عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 Jan 2012, 03:28 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أَئِمَّةُ الحَدِيثِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ هُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَهْلِ الأَهْوَاءِ وَالبِدَعِ


لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه، أما بعد:
فهذه - بحمد الله - المجموعة الثانية من الفوائد المنهجية والحديثية من بعض الرسائل العلمية.

1. الرد على أهل البدع وجرحهم والتحذير منهم أصل في الإسلام، إذ هو من أهم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أهم أبواب النصيحة للإسلام والمسلمين. (ص 55)

2. أول من جرح أهل البدع وحذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ص 55)

3. من المشاكل التي تواجهها الدعوة السلفية ما هو موجه إلى العقائد الإسلامية، ومنها ما هو موجه إلى السنة وعلومها، من بين هذه المشاكل القول بأن جرح أهل البدع لا يدخل في منهج أهل الحديث وقواعده وأصوله. ( ص55)

4. من هو إمامهم في هذا الباطل؟
قال الشيخ ربيع حفظه الله: إن أول من قال بهذا في حدود علمي التاج السبكي معترضاً على الإمام الذهبي، حيث انتقد بعض الأشاعرة كالفجر الرازي وغيره في كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال. (ص56)

5. لقد قلد السبكي أناس، فأخرجوا أهل البدع من باب الجرح والتعديل، وقالوا: إن الجرح والتعديل في الرواية والرواة فقط.

ومع أن كلام السبكي باطل فرأيه أهون وأخف من رأي هؤلاء، لأنه استنكر على الإمام الذهبي إيراده لبعض أهل البدع الذين لا علاقة لهم بالرواية في كتاب يراه خاصاً بالرواة، فلو أوردهم في غيره فلعله لا يجد مجالاً لهذا الاعتراض فيحجم عن الاعتراض.
أما هؤلاء مع الأسف فيرون الجرح والتعديل خاصاً بالرواية والرواة فقط وهذه كارثة والله. ( ص57)

6. من الواضح جداً ومن نواح شتى أن أئمة الإسلام على امتداد التاريخ قاموا بنقد أهل البدع وجرحهم وبيان خطورتهم وخطورة بدعهم والتحذير منها ومنهم.
وعلى رأس هؤلاء الأئمة الصحابة الكرام: عمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً. (ص58)

7. أهل الحديث هم أيقظ الناس وأشدهم معرفة بأهل البدع وأشدهم حذراً من دسهم وكيدهم. ( ص58)

8. أهل الحديث هم مرجع الأمة في عقيدتها ومنهجها وفي فقه الكتاب والسنة وفي علوم السنة والقرآن والجرح بالبدع وغيرها لأنهم هم العلماء حقاً لا أمثال بشر المريسي وأضرابه. (ص62)

9. لا يتنقص أهل الحديث وينتقص علومهم إلا جاهل ضال مفتر. (ص65)

10. ولا يزال باب الجرح والتعديل قائماً ومفتوحاً ما دام هناك أهل حق وأهل باطل وأهل ضلال وأهل هدى، ولا يزال الصراع قائماً بين الطائفة المنصورة ومن خالفها من أهل الضلال ومن خذلها، " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خلفهم حتى يأتي أمر الله ". (ص65)

11. من قال: إن باب الجرح والتعديل قد انتهى فقد غلط غلطاً كبيراً، ولا تزال أقلام أهل السنة تتدفق بنقد وبيان حال أهل البدع من روافض وخوارج ومعتزلة وصوفية وأشعرية، وأحزاب منحرفة، وبيان بدعهم وضلالاتهم. (ص66)

12. ضرر وفساد انتشار البدع أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً. (ص66)

13. القلم الجامع: وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنة المحقين، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل المحاربون لأعدئهم. (ص67)

14. ومنهج الجرح والتعديل قائم على امتداد التاريخ الإسلامي ولا بد أن يستمر إلى أن يرفع القرآن وينتهي الإسلام ثم يقوم شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة. (ص69)

15. قا الشيخ ربيع حفظه الله: وختاماً ليعلم كل مسلم طالب للحق أن نقد أهل البدع من أعظم الجهاد وأفضل من الضرب بالسيوف ولأنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أعظم أبواب النصيحة لله ولأنه ذب عن دين الله وحماية له فهم أولى وأولى بالجرح من الرواة , فإن الراوي إن كان صحيح العقيدة انتقد من جهة الرواية , وإن كان فاسد العقيدة انتقد من جهتين جهة العقيدة وجهة الرواية , وإن كان مع فساد عقيدته داعية فلا يروى عنه وانتقد في بدعته وحُذر منه , وهذا هو المنهج الحق , وهو أمر واضح كالشمس في عمل أئمة الحديث في مواقفهم وكتبهم في الرجال وفي العقائد , وكان ذلك من اختصاصهم. (ص70)

رد مع اقتباس