عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 13 Nov 2007, 04:31 PM
أبو أيوب نبيل شيبان أبو أيوب نبيل شيبان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: البويرة -الجزائر
المشاركات: 240
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أيوب نبيل شيبان إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أيوب نبيل شيبان
افتراضي

** السؤال الخامس عشر:[COLOR="Blue"]جزاكم الله خيرا ً، وأحسن الله إليكم . فضيلة الشيخ: هذا سائل يسأل ويقول:- كيف يتم الجمع بين الاعتذار للمخطئ، والتحذير من الخطأ؟ وهل هذا لا يعتبر من منهج الموازنة ؟
سؤالكم هذا يتضمن: ثلاثة مباحث؛ لأنه يتألف من ثلاث فقرات

* المبحث الأول :
في الخطأ فإن الـخطأ الذي قام الدليل على أنه خطأ-وسواءً كان الدليل آية من تنزيل ربنا أو حديثاً صحيحاً عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فهو مردودٌ عند أهل السنة، وليس مقبولاً عندهم،يردونه على قائله بالدليل، وبالأســلوب العلــمي الذي يستكشف به السامع، أو القارئ أن ذلك الذي انتشر وذاع وشاع، خطأ؛ مخالفة للصواب. كما أن الرد يجب أن يشتمل على : تجلية الحق، وكيف خالفت تلك المخالفة الصواب!.
فالراد السني : يرد بعلم وبفقه؛ فرده مدعم بالأدلـة التي تكشف عن الحق وتدعوا إليه، وتكشف عن الباطل وتحذِّر منه .
وهذا هو الذي تواتر به النقل عن السلف الصالح الذين اسـتنوا بسنة رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وبهدي خلفاءه الراشدين من بعده. فالنقل عنهم بذلك متواتر، وعلى سبيل المثال: أذكـر أثراً واحداً في أمرٍ يراه بعض الناس صـغيراً! أخرج البخاري عن عبد الله بن مُغَفَّل- رضي الله عنه- أنه رأى غلاماً له يحذف - بالحصى- فقال : لا تفعل؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخذف؛ ويقول: )إنها لا تنكأُ عدواً، ولا تقتل صيداً، ولكن تفقأ العين، وتكسر السن( فأعاد الغلام فأعاد له، فأعاد، فأعاد له ثم قال له في الثالثة أو الرابعة : )لا أكلمك أبـــداً ؛ أقول لك قال رسول الله ، وتفعل (!!!
واليوم قومنا يريدون أن يأتوا بدعاً أمثال الجبال، هذه إلى جنبها صغيـــرة، ما هي شيء؛ حذف بالحصى خلي يحذف! لا ما يقول خلي يحذف، يلطِّفون للأئمة في المبتدعة، وطوام في البدع . هذا هو المبحث الأول .

* المبحث الثاني: في المخطئ من هو؟
نحن موقنـون أن من خالف سنةً؛ مخطئ، موقنـون هذا، فلان أخطأ والنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل المـسيء صلاته: ارجع فصـلي؛ فإنك لم تــصلي، ألم ينبـئه إلى أنه أخطأ في صلاته؟ فما قولكم؟ أجيبوا يا حاضرون! ألم ينبئه على خطئه في صلاته؟ ثلاث مرات وهو يقول له : ارجـع فصلي؛ فإنك لم تصلي، والرجل يفعل، ثم قال بعد ذلك: والذي بعثك بالحق نبياً لا أحسن غير هذا فعــلمن فعلمه. الحديث معروف مشهور، حتى أطفالنا في الصفوف الابتدائية الأولى يعرفونه- ولله الحمد- .
هنا نقــــول : كيف نتعامل مع المخطئ؟ فــتــنــبــهـوا.
هذا هو محل التفصيل في هذا المبحث.
أقــــــول : المخطئ على ضربين، وإن شئت فقل: لا يخلو من حالين :
إما أن يكون صاحب سنة زلت به القدم؛ أراد الحق، لكنه لم يوفق، فهذا :
أولاً :يُردُّ الخطأ : لما تقرر آنفاً، ووعيتموه؛ أن الخطأ لا يُقبل عند أهل السنة، وأزيد هنا : لأن المقصود :- تصفية التدين، وتخليصه من شوائب البدع، وشوائب الخطيئات، و إن كانت صغائر.
وثانياً:لا يتابع على زلته: بحجة أنه عالمٌ كان مجتهداً طالباً للحق . فلا يبرر لك اجتهاده وسبقه في الفضل وجلالة قدره وإمـامته في الدين أنه مجتهد قال الحق، فأنت تتابعه! ما دمت عرفت أنه أخطأ، فإنك أنت حال معرفتك خطئه، ومخالفته للحق آثـمٌ إذا تابعته، أما هو : ما دام مجتهداً طالباً للحق فإن خطئه مغفور وهو مأجور على اجتهاده؛ قال صلى الله عليه وسلم) إذا اجــتهـد الحاكم فأصــاب فله أجران ، وإذا اجـتهـدالحاكم فأخطأ فله أجرٌ واحد( .
أنت متعبدٌ بما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة، متعبدٌ به؛ لأنه حق. ولست متعبداً باجتهاد أحد؛ فاجتهادات أهل العلم، والأئمة ليـسـت بمعـصومة؛ ولهذا لا يجوز أن تُـتخذ منهجاً، وهذا هو الذي يُـعتذر له، وهذا هو الثالث. نـقـول:-
ثالثاً: يُعتذر له: ولا يشنع عليه ولا يُـثـرَّب عليه ولا ينفَّر منه؛لما هو متقررٌ عند أهل السنة من جلالة قدره وسابقه في الفضل، والإمامة في الدين .
ولهذا: يقرر الأئمة فيما يقررون أنه لو كل مخطئ شُـنِّـع عليه ما بقي أحد، ويعنون بهذا من عرفوا بأنهم أهل سنة؛ فأصولهم على السنة، وكــم من عالمٍ يخطئ خطئاً فاحشاً في الاعتقاد، في العبادات العملية، في المعاملات، ومــع هــذا عرفنا المنصفين، والأئمة يردون خطئهم مع حفظ كرامتهم، وصيانة أعراضهم .
وعلى سبيل المثال: ابن قدامة المقدسي صاحب (لُمعة الاعتقاد) قال في مواطن بالتفـويـض
في نصوص الصفات، فرد عليه سماحة الإمام، الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله- رداً قويـاً جَـلَّ فيه الحق، مع حفظه كرامة ابن قدامة - رحم الله الجميع- .

* والمبحث الثالث:هل هذا من الموازنات ؟ أو التفريق بينه وبين الموازنات .
أولاً : اعلموا أن لفظ - الموازنة- مُحدَث، وأنا والله حتى الساعة لا أعلم إماماً قال به، بل الأمر عندهم كما حكيت لكم - إن شاء الله - وارجــوا أني وفيت؛ يردون الخطأ على قائله، ويفـرقون بينه، وبين المبتـدع . فهو مُـحدِث .
وثانياً : الموازنات! من أحدثها؟ أحدثها الحركيون .
وهي عندهم :- أنه لا يُـردُّ على مبتدع بدعته حتى تذكر حسناته إلى جانب سيئاته المردودة!!!
ومرادهم من ذلك:- التشويش - من جهة- على الناس، فإن أكثر الناس لا يدركون .
ومن جهة أخرى يريدون تلطيف حال هذا الإنسان الذي شُـهِــرت بدعته، واشتهر بها.
وثمة أمرٌ رابع : - وكان من المفترض أن يكون في المبحث الثاني - أقــــول :-
عرفنا آنفاً أن أهل السنة يوقِّرون المخطئ من أهل السنة، ولا يتابعونه على زلته، ويـجـب أن تعـلـموا :-أنهم يفرقون بين المخطئة. عرفتم معاملتهم لمخطئة أهل السنة، فما معاملتهم لمن كان على بدعة !
وهو الصنف الثاني من المخطئة : وهذا هو الذي عرف الـحق، وبان له ثم خالفه عناداً وإباءً واستكباراً عنهم فهذا لا كرامة له عندهم مبتدع ضال، يحذرونه ويحذرون منه ويهجرونه .
لكن متى يهـجرونه؟ ومتى يـحذِّرون منه ؟

إذا قوي سلطانهم ورجحت كفتهم وكانت شوكتهم قوية على أهل البدع .
أما في حال ضعفهم، وقوة شوكة المبتدعة، ورجحان كفتهم، وبسط سلطانهم، فإنهم : يكـتـفون برد الخطأ. ولهذا يجب أن تعلموا :

أن أهل السنة وسط؛ فهم أولاً: لا يقبلون الخطأ. وثانياً: يفرقون بين المخطئة. وثالثاً: أنهم يستعملون الشدةحيث تكون الشدة نافعة،ومنها الهجر، والتحذير من أئمتهم. ويستعملون الرفــــق حيث لا ينفع إلا الرفق فهم ليسوا على الرفــق مطلقاً في كل زمان ومكان، من غير مراعاة للحال، وليسوا على الشــدة مطلقاً في كل زمان ومكان، من غير مراعاة للحال؛ هم أهل حكمة، وأهل بصيرة .فالشدة عندهم في موضعها، والرفق عندهم في موضعه .
* * *

** السؤال السادس عشر:يقول السائل: إذا سمعتُ كلام العـالم في شريط ، أو قرأت له في كتاب عن شخص ما أنه مبتدع ، ولم أرى منه دليلاً على ذلك ، فهل يلزمني أن أحْذر من هذا الشخص وأن أقتنع بأنه مبتدع أم أتريث حتى أجد الدليل على ذلك ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:-
فإن أهل السنة لا يحكمون على أحدٍ ببدعة إلا وقد خبروه، وسبروا ما عنده تماماً، وعرفوا منهجه تماماً؛ جملةً، وتفصيلاً، ومن هنا: هذه المسألة تستدعي منا وقفتين :-
*الوقفة الأولى : في من حكم عليه عالم أو علماء بأنه مبتدع، ولم يختلف معهم غيرهم ممن هم أهل سنة مثلهم - تـفـطـنوا- أقول : لم يختلف معهم غيرهم فيه ممن هم أهل سنة، فإنا نقبل جرحهم له، فإنا نقبل قولهم ونحذره؛ مادام أنه حكم عليه وجرَحه عالم سني، ولم يُـظهر بقية أهل السنة- الذين هم أقران هذا العالم- من إخوانه وأبناءه العلماء، فلا بد من قبوله؛ لأن هذا العالم السـني الذي جرح رجلاً، فإنه لم يجرحه إلا بأمرٍ بان له، وقام عنده عليه الدليل؛ لأن هذا من دين الله، والذي يجــرح أو يعـــدِّل يعلم أنه مسؤول عما يقول ويفتي به أو يحكم به، ويعلم أنه مسؤول من الله عز وجل قبل أن يسأله الخلق .
*الوقفة الثانية ( مهم جداً) : إذا كان هذا الشخص الذي جرَّحه عالم أو علماء، وحكموا عليه بما يسقطه ويوجب الحذر منه قد خالفهم غيرهم؛ فحكموا بعدالته، وأنه على الســنـــة ، أو غير ذلك من الأحكـام المخـالفة لأحكام الآخرين المجرِّحين له.
فما دام أن هؤلاء على السنة وهؤلاء على السنة وكلهم أهل ثقة عندنا وذو أمانة عندنا ففي هذه الحال: ننظر في الدليل؛ ولهذا قالوا: " من علم حجة على من لم يعلم".
فالجارح قال في فلان من الناس : إنه مبتدع منحرف زائغ، وأتى بالأدلة: من كتب المجروح، أو من أشرطته، أو من نقل الـثقات عنه فهذا موجبٌ علينا قبول قوله، وترك المعدِّلين، الذين خالفوا من جرحه؛ لأن هؤلاء المجرحين له أتوا بأدلة خفيت على الآخرين لسبب من الأسباب، أو أن المعدِّل لم يقرأ ولم يسمع عن ذلك المجرَّح، وإنما بنى على سابق علمه به وسابق معرفته به، وأنه كان على سنة، فأصــبح هذا المجروح الذي أقيم الدليل على جرحه مجروحاً، والحجة مع من أقام الدليل، وعلى من يطلب الحق أن يتبع الدليل، ولا يتلمس بـُنـيَّات الطريق ذات اليمين وذات الشمال، أو يقول أقف بنفسي!! فهذا لم نعهده عند السلف .
وهذه الأمور تكون في ما لا يسوغ فيه الاجتهاد؛ في أصول العقائد، وأصول العبادات، فإن المصير إلى قبول من أقام الدليل واجبٌ حتمي وذاك العالم السني الذي خالف الجارحين، له عذره .يـبقـى على مكانته عندنا وعلى حُرمته عندنا ونستشعر أنه له- إن شاء الله- ما كان عليه من سابقة الفضل وجلالة القدر؛ هذا وســعه، والعالم من أهل السنة - الســلفــــي- بشر؛ يذهل، ينسى، يكون عُرضة للتلبــيس من بطانةٍ سيئة، أو كان قد وثق بذلك الرجل المجروح؛ فلـبَّس عليه، والشواهد على هذا كثيرة .
فكثير من السَقَط والذين هم- في الحقيقة- حربٌ على السنة وأهلها، يأتون بنماذج من كتبهم، يقرؤونها على علماء أجلَّة، مشـهود لهمبالفـضل والإمامة في الدين، ويُخفي ذلك اللَّعاب الماكر عن ذلكم العالم الجليل الإمام الفذ الجهبذ، ما لو علمه لسقط عنده. فهذا العالم يزكي بناءً على ما سمع، فإذا طُبع الكتاب وانتشر وتناقلته الأيدي وذاع صيته، وإذا بالمجادلين يقولون : زكاه فلان؛ الألباني- رحمه الله- أو بن باز - رحمه الله- أو بن عثيمين - رحمه الله- زكى هذا الكتاب!! فهؤلاء العلماء - رحمة الله عليهم - معذورون، ومن التَّبعة سالمون- إن شاء الله تعالى- في الدنيا والآخرة. وإنما هذا لـعَّـاب أخفى ولـبَّـس على ذلك العالم .
إذاً ماذا بقي ؟
نقيم على ذلك الملبس اللعاب الدسَّاس الماكر من كتبه، نقيم عليه البينة من كتبه، ومن جادلنا فيه نقول:- خذ هذا هو قوله، هل تظن أنه عَرضَه بهذه الصورة على من سمينا من أهل العلم، ومن هو على نفس النهج فأقروه؟ فالجواب كلا .
إذا:ً يـجـب عليك أن تكون منصفاً متجرداً من العاطفة الجياشة المندفعة .
ومن الهوى الذي يُـعمي، ويـجب عليك أن تكون طُـلبتك الحق

رد مع اقتباس