عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 Dec 2017, 02:09 PM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 283
افتراضي لماذا لا يقبل المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام أخذ الجزية بعد نزوله في آخر الزمان؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا لا يقبل المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام أخذ الجزية بعد نزوله في آخر الزمان؟
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. متفق عليه

قال العراقي في طرح التثريب: قوله: ويضع الجزية، قال النووي: الصواب في معناه أنه لا يقبلها, ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام, ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها، بل لا يقبل إلا الإسلام، أو القتل، هكذا قاله الخطابي, وغيره من العلماء ...
السادسة: إن قلت: كيف يضع السيد عيسى الجزية، مع أن حكم الشرع وجوب قبولها من أهل الكتاب، قال الله تعالى: حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. فكيف يحكم بغير هذه الشريعة, وهو خلاف ما قررتم من أنه لا يحكم إلا بهذه الشريعة؟
(قلت): قال النووي: جوابه أن هذا الحكم ليس مستمًّرا إلى يوم القيامة، بل هو مقيد بما قبل نزول عيسى, وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة بنسخه, وليس عيسى هو الناسخ، بل نبينا هو المبين للنسخ، فإن عيسى يحكم بشريعتنا، فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى.
السابعة: فإن قلت: ما المعنى في تغيير حكم الشرع عند نزول عيسى في قبول الجزية؟
(قلت): يظهر لي أن قبول الجزية من اليهود، والنصارى لشبهة ما بأيديهم من التوراة، والإنجيل، وتعلقهم بزعمهم بشرع قديم، فإذا نزل عيسى زالت تلك الشبهة لحصول معاينته، فصاروا كعبدة الأوثان في انقطاع شبهتهم، وانكشاف أمرهم، فعوملوا معاملتهم في أنه لا يقبل منهم إلا الإسلام, والحكم يزول بزوال علته, وهذا معنى حسن مناسب، لم أر من تعرض له, وهو أولى مما ذكره ابن بطال, والله أعلم.
انتهى كلام العراقي رحمه الله .


نقله:
بلال يونسي

رد مع اقتباس