عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 19 Jan 2015, 11:44 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ المجيءِ و الإتيانِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة مجيءَ الله و إتيانَه يومَ القيامة للفصلِ بين العبادِ على الوجهِ الذي يليق به، و أدلتُهُم في ذلك الكتابُ و السنة و الإجماع.
1 _ الكتاب : قال الله تعالى {هلْ ينظرونَ إلَّا أنْ يأتيهُم اللهُ في ظللٍ منَ الغمامِ} [البقرة 201]، و قال {هلْ ينظرونَ إلَّا أنْ تأتيهم الملائكةُ أو يأتيَ ربُّكَ} [الأنعام 157]، و قال تعالى {و جاءَ ربّكَ و الملكُ صفًّا صفًّا} [الفجر 21].
2 _ من السنة : روى البخاري عن أبي هريرة أن الناسَ قالوا : يا رسولَ الله هلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : "هل تمارونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونه سحابٌ" قالوا : لا يا رسولَ الله، ... وتبقى هذه الأمة فيها منافقُوها، فيأتِيهم اللهُ فيقول : أنا ربُّكم، فيقولون هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاءَ ربُّنا عرفنَاه، فيأتيَهم اللهُ فيقول : أنا ربُّكم، فيقولون : أنتَ ربُّنا" الحديث.
و روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري : أن أناسًا في زمنِ النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسولَ اللهِِ هلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ ... فكذلكَ مثل الأولِ حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبدُ الله من برٍّ، أو فاجر، أتاهُم ربُّ العالمينَ في أدنى صورة من التي رأوه فيها" الحديث.
3 _ الإجماع : أجمعَ أهلُ السنةِ على إثباتِ المجيءِ لله تعالى، و هو مجيءٌ حقيقيٌ يليقُ به جلَّ و علا.
مجيءُ اللهِ و إتيانُه مطلقٌ وَ مقيدٌ
المجيءُ و الإتيان المضافُ إلى اللهِ نوعانِ :
1 _ مطلقٌ : و هو مجيئُه و إتيانُه هوَ سبحانه، كما قالَ تعالى {هلْ ينظرونَ إلَّا أنْ يأتيَهم اللهُ} [البقرة 201]، و قوله {و جاءَ ربّكَ} [الفجر 21].
2 _ مقيدٌ : كمجيءِ رحمتِه، أو أمره،كقولِه تعالى {حتَّى يأْتيَ اللهُ بأمرِه} [البقرة 109]، و قوله {فعسَى اللهُ أنْ يأْتيَ بالفتحِ أوْ أمرٍ منْ عندِه} [المائدة 52]، روى البخاري –واللفظ له- و مسلم عن حذيفة بن اليمان قال : كان الناسُ يسألون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الخيرِ، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني، فقلتُ يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءَنا اللهُ بهذا الخيرِ" الحديث.
معنَى قولِه تعَالى {يأتيهُم اللهُ في ظللٍ منَ الغمامِ}
معناه : يأتيَهم مع الظللِ؛ لأنَّ "في" للمصاحبةِ، وليستْ للظرفيةِ قطعًا؛ لأنها لوْ كانتْ للظرفيةِ، لكانت الظُّلَلُ محيطةً بالله، و معلومٌ أن الله لا يحيطُ به شيءٌ من مخلوقاتِه.
مسألةٌ : كيفَ يجيءُ اللهُ تعالى؟
إنَّ الله أخبرنا عن مجيئهِ و لم يخبرنَا عن كيفيةِ مجيئهِ، و كيفيةُ مجيئهِ لا تعلمُ إلا بِـ : مشاهدتِها، أو مشاهدةِ نظيرها، أو خبرِ الصادق عنها، و هذه لا توجدُ في صفاتِ الله تعالى، و كذلك إذا جهلت كيفيةُ الذاتِ جهلتْ كيفيةُ الصفات.
و من الأدب مع اللهِ أن نقول : يجيءُ بوجهٍ يليقُ بجلالِه و عظمته،و لا نعلمُ عن كيفيتِه شيئًا.
مخالفُوا أهلِ السنةِ و الردُّ عليهِم
خالفَ المحرفةُ و المعطلةُ أهلَ السنةِ في صفةِ المجيءِ و الإتيانِ، فقالوا :
أ _ إنَّ اللهَ لا يأتي؛ لأننا إذا أثبتنَا إتيانَه أثبتنَا أنه جسمٌ، و الأجسامُ متماثلةٌ.
لكن يردُّ عليهم بأن َّ :
1 _ هذا قياسٌ في مقابل النصِّ، فهو باطلٌ.
2 _ لا مانعَ من مجيءِ اللهِ بنفسِه على الكيفيةِ التي يريدها.
3 _ إثباتُ مجيءِ الله تعالى، لا يستلزم التمثيلَ؛ لأن الإتيانَ يختلفُ حتّى في المخلوقِ.
ب _ أنَّ المعنى : مجيءُ و إتيانُ أمرِ الله تعالى؛ لأن الله قال {أتَى أمرُ اللهِ} [النحل 1]، وقال تعالى {فعسَى اللهُ أنْ يأْتيَ بالفتحِ أوْ أمرٍ منْ عندِه} [المائدة 52].
و يردُّ عليهم بأنَّ :
1 _ هذا الدليلَ عليهِم لا لهمْ؛ لأنَّ اللهَ لمَّا أرادَ مجيءَ الأمرِ عبَّرَ به، و لما أرادَ مجيئَه هوَلم يعبِّر بالأمرِ.
2 _ الأياتِ الأخرَى ليس فيها إجمالٌ، حتى نقول : إنها بُينتْ بهذه الآيةِ، بل هي واضحةٌ.
3 _ أما قوله {فعسَى اللهُ أنْ يأْتيَ بالفتحِ أوْ أمرٍ منْ عندِه} [المائدة 52]؛ فإنَّ المرادَ إتيانُ الفتحِ و الأمرِ، لكن أضافَ الإتيانَ به إلى نفسِه؛ لأنه من عندِه، و هذا معروفٌ في اللغةِ العربيةِ.

رد مع اقتباس