عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08 Dec 2014, 06:34 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي للمتقدمين والمقبلين على العامِّيات في الخطبة و الزواج والغاضِّين الطرف عن المستقيمات [فتوتان هامتان]

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى رقم:٤٤٦
الصنف: فتاوى الأسرة - عقد الزواج - إنشاء عقد الزواج

في الإقبال على العامِّيات في الزواج والعدول عن المستقيمات
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى

السؤال:
يجنحُ كثيرٌ من الإخوة المستقيمين عند إرادة الزواج إلى خِطبة النساء العامِّيات بحُجَّة دعوتهن للمنهج السوي
غاضِّين الطرف عن المستقيمات، فما هو توجيهكم شيخنا؟
وجزاكم الله خيرًا.


الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين
أمّا بعد:

فإنَّ الذي يسعُني أن أنصح به الزوجَ السُّـنِّيَّ هو اختيارُ ما يسعده في دنياه وأخراه، وهو اختيار الزوجة الصالحة التي
تحافظ على الدِّين قولاً وعملاً، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه، وترعى حقَّ الزوجِ، وتحمي أبناءَه، فهذا الذي عني الإسلام به
من معاني الفضل والصلاح والعِفَّة.
أمَّا السعي إلى من تجرَّدت من هذه المعاني واغترَّ بحُسْنِها وجمالها وجاهها ونسبها، فإنه يخشى منه الفتنة في ضياع
نفسه وأبنائه، إذ مِنَ الصعب بمكان تحويل من أُشْرِبَتْ فِي قلبها حُبَّ مظاهرِ الدنيا، وركنت إلى زخارفها
ومالت إلى ملذَّاتها، إذِ الحكمة نطقت بأنَّ: «مَنْ شَبَّ عَلَى شَيْءٍ شَابَ عَلَيْهِ»، وأنّ «مَا ثَبَتَ عَلَى خُلُقٍ وَطَبْعٍ نَبَتَ عَلَيْهِ»
بل يخشى أن يُجرَّ إلى خُلُقها ويُطاوِع رغباتِها، فيبتعدُ بذلك عمَّا كان يصبو إليه من معاني الحياة الإسلامية الجامعة
على حُبِّ الله وطاعته، ويندم على ما اغترَّ به: «فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»(١).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله
وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: ٧ جمادى الأولى ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ:٣ جوان ٢٠٠٦م


(١) أخرجه البخاري في «النكاح»: (٥٠٩٠)، ومسلم في «الرضاع»: (٣٧٠٨)، وأبو داود في «النكاح»: (٢٠٤٩)، والنسائي في «النكاح»: (٣٢٤٣)
وابن ماجه في «النكاح»: (١٩٣١)، وأحمد: (٩٧٦٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.



الفتوى رقم: ٥١٣
الصنف: فتاوى الأسرة - عقد الزواج - الخِطبة
في حكم خطبة المرأة المتبرِّجة
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى

السؤال: هل يجوز لي أن أتقدم إلى امرأة تصلي لكنها متبرجة، وأريد أن أفرض عليها الجلباب بعد الزواج؟
فما نصيحتكم.


الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فينبغي أن تكون الصلاة سببا لاستقامة الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَلاَتُهُ
فَإِنْ صَلحَتْ صَلحَ سَائِرُ عَمَلِهِ وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ»(١)، والذي لا تكون صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر
فأعماله ناقصة، ومن الفحشاء التبرج، والله سبحانه وتعالى أمر الناس ألاّ يكشفوا عوراتهم بقوله:
﴿ ياَ بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾[الأعراف: ٣١]
وقال تعالى:
﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ *
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ
مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا
بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[الأعراف: ٢٦-٢٧-٢٨]
وكانوا في الجاهلية يطوفون عراة، فالعري والتكشف يدخل في عموم الفاحشة.

وقد أمر الله النساء بالتستر
فقال: ﴿وََقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: ٣٣]

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ﴾[الأحزاب: ٥٩]
فإذا كانت هذه المرأة لا تتجاوب مع النصوص الشرعية الآمرة بالتستر، ولا تعكس صلاتها عليها إيجابا من حيث
ترك الفحشاء والمنكر، فلا ننصح بالإقدام عليها، ولا يساورنا شك بأنّ الرجل بعد تزوجه بها يصعب عليه أن يحولها إلى
الطريق الذي يراه
وقد قرر العلماء –تأصيلا- قاعدة: «الدفع أولى من الرفع» ولأن يتخلى عنها اليوم خير من أن يتزوجها ثمّ يُحدث
طلاقا أو فسخا لعدم ائتمارها بأمره، وشر من ذلك ما يخشى عليه أن يسايرها في هواها، فيقع في شراكها، ويتأثر بفتنتها
ثم يرضى بالمنكر بعد أن صار عنده معروفا، والله المستعان.
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّـد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان
إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: ٢٠رجب١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤أوت٢٠٠٦م

(١) أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في المعجم الأوسط(١٨٥٩)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (٢٥٧٩)، من حديث أنس رضي الله عنه
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٥٧٣)، وفي "السلسلة الصحيحة" (١٣٥٨).


المصدر : الموقع الرسمي
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى


لا يظفرُ بذاتِ الدِّينِ إلا من كانَ قلبُهُ معلَّقًا بالدِّينِ !
موضوع ذو صلة:
فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ
مستفاد من: حسن العشرة الزوجية
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري


أيها المؤمنون يقول النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كما في الصحيحين في حديثٍ وفيه:
((فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ))
هذه هي الزوجة التي يحث الشارع على تحصيلها والرضا بها ويدعو على من أراد غيرها وزهد فيها ورغَّب عنها

ومعلوم بداهةً أيها المؤمنون أنه
لا يظفر بذات الدين إلا من كان قلبه معلقًا بالدين


وكانت نفسه من النفوس الزكية ومن هذا حاله فلا غرَّ أن يرزق المودة بينه وبين زوجته
لأنها من ثمرات المُشاكلة في السجايا والصفات الفاضلة، وعلى العكس من ذلك المشاكلة في الصفات الرديئة
والسجايا الدنيئة فهي لا تثمر محبةً ولا تورث توددًا قال النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرجه
مسلم في الصحيح:
((الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ))

إنه متى كان الدين بين كل زوجين مهما اختلفا وتعقدت مشاكلهما فإن لكل عقدةٍ حلا إلا ومعها حلٌ، ولن يشاد هذا الدين
أحدٌ إلا غلبه وهو اليسر والمساهلة والرحمةُ والمغفرة واتساعُ الذات وارتفاعها عن الانحطاط ومن كانت هذه حاله
فلن يستنكف هذا العبد أن يكون متمثلًا لما خاطبه به النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه من قوله كما في الصحيحين:
((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ))

وإن من ثمرةِ دين المرأة أن يظهر ذلك كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها أن يظهر ذلك فيها، كما قالت عائشة
رضي الله تعالى عنها فيما أخرجه الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه بسندٍ فيه لينٌ
"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لَوْ تَعْلَمْنَ حَقَّ أَزْوَاجِكُنَّ عَلَيْكُنَّ لَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِ زَوْجِهَا بِنَحْرِ وَجْهِهَا"
فما أجهل الرجل يُسيء معاشرة امرأته، وما أحمق المرأة تُسيء معاملة بعلها.

مستفاد من: حسن العشرة الزوجية | للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الانبياء -*
*
*
*
أسأل الله جلا وعلا أن ييسر أمر الزواج لجميع الإخوة والأخوات
وأن يرزقهم بالزوجات الصالحات وأن يرزقهن بالأزواج الصالحين,
وأن يعجل لهم ولهن بذلك
وأن يقيهم ويقيهن الفتن ما ظهر منها وما بطن,
وأن يعيننا وإياهم على طاعته سبحانه ورضاه,
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين,
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 28 Aug 2017 الساعة 01:39 PM
رد مع اقتباس