخ السنة أو أن تكون ندا لهم كما هو ديدن أبي الحسن المأربي لأنه نفخ في طلبة العلم فصار الواحد منهم يقول لم يظهر لي، وإذا راجعته في صغار المسائل لم تجد شيئا فضلا عن دقائق المسائل فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف دونه، ورحم الله عبدا أعط القوس باريها،
يا باري القوس بريا لست تحسنها ... لا تفسدنها واعط القوس باريها
والتسليم للكبار أمر مهم
متى تصل العطاش إلى ارتواءٍ ... إذا استقت البحار من الركايا
ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ ... وقد جلس الأكابر في الزوايا
وإنَّ ترفع الوضعاء يوماً ... على الرفعاء من إحدى الرزايا
إذا استوت الأسافل والأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا [5]
القائل القاضي عبد الوهاب الذي يكثر ذكره في كتب المالكية، كان الرجل عالما وكان أديبا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
______________________________________________
[1] : سورة فاطر – الآية 28
[2] : المجادلة – الآية 11
[3] : النحل – الآية 43 / الأنبياء – الآية 07
[4] : جاء في أدب الطلب ومنتهى الأدب للشوكاني -رحمه الله- (1173-1250ه) :
"كَذَلِك الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فَإِنَّهُ وَقع لَهُ من المحن الَّتِي هِيَ منح مِمَّا لَا يخفى على من لَهُ اطلَاع وَضرب بَين يَدي المعتصم العباسي ضربا مبرحا وهموا بقتْله مرّة بعد مرّة وسجنوه فِي الْأَمْكِنَة الْمظْلمَة وكبلوه بالحديد ونوعوا لَهُ أَنْوَاع الْعَذَاب فنشر الله من علومه مَا لَا يحْتَاج إِلَى بَيَان وَلَا يفْتَقر إِلَى إِيضَاح وَكَانَت الْعَاقِبَة لَهُ فَصَارَ بعد ذَلِك إِمَام الدُّنْيَا غير مدافع ومرجع أهل الْعلم غير مُنَازع وَدون النَّاس كَلِمَاته وانتفعوا بهَا وَكَانَ يتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ فتطير فِي الْآفَاق فَإِذا تكلم بِالْكَلِمَةِ فِي رجل بِجرح تبعه النَّاس وَبَطل علم الْمَجْرُوح وَإِن تكلم فِي رجل بتعديل كَانَ هُوَ الْعدْل الَّذِي لَا يحْتَاج بعد تعديله إِلَى غَيره". ص43
[5] : ارجع لكتاب: وفيات الأعيان (3/221) لابن خلكان البرمكي الإربلي (المتوفى: 681هـ)


التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بوعصابة ; 06 Feb 2017 الساعة 10:50 PM
رد مع اقتباس