عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04 Aug 2013, 05:38 AM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

أولا: تزوير الحقائق و عدم ظهور عمر رضي الله عنه غموض يثيرالريبة

إن ما وقع في هذا الفيلم من تزوير للحقائق و تشويه للأحداث لأمر محزن يندى له الجبين ، و العجب ممن يزعمون أنهم مثقفون في الدين !!! لم ينتبهوا لهذا القلب الفضيع للحقائق ، و الأمر الذي أريده هنا أمر مهم جدا يخفي من وراءه أشياء كثيرة خاصة في عدم ظهور الفاروق رضي الله عنه في الفيلم بل لم يتعرضوا له إلا في موقف واحد عند الهجرة علق معلق على الفيلم و ذكر أسماء المهاجرين و بدأ بعثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ذكر بعض الصحابة و ذكر عمر و انتهى الأمر و من هنا يبدو جليا إهمال شخصية عمر التي كان لها الأثر البليغ في تاريخ الإسلام و لكن الفيلم صور أن عمر لا علاقة له بما جرى في الإسلام و ذلك بتشويه الوقائع و عرضها على أنها هي الأصل و ما هذا إلا من كيد الروافض عليهم لعنة الله.
الواقعة الأولى
بعد انتهاء غزوة بدر ، ظهر عمار بن ياسر رضي الله عنه و معه أسرى و دار الحوار التالي :
(حمزة بن أبي طالب رضي الله عنه : رسول الله لا يرضى أن تقيدوا الأسرى.
عمار بن ياسر رضي الله عنه : لو كنا مكانهم لقتلونا.
حمزة رضي الله عنه : علينا أن نتبع وصايا رسول الله في الأسرى ، لا تسحبوهم مربوطين ، قاسموهم زادكم ، من يعرف القراءة والكتابة يعلم عشرة من المسلمين لقاء حريته!!).
إنتهى الحوار الذي دار بين هذين الصحابيان الجليلان رضي الله عنهما حول أسرى غزوة بدر ، و لكن هل هذه الواقعة صحيحة ؟ أم أنها نسج من الخيال ؟ الجواب : أسرى بدر لا ينكرها إلى جاهل و هذه الحادثة ذكرت في القرآن الكريم ، قال الله تعالى : (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ*)[الأنفال :67-68]. فهذا واضح لا مرية فيه ، و لكن هذه الآية نزلت تؤيد صحابي آخر غير حمزة و عمار !!! فمن هو يا ترى ؟
أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أنه قال :'' فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟! " قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ، قلت : يا رسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله : " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " [الأنفال : 67–69] ، فأحل الله الغنيمة لهم([1]).
أقول : هكذا جاء في صحيح مسلم الذي يعد أصح كتاب بعد صحيح البخاري ، و لم يُذكر حمزة و عمار بن ياسر في الحديث إطلاقا بل الذي ذكرا هما الشيخان الجليلان أبوبكر و عمر رضي الله عنهما ، و من هنا يتضح بغض الرافضة لهذين الصحابيان و لهذا عمدوا حذفهم من القصة و استبدالهما بحمزة و عمار رضي الله عنهما ، ثم لم حمزة و عمار بالذات ؟ الجواب لأن حمزة من آل البيت و عمار من شيعة علي رضي الله عنه ، فالرافضة كما تعلم تكفر كل الصحابة إلا نفر قليل منهم و هؤلاء الذين ظهروا في الفيلم هم الذين لا تكفرهم و قد ركزت على أنهم كانوا هم دون سواهم قادة الجيوش و حماة النبي صلى الله عليهم و سلم و أما الباقي فلم يُرى لهم و لو ضربة سيف و لكن الصحيح من التاريخ يثبت عكس ما جاء به هذا الفيلم المقيت.
الواقعة الثانية
غزوة أحد
بعد انتهاء غزوة أحد انحاز جيش المسلمين في جهة و جيش الكفار في جهة أخرى ، ثم تقدم أبوسفيان رضي الله عنه نحو جبل أحد أي جهة النبي صلى الله عليه وأصحابه و دار بينهم هذا الحوار:
أبوسفيان: يامحمد أتسمعني؟ الحرب سجال.. يوم بيوم..يوم علينا ويوم لنا..يوم نساء ويوم نسر..أعل هبل.
زيد بن حارثة!!!: يقول الرسول..الله أعلى وأجل..قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
أبوسفيان: العزة لنا ولا عزة لكم.
زيد بن حارثة: الله مولانا ولا مولى لكم.
أقول : هكذا صورها الفيلم بين أبو سفيان و زيد بن الحارثة رضي الله عنهما ، فلننظر في صحيح البخاري لنتأكد مما جرى في الفيلم .
قال الإمام البخاري رحمه الله : '' حَدَّثَنَا عبيد الله بم موسى ، عَنْ إسرائيل ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ البراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ وَقَالَ : " لَا تَبْرَحُوا إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا ، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلَا تُعِينُونَا " ، فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ فِي الْجَبَلِ رَفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ : الْغَنِيمَةَ ، الْغَنِيمَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَبْرَحُوا فَأَبَوْا ، فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا ، وأشرف أبو سفيان فقال أفي القوم محمد؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تجيبوه)
فقال : أفي القوم ابن أبي قحافة؟
قال صلى الله عليه وسلم : (لا تجيبوه)
فقال أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا.
فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله لك ما يخزيك.
قال أبو سفيان: اعل هبل.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أجيبوه) قالوا : ما نقول؟ : قال صلى الله عليه وسلم: ( قولوا الله أعلى وأجل).
قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أجيبوه) ، قالوا : ما نقول؟: قال: ( قولوا الله مولانا ولا مولى لكم).
قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال ، وتجدون مثله لم آمر بها ولم تسؤني '' ([2])
قلت : هذه رواية البخاري و هناك رواية أخرى في مسند الإمام أحمد سأنقلها كاملة حتى لا يبقى مجالا للشك ، قال الإمام أحمد رحمه الله : '' سليمان بن داود، أخبرنا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله، عن ابن عباس، أنه قال: ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر يوم أحد، قال: فأنكرنا ذلك، فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى، إن الله عز وجل يقول في يوم أحد: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ) [آل عمران :152]، يقول ابن عباس والحس القتل: (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ)[آل عمرا:152]، إلى قوله: (وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران:152]، وإنما عنى بهذا الرماة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال: احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعا فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم كذا وشبك بين أصابع يديه و التبسوا، فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بعضهم بعضا، و التبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجبان أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة وجال المسلمون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس: الغار إنما كانوا تحت المهراس وصاح الشيطان قتل محمد، فلم يشك فيه أنه حق، فمازلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل حتى طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى، قال: ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا، قال: فرقى نحونا وهو يقول: اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله قال: ويقول مرة أخرى: اللهم ليس لهم أن يعلونا حتى انتهى إلينا فمكث ساعة، فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: اعل هبل مرتين، يعنى آلهته، أين ابن أبى كبشة؟ أين ابن أبى قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: يا رسول الله ألا أجيبه؟ قال: بلى فلما قال: اعل هبل، قال عمر: الله أعلى وأجل، قال: فقال أبو سفيان: يا ابن الخطاب إنه قد أنعمت عينها أو فعال عنها فقال: أين ابن أبى كبشة؟ أين ابن أبى قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أبو بكر، وها أنا ذا عمر، قال: فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، الأيام دول وإن الحرب سجال، قال: فقال عمر: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال: إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذن وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما إنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلا ولم يكن ذاك عن رأى سراتنا، قال: ثم أدركته حمية الجاهلية، قال: فقال: أما إنه قد كان ذاك ولم نكره''([3]).
قلت : و من هنا يتضح لك أخي القارئ الحقد الكامن الذي تكنه الرافضة للفاروق رضي الله عنه لأنه هو من حطم عرشها و أزال دولتهم الماجوسية ، فكما ترى أخي عمر رضي الله عنه هو الذي رد و ليس زيدا رضي الله عنه ، و القصة أمامك لم يذكر زيد رضي الله عنه إطلاقا فانظر كيف حشروه في القصة حتى تغيب على المشاهد مناقب الفاروق رضي الله عنه و تُغيب بطولاته و شجاعته ، فمن المعروف عليه مواقفه الشجاعة فكم من مرة يشهر سيفه أمام رسول الله لقطع أعناق المنافقين و كم و كم ، فكيف لا يستطيع الرد على مجرد كلام ؟؟
نسأل الله أن يشتت شمل الروافض و يقطع دابرهم و يريدنا قدرته فيهم إنه وحده القادر على ذلك و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

- يتبع -

======
[1]: صحيح مسلم برقم (1763) كتاب الجهاد و السير : باب الإمداد بالملائكة و في غزوة بدر ، و إباحة الغنائم.
[2]: البخاري برقم (4043) كتاب المغازي : باب غزوة أحد.
[3]: المسند (209/4-210-211) برقم (2609) و قال أحمد شاكر رحمه الله حديث صحيح ، رواه الحاكم في المستدرك و صححه و وافقه الذهبي.


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 04 Aug 2013 الساعة 05:42 AM
رد مع اقتباس