عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 14 Jan 2014, 09:40 PM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي

الحب في الله تعالى أوثق عرى الإيمان ، وهو منحة من الله لا يشترى بالمال ، قال تعالى في بيان فضله على عباده المتحابين (( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) .
و قد جعل الله الحب في الله سببا للنجاة من النَّار و دخول الجنَّة ، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )) .
والعجلة آفة خطيرة، طُبع الإنسان عليها، تتطلب في معالجتها جهداً ومجاهدة وصبراً ومصابرة ، قال الله تعالى: (( خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ )) الأنبياء: 37 ، وقال تعالى : (( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) الإسراء: 11 .
أي : طبعه العجلة ، فيعجل بسؤال الشر كما يعجل بسؤال الخير، وقيل " يُؤثر العاجل وإن قلَّ، على الآجل وإن جلَّ " قاله القرطبي في تفسيره.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «
التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَا شَيْءٌ أَكْثَرَ مَعَاذِيرَ مِنَ اللَّهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْحَمْدِ)) . رواه البيهقي في الكبير والصغير وشعب الإيمان ، والموصلي في مسنده ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع 3011

فالشيطان يدفع الإنسان إلى العجلة والاستعجال دون النظر إلى المآلات .
قال بكر بن عبد الله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: "
إيَّاك من الكلام ما إن أصبتَ فيه لَم تُؤجَر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظنِّ بأخيك " .

اللهم بصرنا بعيوبنا ونق صدورنا وقلوبنا واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر واختم بالصالحات أعمالنا .


التعديل الأخير تم بواسطة مراد براهيمي ; 14 Jan 2014 الساعة 09:44 PM