[فتحي إدريس]

جزاك الله خيرا على تعرضك لهذه المسألة التي جعلوها محنة للسلفيين، ورفعوا منارتها عالية، ظنا منهم أن لا جواب عليها، فقد جاء الجواب صوتا وصورة، بأسلوب هادي، وتحقيق علمي، وإنصاف من غير غلو ولا جفاء، وهم وقعوا في الأمرين الأمرّين فبالغوا جفاء وحطا لقدر مشايخ الإصلاح -حفظهم الله- وتمسكوا بما زعموه سرقات علمية وتأكلا بالدعوة وبلغ بهم البغي لإسقاط العدالة وكل ذلك بمرأى ومسمع من مشايخهم بل باركوا ذلك وأيدوه نسأل الله السلامة والعافية، وفي مقابل ذلك لما قوبلوا بأفعال مشايخهم فإنهم غلوا ملتمسين للأعذار دافعين لما كانوا قرروه كل مدفع، وقد أبنت عن تناقض عواد واختلاف أجوبته إقبالا وإدبار.
ويستفاد من هذا المقطع أن المرء في هذه الفتنة يحتاج لأن يتثبت ويستفصل وأن لا يركب كل شيء يثيره هؤلاء حتى لو كثروا وتوطئوا عليه، فإنه كالسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
وليحذر المسلم كذلك من الوقوع في أعراض المشايخ والخوض فيها بكلام يتلقاه من هؤلاء بلسانه ولا يحقق في الأمر ولا يراجع، وخير شاهد هذا الذي فعلوه مع شيخنا عبد الخالق ماضي -حفظه الله-.
أسأل الله أن يبارك في جهودك وأن يوفقنا وإخواننا لما فيه رضاه وأن يهدينا وإياهم سبيل الرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.