عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22 Mar 2017, 09:55 AM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي صيدٌ جناهُ إعمالُ الفكرة ... متجدّد [ النسخة الثانية ]

بـــسم الله الرحمن الرحيـــم

قال الله عز و جل : (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) (21 سورة الحشر)
قال أبو سليمان الداراني: إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله فيه نعمة ولي فيه عبرة.
ولما سئلت أم الدرداء عن أفضل عبادة أبي الدرداء قالت: التفكر والاعتبار.

و مما صادَ الخاطرُ و جناهُ إعمال الفِكرِ في أمورٍ شتى ، هذه الكلمات التي أحسَبُ أنّها تدُّل على الواقع ، و تُنبِّه على بعض الوقائع ، و قد توقظ الوسنان و ترشد الحيران . و هي من نتاج عقل هذا العبد الضعيف العاجز ، مستضيئا بالكتاب العزيز مقتبسا من سنة الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه .
فإن أصبتُ فالمنة و الفضل لله وحده ، و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ، و رحم الله عبداً رأى خلّة فسدّها أو طائشة فصدّها وإلى الحقّ ردّها

وبعد فهذه هي النسخة الثانية من هذا العمل المتواضع ـ تقبله الله ـ

ثم إنّه كان قد عنّ لي أن أضع شرحا على الوحشيّ من الألفاظ ، و الغريب من الكَلِم ، و لكنّني أضربت عن ذلك صفحا ، بعد أن كنت أزمعتُ تذييل الموضوع به من قبلُ أصالةً ، فأحببت استذكاء نار الهمم ، للبحث عن معاني الغريب و الآبد ، حتى نخرج بإخواننا عن روتين ، البطالة و التعطيل ، و من تكأَّد تَوَقُّلَ الكُدَى ، قعدت به همته عن تَسَنُّمِ القُنَن ( القِمم ) ، و إن النّاس كانوا و ما عند أحدهم إضبارة مما يشرح الغريب ، و لا إضمامة مما يذلل الشّرود ، و لا في المحلة ( أخوهم جوجل ) ، و قد يبقون في قص آثر الآبد و الشارد أياما و ليالي طوالا
و ما ذلك نطلب منكم ، و قد تأبَّطَ أغلبنا ( مُليساء ) فيها نافذة إلى ( جوجل ) ، فتقتنص في الثانية الواحدة ـ أو بعضها ـ ، ما كانوا يكمنون له الليالي ذوات العدد
و اعذر أخاك غير معتذر ، إن المعاذير يشوبها الكذب ( كما قيل )

[[ العَالِمُ حَقًّا مَنْ أَرْضَعَ النَّاسَ مَخِيضَ السُّنَّةِ ، وَ أَلْقَمَهُمْ زَبَدَ الاتِّبَاعِ . وَ المُبْتَدِعُ مَنْ كَانَ رَضَاعُهُ ثَدْيَ الأَهْوَاءِ ، وَ نَبَاتُهُ الخِلَافُ وَ العَدَاءُ .
فَازْهَدْ فِي ثَدْيِ هَوًى وَ لَوْ كُنْتَ أَهْيَمَ حَرَّانَ ، فَلَرُبَّ ظَمَإٍ أَهْنَأُ عَاقِبَةً مِنْ رِيٍّ ]]



[[ اللِّسَانُ رِشَاءٌ فِي طَرَفِهِ سَجْلٌ عَظِيمٌ ، يُسْتَنْبَطُ بِهِ مِنْ رَكِيَّةِ القَلْبِ ، فَإِمَّا عَذْبٌ زُلَالٌ نَمِيرٌ ، وَ إِمَّا مِلْحٌ أُجَاجٌ آسِنٌ . فَإِنْ كَانَتِ الأُولَى ، فَانْزَعْ نَزْعًا شَدِيدًا ، وَ اسْقِ الفِئَامَ وَ الأُمَمَ ، وَ إِنْ كَانَتِ الأُخْرَى فَارْدِمِ الرَّكِيَّةَ ، وَ مَزِّقِ الرِّشَاءَ ، وَ خَرِّقِ الغَرْبَ ]]


[[ صَنَائِعُ البِرِّ أَغْلَالٌ فِي أَعْنَاقِ الأَحْرَارِ ، قُيُودٌ تَرْسُفُ فِيهَا عَرَاقِيبُ الأَبْرَارِ ، لَا يَفُكُّ إِصْرَهَا إِلَّا الرَّدُّ بِالمِثْلِ أَوْ بِالرِّبَى ، لَكِنَّهَا عِنْدَ مَعَاشِرِ اللِّئَامِ تَحْتَ أَخَامِصِ الأَقْدَامِ ، لَا تُرَدُّ
وَ لَا تُقَامُ ]]


[[ الدَّاعِي إِلَى السُّنَّةِ ، كَمَنْ يُؤْثِرُ الكَفِيفَ بِمُقْلَتَيْهِ ، حَتَّى يُبْصِرَ المَحَجَّةَ وَ السَّبِيلَ . وَ الدَّاعِي إَلَى البِدْعَةِ ، كَمَنْ يَرْمِي أَحْدَاقَ البُصَرَاءِ ، لِيَتَرَدَّوْا فِي الوِهَادِ وَ الأَخَادِيدِ .فَمَنِ ادَّرَعَ بِسَابِغَةٍ فَقَدْ نَجَى ، وَ مَنِ اسْتَتَرَ بِقَاصِرَةٍ فَقَدْ هَلَكَ ]]


[[ المُكْنَةُ فِي جَنَانِ الطَّالِبِ لِلْعِلْمِ ، كَالسَّعِيرِ فِي مَوْقِدِ القَيْنِ تَأْتَجُّ بِالوَقُودِ ، وَ تَهْمَدُ بِالقُعُودِ ، فاسْتَذْكِهَا بالقُطُونِ بَيْنَ الأَضَابِيرِ و الأَضَامِيمِ ]]


[[ إِخْدَارُ الذَّحَلِ فِي قَلْبِ المَرْءِ ، وَ انْتِضَادُهُ فِي تَضَاعِيفِهِ ، أَمْلَخُ لَهُ مِنِ اسْتِرَاطِ الزَّرْنِيخِ . وَ الزُّهْدُ فِي الفَانِيَّةِ وَ الرِّضَى بِالمُقَدَّرِ ، بَرَآءَةٌ مِنَ العَطَبِ ، وَ ابْتِلَالٌ مِنْ هَذَا الاعْتِلَالِ وَ ابْيِضَاضٌ مِنْهُ ]]


( جديد ) [[ لَا يُنَهْنِهَنَّكَ الوَكَفُ عَنِ التَّوَفُّقِ ، فَإِنَّ مَنْ تَكَأَّدَ تَوَقُّلَ الكُدَى ، جَزَّأَتْ بِهِ هِزَّتُهُ عَنْ تَسَنُّمِ القُنَنِ . و القَرَاحُ الشَّائِعُ ، أَمْرَأُ وَ أَفْرَتُ مِنَ المُعْتَكِرِ الرَّاكِدِ ]]


( جديد ) [[ الْتِكَادُ مَحَلِّ النِّحْرِيرِ الضَّلِيعِ مِنْ أَهْلِ السُّنِّةِ ، و الإِبَاءَةُ فِي بَلَدِهِ ، وَ الاسْتِجْنَانُ بِعِلْمِهِ وَ حِكْمَتِهِ ، أَمَنَةٌ ـ بَعْدَ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مِنَ الفِتَنِ وَ الدَّوَاهِي ، وَ أَرْجَى فِي إِدْرَاكِ بَوَاعِثِ الرُّسُوخِ وَ النَّبَاهَةِ وَ الإِفَادَةِ ]]


( جديد ) [[ مَنِ انْكَفَأَ عَنْ دَوْحَةِ السُّنَّةِ ، وَ تَرَدَّى فِي رَدْغَةِ الرَّفْضِ ، كَانَ كَمَنِ ابْتَاعَ الوَقِيصَ بِالنَّجِيبِ ، وَ اسْتَبْدَلَ الوَقِيذَ بِالذَّكِيِّ ، وَ بَعْزَقَ لُبَّهُ لِيَظْفَرَ بالهُتْرِ وَ الصَّفَلِ . فَلَا يَحْسَبَنَّ المَرْءُ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَفْلَحُوا وَ أَنْجَحُوا ، بَلْ بَاءُوا بِأَرْكَسِ البَيْعَتَينِ وَ أَوْكَسِ الصَّفْقَتَينِ ]]


( جديد ) [[ الأُخُوَّةُ فُسْطَاطٌ عَظِيمٌ ، تَرْفَعُهُ عُمُدٌ سِتَّةٌ : المَوَدَّةُ ، وَ التَّفَقُّدُ ، وَ الزِّيَارَةُ ، وَ النَّصِيحَةُ ، وَ الصِّدْقُ ، وَ الوَفَاءُ . وَ البَغْضْاءُ وَ التَّنَابُذُ وَ الغَيْبَةُ وَ الغِشُّ وَ الاخْتِلَاقُ وَ النَّكْثُ ، هَوَامُّ سِتٌّ تَنْخَرُ العُمُدَ ، وَ تَفُضُّ الفُسْطَاطَ ، وَ تُعْوِجُ الأَدَدَ ]]
( الفسطاط الأولى الخباء و الثانية الجماعة من الناس )


( جديد ) [[ البَرَكَةُ حَقِيقَةٌ لَطِيفَةٌ ، ذَاتُ مَعْنًى أَسْمَى مِنَ المَوْجُودِ ، وَ أَجَلُّ مِنَ الجَزِيلِ ، وَ أَرْقَى مِنَ الجَلِيلِ . وَ المَمْحَقَةُ كُنْهٌ يُضَادُّ ذَلِكَ وَ يُنَاقِضُهُ . وَ مَنْ عُدِمَ المَوْجُودَ وَ زُرِقَ اليُمْنَ ، فَمَا فَقَدَ شَيْئًا . وَ مَنْ وَجَدَ الوَافِرَ وَ افْتَقَدَ البَرَكَةَ فَمَا كَسَبَ شَيْئًا ]]


( جديد ) [[ عِنْدَمَا يُرْسَنُ الرُّعَاةُ وَ الكِلَابُ ، وَ تُطْلَقُ العَوَادِي وَ الذِّئَابُ . عِنْدَمَا يُجْذَمُ الفَلَّاحُ وَ يُقْطَعُ ، وَ يُحْبَسُ المَاءُ وَ يُمْنَعُ ، وَ يَنْمُو العُشْبُ وَ النَّجْمُ ، وَ يُصِيبُ الشَّجَرَ العُقْمُ ... فَاعْلَمْ أَنَّ القَطِيعَ إِلَى زَوَالٍ ، وَ أنَّ الضَّيْعَةَ إِلَى اضْمِحْلَالٍ .
عِنْدَمَا تُكَمَّمُ أَفْوَاهُ النَّاصِحِينَ ، وَ تُخَلَّى أَلْسِنَةُ الرُّوَيْبِضَاتِ وَ الأَفَّاكِينَ ، فَأَيْقِنْ أَنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرَمٍ ]]


( جديد ) [[ اعْتِيَاصُ التَّهْذِيبِ ، وَ إِعْضَالُ التَّأْدِيبِ ، يُنْبِئُ المَرْءَ بِبَلَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَ عَنَاءِ العُلَمَاءِ . وَ مَرْبَى العِلْمِ وَ العِبَادَةِ ، أَهْدَى وَ أَقْوَمُ مِنْ تَنْشِئَةِ الإِلْفِ وَ العَادَةِ ]]


( جديد ) [[ فَلْيَكُنْ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ كَالسَّبِيكَةِ المُذَهَّبَةِ إِنْ فُقِدَتْ تُفْتَقَدُ ، وَ إِنْ وُجِدَتْ تُصَانُ . وَ لَا يَكُنْ كَالخَشَبَةِ المُنَقَّبَةِ إِنْ عُدِمَتْ لَا تُفْتَقَدْ ، وَ إِنْ أُلْفِيَتْ تُهَانُ ]]


( جديد ) [[ القَصْدُ فِي المَعَاشِ ، وَ التَّوَاضُعُ فِي اللِّبَاسِ ، وَ الأَدَبُ بَيْنَ النَّاسِ ، مَطِيَّةٌ إِلَى العِزِّ وَ الصِّيَانَةِ . وَ أَيْسَرُ سَبِيلٍ إِلَى الذُّلِّ وَ المَهَانَةِ ، القَرْضُ وَ الاسْتِدَانَةُ ]]


( جديد ) [[ لَيْسَ شَيْءٌ يَفْتَحُ عَلَى المُبْتَدِعِ أَبْوَابَ الحَيْرَةِ وَيَسْتَدِرُّ مِنْهُ عَرَقَ الخَجَلِ، مِنْ إِلْزَامِكَ إِيَّاهُ ذِكْرَ المَأْخَذِ وَالدَّلِيلِ، عَلَى كُلِّ وَارِدَةٍ يُورِدُهَا وَصَادِرَةٍ يُصْدِرُهَا. فَإِنَّ الأَهْوَاءَ تَنْفِرُ مِنْ ذَلِكَ وَتَفِرُّ، وَأَهْلُهَا أُولِي شَرَدٍ وَجُفُولٍ. فَلاَ أَحَدَ أَبْغَضُ عِنْدَهُمْ مِنَ المُتَّبِعِ الفَطِنِ، وَلَا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ الخَاضِعِ البَلِيدِ ]]


( جديد ) [[ الدَّعْوَةُ إِلَى الحَقِّ إِذَا كَانَتْ خَلِيَّةً عَنِ الرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ بَاءَتْ بِالفَشَلِ وَآبَ صَاحِبُهَا بِالمَلَلِ وَالذَّحَلِ وَاسْتِحْضَارُ النِّيَّةُ رَأْسُ الظَّفَرِ ]]

و أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

بقلم العبد المقصّر :
أبي عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبـــلبالة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 09 Sep 2017 الساعة 09:21 AM
رد مع اقتباس