عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02 Sep 2014, 06:26 PM
أبو عائشة مراد بن معطي أبو عائشة مراد بن معطي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجزائر-برج الكيفان-
المشاركات: 357
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عائشة مراد بن معطي
افتراضي الكلمة الشهرية:الفتنة في اتباع المتشابه/الشيخ توفيق عمروني

منَ الأصُول العَظيمة الَّتي لا يُتَوصَّل إلى الهداية إلاَّ عَن طريقِها، هو اتِّباع المحكَم الواضِح من الدِّين، وردِّ المتشابه إليه؛ قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب﴾[آل عمران:7].
إلاَّ أنَّ كثيرًا ممَّن قلَّ علمُهم بالوحي يغفلون عن هذا الأصل الكبير، ويعمدون إلى تقديم المتَشابه وردِّ المحكم إليه، بل عدم الالتفات إلى المُحكَمات أصلا؛ ومثال ذلك النُّصوص الصَّريحة في أنَّ الظُّلم الواقع على العبد سببُه ظلمه لنفسه، قال تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون﴾[البقرة:57]، وقال: ﴿وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون﴾[العنكبوت:40]، وقال: ﴿إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون﴾[يونس:44]، فكلُّ هذه الآيات وغيرها تؤكِّد أنَّ معاصي العبد وذنوبه هي السبب فيما يقع عليه من عقوبات في الدُّنيا والآخرة، لهذا كان من البدهي أنَّ من أراد أن يُرفع عنه الظُّلم أن يرجع أوَّلا على نفسه باللاَّئمة، وبهذا يكون قد لزمَ المحكمَ منَ القرآن الكريم واتَّبعه؛ وأمَّا أن يسعى إلى دفع هذا الظُّلم ودرئه بوسائل وطرائق هي نفسُها تحمل ظلمًا واعتداءً، ويُعرض بالكلِّيَّة عمَّا هو مقرَّرٌ في مُحكم التَّنزيل، ويرجو بعدَها رفْعَ الظُّلم عنه وهُو مِن أظلم النَّاس وأشدِّهم بغيًا؛ فهذا هو الجهل بعينه.
إنَّ الحال السَّائد لدى كثير من أفراد الأمة هو الشُّعور بالظُّلم وسَلْب الحقوق، وأنَّ الثَّروةَ توزَّعُ بلا عَدل ولا سويَّة وهو ما سهل لأتباع المتشابه منَ الدِّين أن يروِّجوا عليهم المتَشابهات، وأن يصرفوهم عن المحكمات؛ فأقنعوهُم أنَّ أمثلَ وسيلة لاسترداد ما أُخذ إنَّما هو بالخروج إلى الشَّوارع في مظاهرات ومسيرات واعتصامات؛ وزعموا أنَّها من الوسائل المشروعة، باعتبارها من العادات أو النَّوازل الَّتي لم يرد فيها شيءٌ يمنع منها؛ وكأنَّ شريعتَنا الغرَّاء قَد خَلَت من الحلِّ لمثل هذه القضيَّة، وكأنَّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم المشفِق على أمَّته النَّاصح الأمين قَد أغفل مثل هذا الباب؛ والحقُّ الَّذي لا ريب فيه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَد أخبر �
منقول

رد مع اقتباس