02 Mar 2015, 11:41 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
|
|
وجهُ دلالةِ حديثِ "إنه أعورُ، وإن اللهَ ليسَ بأعور" على العينينِ وجهُ الدلالةِ : أنه لو كانتْ للهِ تعالى أكثرُ من عينين، لكانت هذه الكثرةُ كمالًا، كذلك لو كان له أكثرُ من اثنين، لكان البيانُ به أوضحَ من البيانِ بالعورِ. و لما لم يذكر الثلاثَ علمَ أنه ليس له أكثر من عينينِ، و أن له اثنتينِ فقطْ. إلزامُ المعطلةِ السلفَ الأخذَ بالظاهرِ في قوله {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور 47] قالت المعطلةُ _ظانينَ أنهم ألقموا أهلَ السنةِ حجرًا_ : عليكم أن تأخُذُوا بالظاهرِ منْ قولِه تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}، و أنتم الذين تنكرونَ التأويلَ، فإنْ أخذتم بالظاهرِ كفرتم، و إن أولْتُم تناقضتُم. و الظاهرُ عندَهُم : أن النبي محمدًا صلى اللهُ عليهِ و سلمَ بعين اللهِ، أي : وسطَ عينهِ؛ لأن الباء للظرفيةِ. لكن يرد عليهم : بأننَا نأخذُ بالظاهرِ، و هو منهجنَا و هو الحقُّ. لكن هل الظاهرُ الذي أرادهُ المعطلةُ صحيحٌ؟! الجوابُ : لا، و لم يُردْه العربُ أبدًا في كلامِهم. بل لو اعتقدُوا أن َّهذا الظاهرَ من القرآنِ لكفرُوا. و المرادُ الصحيحُ : أن الباءَ للمصاحبةِ، أي : عيني تصحبُكَ و تنظرُ إليكَ، فإنك محوطٌ بعنايتنا و حفظنَا. و لا يمكنُ أن تكونَ الباءُ للظرفيةِ؛ لأن النبيَ صلى الله عليه و سلمَ خوطِبَ بهذا و هوَ على الأرضِ.
|