عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 26 Mar 2014, 05:45 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)"
1- "خلق" معناه: اخترع، وأوجد بعد العدم، وقد يقال للإنسان خلق، عند إنشائه شيئا، قال بشار وينسب ليحي بن مروان بن أبي حفصة، ولأبي الحسن منصور بن إسماعيل التميمي الفقيه:
مَن كان يَخلُق ُ ما يقو *** لُ فحيلتي فيه قليلهْ

ويروى:
من كان يكذب ما يريـ *** دُ.........
2- الاستواء في اللغة: الارتفاع والعلوُّ على الشيء، قال الشاعر:
فأوْرَدتهم ماءًبفيْفاءَ قَفْرةٍ *** وقدْحلَّقَ النَّجْمُ اليمانيُّ فاستوَى

ويروى: وصبَّحهم، بدل: فأوردتهم.
تعقيب:
اعلم أن المؤلف - غفر الله له - قال عند إيراده لقوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء": "وهذه الآية من المشكلات"، ونسب إلى الأئمة كمالك عقيدة التفويض يعني أنهم يثبتون اللفظ دون المعنى، والعجيب من أمره - غفر الله له - أنه أورد قول مالك - رحمه الله تعالى - بعد أن ذكر ذلك وهو قوله: "الاستواء غير مجهول"، وقد وقع في ذلك غيره من العلماء، كقول ابن قدامة في "لمعة الاعتقاد": "وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه"، والصحيح الذي عليه السلف الصالح أنهم يثبتون الصفات لفظا ومعنىً ويفوضون علم الكيفية إلى علم الله تعالى، والحمد لله أسماء الله وصفاته غير مشكلة بل هي واضحة المعنى، وقد فسرها الأئمة من السلف، كما جاء في "البخاري" وغيره عن ابن عباس ومجاهد في قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء" أن "استوى" بمعنى: علا وارتفع.
وقد غرَّ بعضهم قول الإمام أحمد رحمه الله: "بلا كيف ولا معنى" وقوله: "بلا حدٍّ ولا غاية"، قال العلامة الفوزان – حفظه الله تعالى-: المراد بنفي المعنى والحد في قول الإمام أحمد هو المعنى والحد الذي أراده أهل البدع من المؤولة والمعطلة.

واعجب – أيضا- من المؤلف - غفر الله له- إيراده قول بعضهم بأن "استوى" بمعنى استولى، مع معرفته باللغة، ومع أنه لا يوجد في اللغة استوى بمعنى استولى البتة، كما قال أهل اللغة، واعجب أخيرا من إيراده البيت المنسوب للأخطل النصراني:
قد استوى بِشر على العراق *** من غير سيف ودمٍ مُهراقِ

وقد رده الأئمة، لمخالفته لأصول أهل السنة والجماعة،وإن صح هذا البيت فمعناه: استوى بشر على كرسي الملك أي: علا عليه بعد استيلائه على ملك العراق، والنصارى قد يذكرون ما يعززون به مذاهبهم، كما نسب للأخطل أيضا:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جُعل اللسان على الفؤاد دليلا

لتقرير مذهبهم في الكلام النفسي.
قال الناظم وينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
قُبْحا لمَنْ نَبَذَ القُرَانَ ورَاءَه *** وإذا استدلَّ يقول: قال الأخطلُ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
تَبًّا لهَاتِيكَ العُقُولِ فَإنها *** واللهِ قَد مُسِخَت على الأبدَانِ
تَبًّا لمِن أضحَى يُقَدِّمُهَا على الـ *** آثارِ والأخبَارِ والقُرآنِ
واعجب –أيضا- من المحقق كيف يسكت على هذا الباطل، من غير أن يتكلم ببنت شفا حَيال ذلك الخبط والخلط، والله المُستعان.
وانظر - مأمورا- شرح "لمعة الاعتقاد" للشيخين: ابن عثيمين والفوزان – غفر الله لهما- و"مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام رحمه الله في قسم العقيدة لمن أراد التفصيل .


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 26 Mar 2014 الساعة 05:55 PM
رد مع اقتباس