عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 Sep 2017, 12:06 AM
عبد الله بوزنون عبد الله بوزنون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 187
افتراضي

بورك في الإخوة المتحاوّرين على ما أدلوا به في هذا الباب وقد جمعوا بين علم وحلم ونحن نتعلّم من علمكم كما نتعلّم من سمتكم.
,ولعلّ ما يمكن إضافته هنا أن يقال إنّ فهم علمائنا المحدّثين لا يمكن أن يردّ بجرّة قلم , ففهم ابن عبد البر _وهو من هو في اعتنائه بالموطا _أنّ مالكا احتجّ بعبدالكريم البصري وقد اغترّ به: فهم صحيح لأمور:
_موافقة العلماء لقوله ,قال القاضي إسماعيل: "إنما يعتبر بمالك في أهل بلده، فأما الغرباء فليس يحتج به فيهم".وهذا لا يعني أنهم ليسوا ثقات عنده بل ليسوا حجّة عند غيره
قال ابن رجب : "وبنحو هذا اعتذر غير واحد عن مالك في روايته عن عبد الكريم أبي أمية وغيره من الغرباء ".في (شرح علل الترمذي) (1/380-381).وسيأتي من كلام أبي زرعة ما يقوي هذا القول.
_تصريح مالك أنّه لم يخرج في كتابه إلاّ من هو ثقة عنده.
ثالثا إطلاق كلام النّقّاد أنّ مالكا لم يحدّث عن الضعفاء إلاّ رجلا أو رجلين_كما نقل الاخ أحمد_يفهم منه أنّهم لم يفهموا أنّ مالكا أخرج لهم في المتابعات أو المراسيل,ومن ذلك قول أبي سعيد الأعرابي: "كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد فقال: ثقة روى عنه مالك". إسعاف المبطأ ص4.وقال: يحيىَ بن مَعِين: "كُل مَن روىَ عنه مالك بن أنَس فهو ثقة إلاّ عبد الكريم البَصْريّ أبو أُمية".واستثناء ابن معين عبد الكريم لا يفهم منه أنّ مالكا لم يوثقه والا لقال ثقه عنده ولكنّه قال ثقة وفرق بين الحكمين.
_ثمّ تصريح بعض العلماء أنّ مالكا كان يتشدّد حتّى في المراسيل جاء في سير أعلام النبلاء (13/79): "قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعه وسئل عن مرسلات الثوري ومرسلات شعبة، فقال: الثوري تساهل في الرجال وشعبة لا يدلس ولا يرسل، قيل له: فمالك مرسلاته أثبت أم الأوزاعي؟ قال: مالك لا يكاد يرسل إلا عن قوم ثقات، مالك متثبت في أهل بلده جداً؛ فإن تساهل فإنما يتساهل في قوم غرباء لا يعرفهم ".هذا قول أبي زرعة في منتهى الإسناد فكذلك في أوّله إن لم يكن أولى.
والله أعلى وأعلم.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بوزنون ; 25 Sep 2017 الساعة 12:09 AM
رد مع اقتباس