عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 15 Mar 2015, 01:05 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

فائدةٌ في قولِه تعالى {وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}
ذكرَ اللهُ تعالى هنا الوصفَ –ألواحٍ و دسرٍ- دونَ الموصوفِ –السفينة-، فعبرَ عن السفينةِ بأنها ذاتُ ألواحٍ و دسرٍ، لوجوهٍ :
1 _ مراعاةً للآياتِ و فواصلِها.
2 _ تعليمًا للناسِ كيفيةَ صنعِ السفنِ، و بيانِ أنها من ألواحٍ و مساميرٍ؛ لذلك قال {وَ لَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر15].
3 _ إشارةً إلى قوتِها؛ لذلك ذكرَ الألواحَ و الدسر منكرةً؛ لأن التنكيرَ يفيدُ التعظيمَ.
و نظيرُ هذا قولُ اللهِ تعالى {أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ 11]، و لم يقلِ دروعًا، من أجلِ العنايةِ بفائدةِ الدروعِ و هي أن تكونَ سابغةً تامةً.
معنَى قولِ اللهِ تعالى {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}
ذكر في المفسرون معناها قولينِ :
1 _ يعني أنني أحبكَ.
2 _ أي : ألقيتُ عليكَ محبة من الناسِ، فمن رآه أحبَّه.
و الحقيقةُ أن المعنيينِ متلازمان؛ لأن اللهَ إذا أحب عبدًا ألقى في قلوبِ العبادِ محبتَه، روى مسلم عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن اللهَ إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال : إني أحب فلانًا فأحبه، قال : فيحبه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ فيقول : إن اللهَ يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهلُُ السماءِ، قال ثم يوضعُ له القبولُ في الأرضِ"، لذلك قال ابن عباسٍ : أحبه اللهُ، و حببَه إلى خلقِه.
معنى قوله تعالى { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي}
الصنعُ : هو جعلُ الشيءِ على صفةٍ معينةٍ، كصنعِ الأخشابِ أبوابًا.
و صنعُ الآدمي، هو تربيتُه التربيةَ البدنيةَ بالغذاءِ، و التربيةَ العقلية بالآدابِ و الأخلاقِ و غيرها. و موسى عليه السلامُ حصلَ له ذلكَ من اللهِ تعالى.
الجمعُ بين ورودِ صفةِ العينينِ بالإفرادِ و التثنيةِ و الجمعِِ
أما الإفراد كقوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي} [طه 39]، فإن المفرد المضاف يعم، فيشمل كل ما ثبت لله تعالى من عين، فلا ينافي التثنية.
أما الجمع كقوله تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور 48]، فالجمع من إحد الوجهين :
1 _ أن أقل الجمع اثنين، فلا تعارض.
2 _ أن أقل الجمع ثلاثة، و لكن المراد بالجمع هنا التعظيم.
قول المعطلة في صفة العينين و الرد عليهم
فسرَ المعطلةُ العينَ بالرؤيةِ دونَ العينِ، لأن العينَ جزءٌ من الجسمِ، و الله منزهٌ عن التجزئةِ و الجسمِ، و المرادُ تأكيدُ الرؤيةِ.
لكن يردُّ عليهم من وجوهٍ :
1 _ أن هذا مخالفٌ لظاهرِ النصِّ.
2 _ أن هذا مخالفٌ لإجماعِ السلفِ.
3 _ أنه يفتقرُ إلى الدليلِ.
4 _ إذا قلنَا بأن المراد بالعينِ الرؤيةِ، و الله أثبتَ لنفسه عينًا، فلازمُه أنه يرى بتلكَ العينِ.

رد مع اقتباس