عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09 Jan 2008, 09:09 PM
وسيم بن معن وسيم بن معن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: سوريا
المشاركات: 235
افتراضي من السنة في الصلاة أن تضع أليتيك على عقبيك بين السجدتين

قال ابن عباس رضي الله عنه:
" من السنة في الصلاة أن تضع أليتيك على عقبيك بين السجدتين " .
[ وهي غير جلسة الافتراش كما سيأتي..]

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 664 في أثر ابن عباس السابق:
"قلت : و هذا إسناد جيد .
و أخرج ( 3 / 105 / 2 ) بهذا الإسناد عن ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاووسا يقول :
" قلت لابن عباس في الإقعاء على القدمين ؟ قال : هي السنة ، فقلت : إنا لنراه جفاء بالرجل ! قال : هي سنة نبيك " .
و قد أخرجه مسلم و أبو عوانة في " صحيحيهما " و البيهقي ( 2 / 119 ) من طريق أخرى عن ابن جريج به .
و هذا سند صحيح ، صرح فيه كل من ابن جريج و أبي الزبير بالتحديث .و له طريق أخرى عن ابن عباس يرويه ابن إسحاق قال : حدثني عن انتصاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم على عقبيه و صدور قدميه بين السجدتين إذا صلى - عبد الله
ابن أبي نجيح المكي عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال : سمعت عبد الله بن عباس يذكره قال : فقلت له : يا أبا العباس ! و الله إن كنا لنعد هذا جفاء ممن صنعه ! قال : فقال : إنها سنة " .أخرجه البيهقي .
قلت : و إسناده حسن صرح فيه ابن إسحاق أيضا بالتحديث .
ثم روى بإسناد آخر صحيح عن أبي زهير معاوية بن حديج قال :

" رأيت طاووسا يقعي ، فقلت : رأيتك تقعي ! قال : ما رأيتني أقعي ؟ ! و لكنها الصلاة ،

رأيت العبادلة الثلاثة يفعلون ذلك عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر

و عبد الله بن الزبير ، يفعلونه . قال أبو زهير : و قد رأيته يقعي " .

قلت : ففي الحديث و هذه الآثار دليل على شرعية الإقعاء المذكور ، و أنه سنة
يتعبد بها و ليست للعذر كما زعم بعض المتعصبة ، و كيف يكون كذلك و هؤلاء
العبادلة اتفقوا على الإتيان به في صلاتهم ، و تبعهم طاووس التابعي الفقيه
الجليل و قال الإمام أحمد في " مسائل المروزي " ( 19 ) :
" و أهل مكة يفعلون ذلك " .
فكفى بهم سلفا لمن أراد أن يعمل بهذه السنة و يحييها .
و لا منافاة بينها ، و بين السنة الأخرى ، و هي الافتراش ، بل كل سنة ، فيفعل تارة هذه ، و تارة هذه ، اقتداء به صلى الله عليه وسلم ، و حتى لا يضيع عليه شيء من هديه عليه الصلاة و السلام ."أهـ

[ولا تعارض بين ما سبق وبين قول عائشة رضي الله عنها"وكان ينهى عن عقب الشيطان"مسلم وأبو داود]
قَالَ النَّوَوِيّ : الصَّوَاب الَّذِي لَا مَعْدِل عَنْهُ أَنَّ الْإِقْعَاء نَوْعَانِ . أَحَدهمَا أَنْ يُلْصِق أَلْيَتَيْهِ بِالْأَرْضِ وَيَنْصِب سَاقَيْهِ وَيَدَع يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْض كَإِقْعَاءِ الْكَلْب ، هَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْدَة مَعْمَر بْن الْمُثَنَّى وَصَاحِبه أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّام وَآخَرُونَ مِنْ أَهْل اللُّغَة ، وَهَذَا النَّوْع هُوَ الْمَكْرُوه الَّذِي وَرَدَ فِيهِ النَّهْي ، وَالنَّوْع الثَّانِي أَنْ يَجْعَل أَلْيَتَيْهِ عَلَى عَقِبَيْهِ بَيْن السَّجْدَتَيْنِ وَهَذَا هُوَ مُرَاد اِبْن عَبَّاس بِقَوْلِهِ : سُنَّة نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَدْ نَصَّ الشَّافِعِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - فِي الْبُوَيْطِيّ وَالْإِمْلَاء عَلَى اِسْتِحْبَابه فِي الْجُلُوس بَيْن السَّجْدَتَيْنِ ، وَحَمَلَ حَدِيث اِبْن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا - عَلَيْهِ جَمَاعَات مِنْ الْمُحَقِّقِينَ مِنْهُمْ الْبَيْهَقِيُّ وَالْقَاضِي عِيَاض وَآخَرُونَ رَحِمَهُمْ اللَّه تَعَالَى . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالسَّلَف أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ.."شرح مسلم للنووي


التعديل الأخير تم بواسطة وسيم بن معن ; 09 Jan 2008 الساعة 09:14 PM
رد مع اقتباس