عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Jul 2018, 07:15 PM
أبو سهيل يوسف مرنيز أبو سهيل يوسف مرنيز غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2018
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 43
افتراضي الفوائد المنتقاة من كتاب «تأسيس الأحكام بشرح عمدة الأحكام» للعلّامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه اللّه [متجدد]








كتاب الطهارة

الحديث رقم 01


عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال : سمعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول : « إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ (و في روايةٍ بالنِّيَّةِ) و إنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى اللهِ و رسولِه، فهِجرتُه إلى اللهِ و رسولِه، و مَن كانت هجرتُه إلى دنيا يُصيبُها، أو امرأةٍ ينكِحُها، فهجرتُه إلى ما هاجرَ إليهِ »

موضوع الحديث : النِّيات و إرتباطها بالعمل و الجزاء.
المفردات :
النية : القصد بالقلب إلى الشيء.
الهجرة : هي النقلة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام و مأخذها من هجر الشيء إذا تركه.
الدُنيا : تطلق على كل ما دخل من باب الشهوة أو الهوى أو الزينة و التفاخر.
المعنى الإجمالي :
من عدل العدل الحكيم أن وكّل الجزاء إلى النِّيات و جعله تابعًا لها و مرتبطًا بها ، فمن نوى بعمله للّه أثابه اللّه رضاه و أمَّنه من العذاب و أدخله الجنَّة ، و من نوى بعمله أمرا دنيويًا كان ثوابه ذلك الشيء الَّذي نواه كائنًا ما كان و فوق ذلك الوعيد.
فقه الحديث :
• أولًا : حصر الرسول صلى اللّه عليه و سلم الأعمال المعتبرة شرعًا في النِّية بقوله : « إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ » فكأنَّه قال إنَّما صحة الأعمال بالنِّيَّاتِ فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه و هذا عند من جعل النِّية شرطًا في صحة الأعمال و هو الحق .
• ثانيًا : عبَّر بالأعمال عن السَّعي الَّذي يثاب العبد عليه أو يعاقب ، و هو في كل عضو بحسبه.
• ثالثًا : ظاهر الحديث أنَّ من نوى شيئًا حصل له و على هذا فالحديث عام مخصوص بالآية و هي قوله تعالى : { مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا } ، حيث قيّد حصول المنوي بالإرادة و بيان ذلك أنَّ من عمل عملًا أراد به شيئًا من الدُّنيا قد يحصل له ذلك الشيء المنوي و قد لا يحصل ، أمَّا من نوى الثواب فهو يحصل له و لا بد إن توفرت في العمل شروط القبول و سلم من المحيطات لقوله تعالى : { إنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنكُمْ } ، و الأولى أن يقال :إنَّ قوله « و إنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى » له مفهومان :
أحدهما : الإخبار بعدم حصول غير المنوي.
الثاني : الإخبار بحصر الثواب فيما نوى كائن ما كان.
• رابعًا : النِّية جاءت في كلام العلماء بمعنيين :
أحدهما : تمييز العبادات عن العادات أو تمييز العبادات بعضها عن بعض و كلام الفقهاء يقع على هذا النوع.
الثاني : تمييز المقصود بالعمل ، و هو اللّه أو غيره.
• خامسًا : النِّية محلها القلب لأنها من أعمال القلوب ، و لم يأت في الشرع التلفظ بها إلّا في الحج خاصة لأنَّ التلبية ذكر الحج الخاص به ، و على هذا فمن تلفظ بها فهو مبتدع ، و أعجب من هذا إثبات بعض الفقهاء المؤلفين من الشافعية في مؤلفه.
المناسبة : أمّا مناسبة الحديث لكتاب الطهارة فظاهرة ، لأنَّ النِّية شرط في صحتها كما هي شرط في صحة كل عبادة ، و هو مذهب الجمهور و قال أبو حنيفة و الثوري بعدم إشتراطها في الوضوء و غيره من الوسائل ، و الأول أصح لأنَّ الوضوء ليس بوسيلة محضة و لكنه في نفس الوقت عبادة.

{ انتهى الحديث الأول }


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 16 Jul 2018 الساعة 01:34 PM
رد مع اقتباس