عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 21 Jan 2018, 02:45 PM
إبراهيم بويران إبراهيم بويران غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 313
افتراضي

بارك الله في أنفاس شيخنا عبد المجيد جمعة و في علمه و ألبسه لباس الصحة و العافية، و زاده من فضله، فقد لقن القوم دروسًا في مجالات كثيرة .

و إن من إفرازات هذه الفتنة ما لوحظ على القوم من انتهاجهم نهج السرية و التكاتم على طريقة المنحرفين، مخالفين لمعلمٍ سلفيٍّ عظيم و ميزةٍ سُنِّيَّة أثرية ألا وهي: الوضوح في الدعوة إلى الله.
فإنه و بعد استقراء كتاباتهم و مداخلاتهم و تعليقاتهم من بداية فتنتهم إلى اليوم، وجدناهم يُفرِّقون بين الكلام في الخاص و للخواص في المجموعات المغلقة و المجالس السرية، وبين الكلام في العام و للعموم، و بين الكلام في السِّر لمن هم على شاكلتهم و الكلام في العلانية؟، و بين الكلام في الوجه، و الكلام في الظهر! فمن ذلك: ما جاء في رد شيخنا على حمودة في الحلقة الثانية منه، قال:
سادسا: قوله بعدما نقل كلامي: «كذا قال: «كلام خاص في مجموعة مغلقة» هل صارت الدعوة السلفية صوفية إخوانية..» قال حمودة: « فهذا من المدهشات، لأنّ من العلم المستفيض الذي لا يخفى على من هو دونك بمراحل أنّ من العلم ما لا يجوز أن يحدّث به عامة الناس، وقد بوّب البخاري رحمه الله على ذلك: «باب من خصّ بالعلم قوما دون آخرين كراهية أن لا يفهموا » .
* -2- و كما في كلام حمودة الذي سبق نقد شيخنا له في الحلقة الأولى من الجواب حيث قال: « فأنا لم أظهر له اعتراضا، بل أظهرت الموافقة حتى أتجنّب المواجهة معه» قال شيخنا في جوابه بأن هذه مداهنة مذمومة؛ و أنها ضرب من النفاق؛ و ذلك لإظهار الرجل خلافَ ما يبطن .
* -3- و من ذلك قول حمودة ناقلًا اعتذار صاحبه مرابط عن بعض ما صدر منه مُقرًّا له من غير نكير: « قد كلمت أبا معاذ، وأخبرني أنه كلام خاص في مجموعة مغلقة، وقد أساء بعضهم فهمه، وخان أمانة المجموعة مَن نقله إليكم » .
*-4- و من ذلك: اعتذار حمودة لصاحبه مرابط في طعنه الصريح القبيح في شيخنا العلامة محمد علي فركوس قائلًا: « الكلام الذي نُشر لأخي محمد مرابط في الشيخ فركوس حفظه الله خطأ واضح، عليه أن يتداركه ، مع اعتقادي أنه لا يتكلم بمثله علنًا!! و إنما اعتدى من اعتدى على خصوصيته فنشر كلامه! » .
فالرجل لا يتكلم بمثل هذا الطعن القبيح في شيخنا فركوس علنًا، لكنه في الخاص للخواص قد أطلق حبله في ذلك على غاربه .
* -5- و من ذلك قول مرابط في تغريدةٍ له: « أرادوا إقناع الناس بأن مرابط يطعن في المشايخ فما وجدوا إلى ذلك سبيلا! لأن مقالاته و كتاباته شاهدة على كذبهم و بغيهم، فعمدوا إلى طرق حزبية مقيتة و اجتهدوا في إخراج الخاص..»، فمرابط له وجهان في التعامل مع مشايخنا! وجهٌ في العام ترجمه في منشوراته و كتاباته، و هو الوجه المشرق، و وجهٌ في الخاص مُخالفٌ لوجهه في العام و هو الوجه المظلم،و له نحو هذا الكلام في مقاله الذي أظهر فيه اعتذاره البارد من الطعن في الشيخ فركوس.
و كما يرى القارئ بأن كل هذه المكنونات التي أخفوها في الخاص، و مجالسهم السرية، ما هي إلا قناعات بأفكارٍ باطلة و مواقف مُخزية من علمائنا و مجموعة من الطعونات الغادرة في ظهورهم، مع إظهارهم خلاف ذلك .
ثم اعجب منهم كيف يعدُّون ذلك من العلم الذي يجوز في الشرع تخصيص بعض الناس به دون آخرين! فهذا خالد حمودة يقول في جوابه لشيخنا عبد المجيد : « لأنَّ من العلم المستفيض الذي لا يخفى على مَنْ هو دونك بمراحل أنَّ من العلم ما لا يجوز أن يُحَدَّث به عامَّة الناس، وقد بوَّب البخاري رحمه الله على ذلك: «باب من خصَّ بالعلم قومًا دون آخرين كراهية أن لا يفهموا»! فبعضُ الكلام وإن كان الرجلُ يعتقد أنه حق فإنه إن خشي مفسدة من إذاعته في عامَّة الناس لم يكن له أن يفعل..».
و قد سبق خالدًا إلى هذا الهراء صاحبه مرابط فقد قال في مقاله " التوضيحات لما انتقده الشيخ جمعة من المنشورات":« غفر الله لي و لشيخنا جمعة كيف اعتبر الكلام الخاص دعوة صوفية إخوانية و قد علم من دين الله أن ما يُقال لخاصة الناس لا يُقال لعامتهم، و أن من المسائل ما لا تطرح إلا على خاصة الخاصة، و من أصول هذا الباب ما أورده الإمام البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه تحت باب " باب من خصَّ بالعلم قومًا دون آخرين كراهية أن لا يفهموا " ثم أورد تحته أثر علي رضي الله عنه:« حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكذب الله و رسوله»، و كذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه كما في " مقدمة مسلم":« ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة »انتهى .
فالقوم يرون صنيعهم هذا من العلم الذي يجوز كتمانه درءًا للمفسدة و رعايةً للمصلحة! تسميةً منهم للأشياء بغير اسمها، كأنهم يخاطبون ناسًا بلا عقول! بل و الله إنه لمن الشَّر و الباطل و الفساد و من تأسيس الضلال و تبييت الفتنة، الذي خشيتم إن اطلع عليه الناس أن يُفضح أمرُكم و يقف الناس على حقيقتكم، فتكاتمتموه!، لكن يأبى الله إلا فضيحة من كان هذا حاله، فها هو مرابط و قد فضحه الله في جوف بيته من وراء جهازِه، و هو يطعن في ريحانة الجزائر و عالمها الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله .
صدق القائل:
و مهما تكن عند امرئ من خليقةٍ * * * يخالها تخفى على الناس تُعلمِ
إنَّ كثرة اعتذاراتكم لأنفسكم و لمن هو على شاكلتكم بهذه الأساليب الخسيسة لدفع ما ثبت تورُّط صاحبكم فيه من الطعن في ريحانة الجزائر، و غيره من المشايخ الفضلاء، إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أنه منهجٌ سلكتموه، و أصل تبنَّيتموه عليه تمشون و تسيرون، يقوم على السِّريَّة و التَّكتُّم، و اختلاف الوجوه .
فهل نأمنكم بعد هذا؟! و قد عُرف عنكم تعدُّد الوجوه المتغايرة، و مخالفة ما تُسرُّون لما تُعلنون، و ما تُخفون لما تُظهرون؟! فهذا أسلوبٌ لا يعرفه السلفيون و إنما عُرف عن أهل البدع من الإخوان المسلمين و غيرهم،! فهذا أحد كبار مُنظِّري جماعة الإخوان يقول في كتابه " المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين (ص292): « أ- كل ما يدور ويجري بينك وبين إخوانك سرّ لاينبغي أن يطلع عليه أحد مهما كانت قرابته أو صداقته أو أخوته أو اعتباره..، و ليست المدرسة أو مكان العمل أو مكان التجمع صالحا للكلام في الأمور السرية أو الخاصة »انتهى .
و في هذا الكلام نجد مصداق قول من قال من السلف :« إذا رأيت قومًا يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة »، كما نجد تصديقه فيما كان يتناجى به مرابط و من على شاكلته من الطعون في الشيخ فركوس و غيره من المشايخ الأخيار، و ما كانوا يتكاتمون به في مجموعتهم المغلقة، و اجتماعاتهم السِّريَّة، و على الخاصِّ في هواتفهم. .
قال العلامة النجمي رحمه الله :« فما هو الداعي إلى السرية؟! إلا أن عندهم في دعوتهم أمور غير تعليم الأحكام الشرعية يريدون التكتّم عليها حتى يصلوا إلى مآربهم » [ "المورد العذب " (ص246)].
نعم؛ ليس ثمة داع إلا السرية و التكتم سيما ممن ينسب نفسه للسلفية إلا أن عنده أمورًا باطلة و أشياء منكرة يتكتم عليها .
وقال العلامة زيد المدخلي رحمه الله و هو يُعدِّد ميزات علماء السنة: « وضوح الانطلاق والسير في عمل الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا سرية ولا تكتلات مخفية، ولا تجمعات خاصة في غياهب الظلام في فلوات الأرض أو تحت كهوف الجبال كما يفعله الحزبيون والحركيون في كل بلد من بلدان المسلمين..»[ " قطوف من نعوت السلف "(ص9) ].
فهذا التكتم مناف للوضوح الذي يعتبر من معالم و ميزات الدعوة السلفية، و لا يمتُّ بصلةٍ للطريقة السُّنِّية المرضية، و إنما هو كما قال العلامة زيد المدخلي رحمه الله: من فعل الحزبيين و الحركيين .
و هذه إحدى جنايات مرابط و من على شاكلته على الأصول السلفية، و سيأتي ما بقي من ذلك في حينه بإذن الله تعالى .
ملاحظة: هذه المداخلة كتبتها بهذا الشكل و في هذا الموضع بإذنٍ من شيخنا الجليل عبد المجيد جمعة حفظه الله .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس