عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 13 Apr 2014, 06:08 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)"
1- قوله تعالى: "فتاب عليه" فذكر آدم - عليها السلام - ولم يذكر حوَّاء – عليها السلام – فقيل: إنَّه مثلُ قوله تعالى: "وإذا رأوا تجارةً أو لهوا انفضُّوا إليها" أي: التجارة، لأنها كانت مقصودَ القوم، فأعاد الضَّمير عليها، ولم يقلْ: إليهما، وقال عمرو بن أحمر الباهلي:
رمَاني بأمرٍ كنتُ منه ووالدي *** بريئًـا ومن فوقِ الطَّوِيِّ رماني
ويروى: ومن أجل الطوي، ويروى: ومن جُول الطوي، والجُول: جدار البئر، والطوي: هي البئر المطوية بالحجارة.
وفي التنزيل: "واللهُ ورسولُه أحقُّ أن يُرْضُوه" فحُذِف إيجازا واختصارا.
2- وأدغم أبو عمرو في رواية السُّوسِي الهاءَ في الهاءِ من قوله: "إنَّه هُّوَ" وأجاز سيبويه حذف الواو الواقعة لفظا بين الهاءين، وأنشد للشَّمَّاخ بن ضرار الذُّبياني:
له زَجَلٌ كأنَّهُ صَوْت حادٍ *** إذا طلب الوَسيقَةَ أو زَميرُ
الزَّجل: صوت فيه حنين وترنُّم، والوسيقة: أنثى الحمار، الزمير: المزمار.

فائدة:
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "اعلمْ أنَّه ليس لأحد قُدرة على خلق التَّوبة، لأنَّ الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بخلق الأعمال، خلافًا للمعتزلة ومَن قال بقولهم، وكذلك ليس لأحدٍ أن يقبَل توبةَ مَن أسرف على نفسه، ولا أن يعفُوَ عنه، قال علماؤنا: وقد كفرت اليهود والنَّصارى بهذا الأصل العظيم من الدِّين، اتَّخذوا أحبارهم ورُهبانهم أربابًا من دون الله جلَّ وعزَّ، وجعلوا امن أذنب أن يأتي الحَبْرَ أو الرَّاهب، فيُعْطيه شيئًا، ويحطَّ عنه ذنوبه، افتراءً على الله، قد ضلُّوا وما كانوا مهتدين" اهـ.

رد مع اقتباس