عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 04 Aug 2013, 06:05 AM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

سابعا: ظهور هند رضي الله عنها في ذلك المظهر المريب و ما السر من وراء ذلك !!؟؟
إن المتأمل في هذا الفيلم بعين البصيرة يلاحظا شيئا مثيرا للاهتمام ، و كيف لا يلاحظه و كل مشاهد الفيلم تركز على ذلك الشيء المريب ألا و هو ظهور هند بنت عتبة رضي الله عنها في مظهر وحشي و كأنها ليست صحابية جليلة فإلى الله المشتكى.
و الآن سنحاول استحضار المشاهد التي صورت غيها هند رضي الله عنها ثم نتبعها بالتعليق :
أولا : تصوير هند على أنها تسر الحقد لآل البيت
بعد تلك المعارك التي خاضها المسلمين مع المشركين و بعد رجوع الكفار إلى مكة بدأ الصراخ و البكاء والعويل و النعي في كل مكان ، و لكن الشيء المحير لما كل هذا التركيز على هند بنت عتبة رضي الله عنها ؟ ، فقد ظهرت في صورة دنيئة و خبيثة جدا ، تضرب الأبواب و تصرخ بكل صوتها و كأنها وحش مفترس ، صرخات تدل على أن صاحبه يريد الإنتقام من شيء ما ، و المتأمل في تلك الصرخات يجد ذكر لبعض الأسماء مثل قولها : محمد، حمزة ، علي ... !!! و الآن أيها المشاهد المثقف!!! اطرح هذا السؤال على نفسك و حاول الإجابة عنه بكل إنصاف وقل : من هؤلاء الذين ذكروا '' محمد ، علي ، حمزة '' ؟؟ ثم أجب بقولك : آآآه '' آل البيت ، آل البيت '' و حينها ستدري أن تلك الأسماء التي تريد هند الإنتقام منها تتمثل في آل البيت ، وهذا ما يريده الروافض الأنجاس ، فهذا المشهد المقزز يشعرك أيها المشاهد المثقف في دينه!!! بأن هندا - رضي الله عنها رغم أنوف الروافض- تكن العداوة لآل البيت الذين قتلوا أباها وأخاها وعمها في غزوة بدر!! فالعاقل يدرك مدى كره الرافضة لهذه الصحابية و لزوجها و ابنها معاوية رضي الله عنهم جميعا و لهذا صورت في هذا المشهد حتى تُرسخ في أذهان الناس أن هندا رضي الله عنها تكيد لآل البيت خصوصا و للمسلمين عموما و إلى الله المشتكى.
ثانيا : إظهار هند رضي الله عنها في مظهر الفاجرة التي تجالس الرجال
فهذا المظهر لا يليق بصحابية جليلة آمنت و بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لكن أعداء الإسلام لوثوا مظهرها و صوروها على أنها الفاجرة التي تقهقه بضحكاتها مع الرجال دون حياء و تجالسهم و تبدي رأيها و غيرها من الأكاذيب ، ألا تعلم أيها المشاهد المثقف أنه لما أمر الله النبي صلى الله عليه وسلمأن يبايع النساء أخذ يبايعهن على أن لا يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، وعندما قال لهن النبيصلى الله عليه وسلمبايعن على أن لا تزنين، قالت: هند بنت عتبة رضي الله عنها : '' أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟!'' وفي رواية ( أفٍّ، أو تَزْنِي الْحُرَّةُ؟!)([1]).
تأمل هذا الحديث رحمك الله ، فهند رضي الله عنها استغربت هذا الأمر و استنكرته بقولها : أو تزني الحرة ؟! و هذا يدل على عفتها رضي الله عنها فكيف تصور أنها تخالط الرجال و تقهقه معهم ، فهند رضي الله عنها الصحابية العفيفة الحرة تعد أفضل مثالٍ لكل عفيفة طاهرة التي تأبي إلا أن يخدش حياؤها و يُسلب عفافها ، فلما لم تتفطن لهذا الكيد الرافضي أيها المثقف ؟ أم أنك جاهلٌ بهذا الحديث ؟ أم أنك تتبع كل ناعق ؟ أم أنك حاطب ليل تجمع الغث مع السمين و مع الحطب حية و مع الذرة بعرة ؟
ثالثا : إظهار ها على أنها رأس الحربة في غزوة أحد

ثم بعد ما صور من مشهد خبيث و بعد ما شوهوها بقتل حمزة رضي الله عنه و أكل كبده !! يأتي الطعن من جهة أخرى ، ففي غزة أحد التي صورها الفيلم رُكز على أمر أساسي و هو إظهار هند رضي الله عنها على أنها هي قائدة الجيوش ، واقفة على صهوة جوادها تدور بين الجيشين وتلقي الأشعار و الجيش المشرك يهتف لها بصوة عالٍ ، ثم بعد اشتعال المعركة و بعد سقوط راية كانت هند التي تريد الإنتقام بكل ما تملك هي التي أخذت الراية وأعطتها للمنهزمين الفارين من المشركين ، كما صورت على أنها كانت تحث الفارين من على الثبات و البقاء في القتال !!!.
قلت : هكذا فعل الأرجاس بهذه الصحابية فما أقبحها من مكيدة ، و للتنبيه فنحن لا ننكر ما فعلته هند رضي الله عنها و لكن هل هند وحدها من كانت في تلك المعركة أم أن هناك من شاركها من النساء؟ و هل صحيح أن هندا هي التي حملت راية المشركين ؟ الجواب عند أهل السير فقد قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال حسَّان بن ثابت في شأن عمرة بنت علقمة الحارثية ورفعها اللواء ‏‏:‏‏
إذا عضل سيقت إلينا كأنها * جداية شرك معلمات الحواجب
أقمنا لهم طعنا مبيرا منكلا * وحزناهم بالضرب من كل جانب
‏فلولا لواء الحارثية أصبحوا * يباعون في الأسواق بيع الجلائب ([2])
فهل أجبتك أيها المثقف ؟ أظن أن الغبش قد زال عنك و اتضح لك الطريق بأن التي حملت الراية ليست هند رضي الله عنها بل هي عمرة بنت علقمة الحارثية ، فلِما أقحمت هند يا ترى ؟ أترك الإجابة لك أخي المثقف.
و من هنا يتبين جليا أن هندا لم تكن المرأة الوحيدة المتواجدة في الغزوة فقد حضر كثير من المشركات مع الجيش المشرك ، كما حضرت مجموعة من الصحابيات مع جيش النبي صلى الله عليه وسلم .
و هكذا فلنقل قد نجح الروافض في إظهار هند بما أرادوها لها فالله حسيبهم .

-يتبع -

======

[1]: أخرجه ابن سعد في الطبقات(8/9) و الحديث أصله في الصحيحين.
[2]: السيرة لابن هشام.

رد مع اقتباس