عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 26 Sep 2013, 11:58 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزى الله خيرا أخي المغربي على النقول الممتعة، ومرحبا بك من جديد، فقد غبت عنا طويلا!!!

وهذا نقل قيدته من "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وفيه تنبيه منه -رحمه الله- على ما انتشر من تسمية الأعمال الصالحة وغيرها بأنها تكليف.

قال -رحمه الله-:

«... نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن؛ لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم: إن عبادته تكليف ومشقة!!! وخلاف مقصود القلب لمجرد الامتحان والاختبار، أو لأجل التعويض بالأجرة كما يقوله المعتزلة وغيرهم، فإنَّه وإن كان في الأعمال الصَّالحة ما هو على خلاف هوى النفس –والله سبحانه يأجر العبد على الأعمال المأمور بها مع المشقة، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ﴾ الآية، وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة: (أجرك على قدر نصبك)- فليس ذلك هو المقصود الأول بالأمر الشَّرعي، وإنما وقع ضمنا وتبعا لأسباب ليس هذا موضعها، وهذا يفسر في موضعه.

ولهذا (لم يجئ) في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول على الإيمان والعمل الصالح: أنه تكليف، كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقهة؛ وإنما جاء ذكر التكليف في موضع (النفي)؛ كقوله: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.﴿لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ﴾.﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلا مَا ءَاتَاهَا﴾. أي: وإن وقع في الأمر تكليف، فلا يكلف إلا قدر الوسع، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلب، ولذات الأرواح وكمال النعيم، وذلك لإرادة وجه الله والإنابة إليه، وذكره وتوجه الوجه إليه، فهو الإله الحق الذي تطمئن إليه القلوب، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبدا. قال الله تعالى: ﴿فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا﴾...».["مجموع الفتاوى"(1/25-26)].


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 26 Sep 2013 الساعة 12:01 PM
رد مع اقتباس