عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 04 Aug 2013, 06:01 AM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

سادسا: قصّة أكل هند رضي الله عنها كبد حمزة رضي الله عنه
قال الإمام أحمد في مسنده : حدّثنا عفّان حدّثنا حمّاد حدّثنا عطاء بن السّائب عن الشّعبي عن ابن مسعود قال : (أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين ، يجهزن على جرحى المسلمين ...... إلى أن قال : ... فنظروا فإذا حمزة قَد بُقِرَ بطنُه ، و أخذت هندُ كبده فَلاَكَتْهَا ، فلم تستطع أن تمضغها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أكلت شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : ما كان الله ليُدخلَ شيّئًا من حمزة في النّار)([1])
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:" تفرّد به أحمد ، و هذا إسنادٌ فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب''.([2])
و في الحديث نكارة و هي لفظ : ( ما كان الله ليُدخلَ شيّئًا من حمزة في النّار) ، لأنّ هندًا رضي الله عنها أسلمت ، فكيف يُحكم على هند بأنها من أصحاب النار ، و الإسلامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَه ؟. ، و لو سلمنا جدلا فليس في القصة ما يثبت أن هندا من أهل النار كما تصور الرافضة فمعنى قول : ( ما كان الله ليُدخلَ شيّئًا من حمزة في النّار) أي : لو ماتت على كُفرها قبل أن تُسلِم.
و قال الشّيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على فقه السّيرة ( ص:279-280 ) الحاشية رقم (02) : '' و فيه حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب و قد سمع منه في حالة الإختلاط كما سمع منه قبلها و لهذا قال الحافظ ابن كثير(4/41) : (هذا إسناد فيه ضعف )و هذا هو الصّواب ، خلافا لقول الشيخ أحمد محمد شاكر : إنه صحيح .... ثم قال الشيخ الألباني عن الشيخ أحمد شاكر : و قد صحح فضيلة الشيخ في تعليقه على المسند و غيره . كلها من هذا الطريق . فليتنبه لهذا''. إنتهى كلامه رحمه الله.
ثمّ إنّ الرّاوي عن ابن مسعود هو عامر بن شراحيل الشّعبي ، و لم يسمع من ابن مسعود كما قال ذلك
[الحاكم في علومه : '' و لم يسمع من عائشة ، و لا من ابن مسعود .... '' ، و قال الدارقطني في سؤالات حمزة : '' لم يسمع من ابن مسعود و إنما رآه رؤية '' ، و حكى ابن أبي حاتم في المراسيل عن ابن معين : '' الشعبي عن عائشة مرسل .قال : و قال أبي : لا يمكن أن يكون سمع من أسامة و لا أدرك الفضل بن عباس ، و لم يسمع من ابن مسعود ... '']([3])
و الذي سمع منه الشعبي هو أبو مسعود الأنصاري كما جاء عند ابن حجر في التهذيب ([4]) و فرق بين أَبو مسعود الأنصاريّ، عقبة بن عمرو بن ثعلبة البدري و بين عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري ، فكلاهما صحابيان جليلان و الذي سمع منه الشعبي كما مر هو أبو مسعود الأنصاري و ليس عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما ، فالشعبي رأى ابن مسعود و لكن لم يروي عنه كما مر معنا و الله أعلم.

- يتبع -
========
[1]: انظرالمسند (6\191 -192) برقم ( 4414) بتحقيق العلامة أحمد شاكر رحمه الله .
[2]: البداية و النّهاية (4\41).
[3]: انظر التهذيب لابن حجر (2/265).
[4]: المصدر السابق (2/264).


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 04 Aug 2013 الساعة 06:03 AM
رد مع اقتباس