عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 05 Aug 2013, 12:29 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

ثامنا : قصة العنكبوت التي سدت الغار الذي كان الرسول صلى الله عليه و سلم يختبئ فيه
انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار، و جاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه و سلم ، و كانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت ، قالوا لم يدخله أحد ، و كان النبي صلى الله عليه و سلم قائما يصلي و أبو بكر يترقب ، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه و سلم : فداك أبي و أمي هؤلاء قومك يطلبونك ، و أما و الله ما على نفسي أبكي ، و لكن مخافة أن أرى فيك ما أكره ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا تحزن إن الله معنا)
درجة الحديث :قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : ضعيف
المصدر : السلسلة الضعيفة (3/260-264) برقم (1129)([1]).
قال رحمه الله : '' أخرجه الحافظ أبو بكر القاضي في مسند أبي بكر (ق 91/1-2): حدثنا بشار الخفاف قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني قال :حدثنا المعلى بن زياد عن الحسن قال: فذكره.
قلت : - أي الشيخ الألباني - : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن الحسن هو البصري و هو تابعي كثير الإرسال و التدليس .
و الأخرى : ضعف الخفاف ، و هو بشار بن موسى أورده الذهبي في الضعفاء.''إ.هـ
الحديث الثاني حول العنكبوت
حديث : (جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا , فإنها نسجت علي وعليك يا أبا بكر في الغار , حتى لم يرنا المشركون ولم يصلوا إلينا) .
درجة الحديث : منكر .
المصدر السلسلة الضعيفة للألباني .
قال الألباني رحمه الله :'' منكر . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي وقال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي والمطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال : أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال : أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها وقال : فذكره . قال الديلمي : وأنا أحبها منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
قلت- أي الشيخ الألباني - : أما أنا فلا أحبها ولا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , بل هومنكر إن لم يكن موضوعا , وإن سكت عليه السيوطي في " الجامع الكبير " , لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه الخطيب وقال : " في رواياته غرائب ومناكير وعجائب " . ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال :" كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا . قال : وكان أبوعبد الله بن منده سيىء الرأي فيه , وما أراه كان يتعمد الكذب في فضله " . وقال الذهبي : " روى حديثا ما له أصل , سلسله بالشعراء , منهم الفرزدق " . قلت : والحديث المشار إليه رواه الخطيب وشيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه , ولعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم الخطيب فيما تقدم . وفي من دونه جماعة لم أعرفهم . واعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , فكن من ذلك على علم''([2]).
و سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور؟:
فأجاب الشيخ: '' لا، يذكر المؤرخون: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حين اختفىٰ في غارِ ثور عشَّشت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة علىٰ غُصنِ شجرة؛ وهٰذا كذب لا صحة له، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل، أي إنسان تُعشِّش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول: ما في أحد؛ لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه؛ ولهٰذا قال أبو بكر: (يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلىٰ قدَمِهِ لأبْصَرَنا)؛ لأنَّه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور.
ولهٰذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الوزغ يُقتل لأنَّه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهٰذه تُكرَم؛ فنقول: لا، العنكبوت تُقتَل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتُقتل؛ بل في حديث لٰكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت'' ([3]).

- يتبع -
======
[1]: و انظر كذلك : التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث لبكر أبي زيد (133)
[2]: الضعيفة للألباني (3/337-338-339) برقم (1189).
[3]: من لقاء الباب المفتوح : ( 229 /السؤال: 04) / للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.

رد مع اقتباس