عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 26 Aug 2019, 06:08 AM
سيدعلي سحالي سيدعلي سحالي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 25
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا إسحاق على المقال الماتع الذي انتصرت فيه لجناب التوحيد، والذي استهان به المفرقة في هذه الفتنة مع الأسف الشديد، فقد أعماهم التعصب وحملهم التحزب على السكوت بل الإقرار وتكلف الأوجه وإيجاد المخارج لنصرة الغلو الذي تمجه فطرة كل مسلم تشرب قلبه عقيدة التوحيد، وما أشبه اليوم بالبارحة وإن طرائق أهل الأهواء التي كشف زيفها حماة السنة والشريعة لها وراث، قال العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وهو يوجه نصيحة لشبكة الأثري التي كانت منبرا للحدادية وزعيمها فالح: [وأصبحوا يطاردون السلفيين عن حياضهم ويشنون عليهم حملات الطعون والاتهامات الخطيرة بالتمييع وغيره واعتبارهم وراث ابن سبأ؛ إلى جانب السباب المقذع الذي لا يصدر إلا ممن لا يخشى الله ولا يراقبه ويبعد صدور هذه الشناعات والرذائل من السلفيين.
هذا إلى جانب اعتبارهم الحق باطلا والباطل حقا واعتبارهم الغلو الشنيع حقاً وعدلاً عند كثير منهم واعتبار ألفاظ المنقذ والجهبذ وشاهد عصره وحاوي العلوم والفنون وأعرف الناس بالمنهج السلفي وأعلم الناس بخبايا الحزبية هكذا بصيغتي التفضيل
].
وقال حفظه الله: [((وكان علماء المنهج السلفي قد أدركوا خطورة هذا الاسترسال في البطش بالسلفيين وإسقاطهم فناصحوه مراراً وتكرارا ولفتوا نظره إلى خطورة هذا الاتجاه وإلى العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا المسلك الخطير.
لكنه أبى إلا التمادي والطعن في الناس بدون حجج ولا براهين،
ووجد الجهلاء والمتربصون بالمنهج السلفي طَلِبتهم في فالح فالتفوا حوله يؤزونه أزا بالمدائح شعراً ونثراً تلك المدائح التي لا تقال إلا في الخلفاء حتى بلغ بهم الأمر إلى إطلاق الألفاظ التي لا تقال إلا في الأنبياء ومنها " الشيخ فالح هو أحد رعاة الأغنام وهذا بداية عمره وهذا هي بداية ميراث النبوة .. فصار طالب علم كغيره .. أرادها منزلة لنفسه، عرف قدر نفسه فتواضع لله الحي القيوم "، " الشيخ الجهبذ والعلامة المنقذ "، "شاهداً على عصرٍ بين محنة السراء والضراء فلا يضره شأن المحب أو شأن خبئ"،" وإذا تكلم أنصت له الطير، وكل الشباب حوله يتهيّب"، " هنيئاً له من عالمٍ أجاد الفنون، وأطاب السنون، وأشار إلى أهل المعرفة بسواء البساط فارتضوه هادياً مهديا على سواء الصراط".)) انتهى
وقال الشيخ ربيع أيضا عن غلو أتباع فالح فيه وترحيبهم بهذا الغلو كما رحب قرازة بغلو شعر منور الفظيع : [وهذا الغلو من فالح في تمجيد نفسه يذكرنا بتمجيد أحد الغلاة فيه والنافخين فيه حيث مدحه بمقولة منها : " ... وإذا تكلَّم أنصت له الطير ... حوى العلوم والفنون ، وأطاب السنون ، وأشار إلى أهل المعرفة بالبساط ... فرضيناه هاديًا مهديًا " !
ورحَّب حدادية فالح بهذا التمجيد
، وقال أحدهم : " إنَّ شيخنا يستحق أكثر من ذلك " !!].
وقد تكرر هذا الغلو الفظيع في منتدياتهم وصفحاتهم ولم نجد إنكارًا من شيوخهم ومن قيل في حقه هذا الغلو الفاضح؛ قال العلامة أحمد النجمي رحمه الله منكرا على فالح الحربي سكوته عن غلو أتباعه فيه: [سابعاً :ننكر على الشيخ فالح - هدانا الله وإياه - سكوته عن القوم الذين يغلون فيه كما نقل ذلك من لا نشك في صدقه.
حيث قالوا فيه :
1- ( الشيخ الجهبذ المنقذ ) وكلمة المنقذ لا تطلق إلا على الله فهو المنقذ من كل ورطة والمفرج لكل كربة ولا يجوز لأحد أن يقبل مثل هذا الكلام بل يجب عليه أن يتبرأ ممن يقوله وينهاه , أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن قال له : ما شاء الله وشئت قال : أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده , وقال لمن قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا قال لهم : يا أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله .
2- وقولهم ( بدأ حياته برعاية الغنم ) هل يريد قائل ذلك أنه توطئة للنبوة ؟ ـ أعوذ بالله ـ .
3- وقولهم فيه ( إذا تكلم أنصت له الطير وكل الشباب حوله يتهيب له هنيئا له من عالم أجاد الفنون وأطاب السنون ) .
أقول : هذا كلام فيه إطراء وغلو لا يجوز للمسلم قبوله بل يجب عليه أن يتبرأ ممن يقوله, فالله هو الذي يطيب السنون والأيام أو يجعلها غير طيبة .
وقولهم ( أنصت له الطير ) لا يخفى ما فيه من الغلو حيث شبهوه بنبي الله سليمان عليه السلام الذي علمه الله منطق الطير] انتهى.

وإنه من غرائب هذه الفتنة مناقشة هؤلاء المنتسبين للسلفية في المسلَّمات الواضحات في أغلى ما يدين به المسلم من عقيدة التوحيد وصيانة جنابها وسد الذرائع المفضية إلى الشرك بالله، وهذا البيت الذي تضمن غلوا فاحشا تنفر منه طباع أهل التوحيد وتمجه، وقد رأينا من العلماء من ينكر ما هو دونه مما قيل في حقهم
فهذا الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله ألقى أحد تلاميذه قصيدة أبياتها :
( يا أمتي ! إن هذا الليل يعقبه فجر . وأنواره في الأرض تنتشر ... والخير مرتقبٌ ، والفتح منتظر . والحق رغم جهود الشر منتصر ... وبصحبة بارك الباري مسيرتها . نقية ما بها شوبٌ ولا كدر ... ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا . بمثله يرتجى التأييد والظفر ) .
فرد الشيخ رحمه الله معقبا : أنا لا أوافق على هذا المدح ؛ لأني لا أريد أن يربط الحق بالأشخاص ، كل شخص يأتي ويذهب ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص معناه أن الإنسان إذا مات قد ييئس الناس من بعده ، فأقول : إذا كان يمكنك الآن تبديل البيت الأخير بقول : ( ما دام منهاجنا نهج الأولى سلفوا . بمثلها يرتجى التأييد والظفر ) .
فهذا طيب ، أنا أنصحكم ألا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال :
أولاً : لأنهم قد يضلون ، فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول : ( من كان مستنًا فليستن بمن مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ) .
الرجال إذا جعلتم الحق مربوطًا بهم يمكن الإنسان أن يغتر بنفسه - والعياذ بالله من ذلك - ، ويسلك طرقًا غير صحيحة .
فالرجل أولاً : لا يأمن من الزلل والفتنة ، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم .
ثانيًا : أنه سيموت ، ليس فينا أحد يبقى أبدًا . وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ . سورة الأنبياء ، ( الآية : 34 ) .
ثالثًا : أنه ربما يغتر إذا رأى الناس يبجلونه ويكرمونه ويلتفون حوله ، وربما ظن أنه معصوم ، ويدعي لنفسه العصمة ، وأن كل شيء يفعله فهو حق ، وكل طريق يسلكه فهو مشروع ، ولا شك أنه يحصل بذلك هلاكه ، ولهذا امتدح رجل رجلاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : ( ويحك قطعت عنق صاحبك ) .
وأنا أشكر الأخ على ما يبديه من الشعور نحوي ، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر ، ولكن لا أحب المديح .

فهذه سيرة الأئمة الأعلام وهذه تربيتهم السلفية، وهذه غيرتهم على عقيدة التوحيد، فأين رؤوس التفريق من هذا كله، وقد عرضت شيئا مما لاكه المفرقون من عبارات الغلو والإطراء على الشيخ ربيع حفظه الله والشيخ عبيد الجابري فاستنكروه وتعوذوا منه وقالوا هذا غلو شنيع، ومنه هذا البيت، ومنه كلام بويران الخطير الذي شبه فيه الشيخ فركوس بقلب الدعوة النابض الذي إذا توقف شلت جميع الأعضاء، وأصل شجرتها الذي إذا يبس ذبلت الأغصان، ومنه كلام ياسين حماش الذي قال فيه وهو يخاطب الأخ خالد حمودة [فاعلم يا حمودة أنّنا لن نترك شيخنا، ولو جئتَنا بألف جرح مفسـر، لأنّنا عرفنا مدخلك، ومخرجك، ومنهجك في إسقاط الدعاة، فإن الشيخ قد ثبتت إمامتُه، وجاوز القنطرة، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث». فالتفت الشيخ ربيع حفظه الله وقد هاله هذا الكلام وقال: [هذا غلو أشد من غلو أهل البدعوقال الشيخ العلامة المربي عبيد الجابري حفظه الله لما عرض عليه شيء من كلامهم وتقعيداتهم [الذي تحصل عندي من قواعد القوم الغلو وأنهم أهل غلو]

فأدركوا أنفسكم أيها المفرقون وأنقذوها من أسر التحزب وغلواء التعصب، فهذه عقيدتكم يستهان بأخطر أبوابها وهو الغلو في الأشخاص ولا تحركون ساكنًا بل تقرون هذه الأباطيل المخزية.
ونقول لقرازة ما قاله المجاهد ربيع حفظه الله لبكر أبي زيد: [ أتثأر وتهيج للجاني ثوران الأسود، فتجعل الحق باطلاً والباطل حقًا، والمسيء محسنًا، والمحسن مسيئًا قبيح الصورة شائه الفعال سيء المقال]

رد مع اقتباس