11 Mar 2012, 06:58 AM
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
التنديد بما عليه العربي عبد الحميد من الطعن على الشيخين عبد الغني وعبد المجيد.
كتب هذه القصيدة: الشاعر عبد الرحمن الزيتوني وفقه الله.
14 ربيع الثاني 1433 هـ، الموافق لــ: 07 مارس 2012.
بمدينة قسنطينة
لا شيء يدعو إلى التلفيقِ والكذب *** فقد فُضِحتَ وربِّ العرشِ يا عربي
هوِّن عليك فما أنت الفقيه ولا *** أنت المُحدِّث بالأسفارِ والكُتُبِ
ما للكثير من العِلمِ احتياجُك إذْ *** تحتاجُ نزْرًا من الأخلاقِ والأدَبِ
إذا اعتزَيْتَ إلى أهلِ الحديثِ فيا *** بئسَ النَّسيبُ ويا للزورِ في النَّسَبِ
أهلُ الحديثِ لهم سَمتٌ يُزَيِّنُهم *** عن الخُصومةِ والتَّهريجِ والصَّخَبِ
أهلُ الحديثِ أضِنَّاءٌ بوَقتهمُ *** فلا يُقَضُّونَ وقتَ الجِدِّ في اللَّعِبِ
أهلُ الحديثِ أيا عبدَ الحميدِ إذا *** ما كُنتَ منهم فهذا أعجَبُ العَجَبِ
حتَّام تبقى تلوكُ البُزلَ تمضغُهم ***تزلُّفًا لِطَخاريرٍ من الرُّقُبِ
بالأمسِ جمعةُ قد أتعبتَ ساعِدهُ *** حين اعتلاكَ بسيفِ الحقِّ والشُّهُبِ
واليومَ عَوْساتُ قد أثقَلتَ كاهِلَه *** لكنْ وقعتَ مع الحُسَّادِ في العَطَبِ
وما فتِئتَ تعيبُ الشَّيخَ عالمَنا *** عبدَ المجيدِ بألوانٍ منَ العِيَبِ
وقُلتَ عنه أماتَ العِلمَ مُعتمِدًا *** بسبعَةٍ يا لحاكَ اللهُ مِن ذَرِبِ (*)
حسَدْتَهُ إذ أتاهُ اللهُ منزِلَةً *** في العِلمِ والحِلمِ تعلو موضِعَ القِبَبِ
فلو حضَرتَ هُنا يومًا رأيتَ لهُ *** سعيًا حثيثًا يُصيبُ الهامَ بالنَّصَبِ
ولو رأيتَ دُروسَ الشَّيخِ عامرةً *** بالفِقهِ تُنسيكَ حُبَّ المالِ والذَّهَبِ
كشرحِهِ العِلمَ للجُعفِيِّ تحسَبُه *** غَيثًا يُنَزَّلُ مِدرارًا مِن السُّحُبِ
وشرحِ جامِعِ أخلاقِ الخطيبِ، به *** قضاءُ ما تشتهيه النَّفسُ مِن أرَبِ
أمَّا قلائدُ مِفتاحِ الوصولِ فلا *** عليك تشبيهُ تلك الخَرْزِ بالرُّطَبِ
ولو رأيتَ جُموعَ الخيرِ شاخِصةً *** أبصارُها بِفِناءٍ واسِعٍ رَحَبِ
ولو شهِدتَ شُهودَ الشَّهدِ في صَبَبٍ *** لِنيلِهِ ولِقَطْفِ الكَوزِ والعِنَبِ
إذً لهالَكَ مِن هولِ الطَّليعةِ ما *** يُصيبُ رأسَكَ بالأهوالِ والكُرَبِ
أثنى على الشَّيخِ أعلامُ الهُداةِ كما *** ثنى الأفاضِلُ في ناديهِ بالرُّكَبِ
فأين سعيُك في نشرِ العُلومِ أفي *** طعنٍ وقَدحٍ ولَمزِ الشَّيخِ بالرِّيَبِ
وعُدتَ تطعنُ بالشَّيخِ البَصيرِ فذا *** عبدُ الغنِيِّ إذا يُفتيكَ يَضطَرِبِ
إنِّي أظُنُّ وبعضُ النَّاسِ راجِحةٌ *** فيه الظُّنونُ لقد أوتيتَ مِن كَلَبِ
عبدُ الغنِيِّ على ثَغرِ الجِهادِ غدا *** كالماءِ يُطفئُ حرَّ النَّارِ واللَّهَبِ
عبدُ الغَنِيِّ كإصليتِ السُّيوفِ فهَل *** تُواجِهونَ سُيوفَ الهِندِ بالخَشَبِ
عَوساتُ رأسٌ وحَجُّوطِيُّكُم ذَنَبٌ *** وهلْ يُقارَنُ رأسُ الشَّيءِ بالذَّنَبِ!
مالي أراكَ أخا حَجُّوطَ مُنحنِيًا *** تقيءُ مأكولَ ذاك الهالِكِ الحلَبي
تسعى بجَهدِكَ خَلفَ التزَّكِياتِ إلى *** بعضِ المشايخِ في لهثٍ وفي خَبَبِ
وما يُزَكِّيكَ إلا ما تُقدِّمُه *** من المحامِدِ والأفعالِ والقُرَبِ
إن أنسَ أنَّكَ شيخُ الإحتيالِ فما *** أنسَ انتِحالَكَ رَسمَ الإسمِ واللَّقَبِ
وحاسِدُ النَّاسِ لا تبقى محاسِنُه *** كالنَّارِ تأكُلُ مُخَّ العودِ والحَطَبِ
وكُلُّ نفسٍ لها في حَشوِها حسدٌ *** وليس يُخفيهِ إلا كُلُّ مُنتجَبِ
ما كُنتُ أرغبُ يومًا أن أُقلِّدَكُم *** قِلادَةَ السُّوءِ تحكي أخبثَ السُّخُبِ
لكن رأيتُ بنادي الشَّرِّ مهزلةً *** فيها قد امتزجَ التلبيسُ بالكذِبِ
فاربَأْ بنفسِكَ يا عبد الحميدِ وعُدْ *** إلى رُبَى السُّنَّةِ الغرَّاءِ ولْتَتُبِ
الصِّدقَ فالزَمْ رعاكَ اللهُ مُشتمِلا *** بثوبِهِ وعلى الآدابِ فانتَحِبِ
قد ينفَعُ الأدبُ الشُّبَّانَ في صِغَرٍ *** وليس في الشَّيبِ تُغري النَّفسَ بالأدبِ
إن لم تُفِدْ من كِتابِ اللهِ موعِظةً *** فلن تُفيدَ من الأشعارِ والخُطَبِ
والحمدُ لله ما هبَّ الصَّبا وبدا *** نَجمٌ وما غرَّدَ القِمْرِيُّ مِن طَرَبِ
(*)- قال في لسان العرب: (الذَّرِبُ اللسانِ: الفاحشُ البدِيُّ الذي لا يُبالي ما قال).
|