عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 19 May 2017, 12:21 AM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

لا يخرج الأمر على ضربين لا ثالث لهما :
أن هؤلاء الطائفة مكونة من أخلاط من أولي الجهل ، وأولي الظلم .
وأولو الجهل من فريقين :
الفريق الأول لا يعرف الحق ولا يدعي العلم به ، ولكن من النوع الذي يكثر سواد الجماعة ويعتقد أن الأكثرية مئنة للصواب ومعيار له . وهذا قد ينفع فيه الترهيب أو الترغيب على حسبِ المقتضى .
الفريق الثاني لا يعرف الحق ويظن أنه على حق ، وهذا جهله مركب ، من حيثُ أنك تجده متحمساً لقضيته مستوفزا للجدال ، مع جهلٍ في أدابِ المناظرة والإستدلال .وهذا يحتاج إلى تفكيك معتقداته حول المسائل المبحوثة ونقضها النقض التام بما يوأم حالته الذهنية والنفسية ، ويخرجه من حيزِّ الجهل المركب بالمسألة إلى وعيه بنفسه وجهله وقصور نظره ، و من بعد العلم بصواب المسألة المبحوثة .
أما أولي الظلم فكثر:
فهذا الفريق يؤتى من أمراض قلبية كالحسد والطمع والشهوة وغير ذلك ، والعوامل المؤسسة لهذا الضرب قد تكون عوامل تربوية من جهة الأباء ، أو من جهة المشايخ ، فالأباء لهم تأثير على الضربين ، ولكن الضرب الثاني يؤتى من جهة المشايخ لعلمه بالحق، والأزمة كلها أزمة تربية عقدية وأخلاقية وعملية ، وهذا الضرب يعلم وجه الحق ولكن يعاند إما حسدا لغيره لكون الحق في جهته ، إذ لو أن أحدا غير ذاك يأتيه بالمسألة على وجهها الأول لقبله واعتقده ، وهذا الضرب لا يفلح ألبتة وليس في العلم بشيء ، إذ هذا من الذين يتبعون أهواءهم ، وله شبه باليهود ، كما أن الضرب الأول له شبه بالنصارى ، وقد عُلم في أصول العقيدة أن هاتين الملتين الضالتين لهما أتباع من هذه الأمة كما في حديث الإفتراق .
وق من هذا الضرب أيضا من يعرف الحق ولكن لا يتابعه ، من غير حسدٍ أو غمط للناس وبطر للحق لكن إتباعا لخلة العصبية الجاهلية فيتبع قرابته أو شيخه أو أباؤه ويعتقد أن ذلك من الدين ، أو أن الإختلاف إختلاف تنوع وليس إختلاف تضاد ، وأن كل مجتهد مصيب . أو لطمع في ولاية أو منصب أو شهرة .
ولعل كلا الصنفين يمتزجان فتجد المعاند جاهلا من وجه دون باقي الوجوه ، وتجد الجاهل معاند من وجه دون باقي الوجوه . أما الحكم على الجميع أنهم معاندون للحق قصدا وابتداء فهذا قول فيه من الجور والحيف ما فيه ، والفقيه من ينزل الناس منازلهم وينظر في صدور الأمور وأعجازها ، فإن أهل السنة والجماعة هم أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط لهويمل ; 19 May 2017 الساعة 12:39 AM
رد مع اقتباس