عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 12 Nov 2007, 01:21 PM
أبو أيوب نبيل شيبان أبو أيوب نبيل شيبان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: البويرة -الجزائر
المشاركات: 240
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أيوب نبيل شيبان إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أيوب نبيل شيبان
افتراضي

** السؤال الثالث عشر :
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. وهذا سائل يسأل ، يقول:- في كل زمان يفارق أهل الحق عن غيرهم ، ويتميزون بأمور، فكيف نفـرِّق اليوم بين أهل الحق ، وغيرهم؟!!
يا بني - في الحقيقة- ما أظنني آتٍ إياك بجديد. أهل الســنـة هم الذين على السـنـة، ومستندهم في ذلك ومحل فقههم في ذلك؛ هو:- الكتاب والسنة على وفق سيرة السلف الصالح، وإن شئت فقل:- فقه الكتاب والسنة على وفق سيرة السلف الصالح. هذا أولاً.
فليس عند أهل السـنـة إلا قال الله و قال رسوله و قال الصحابة وأئمة الهدى من بعدهم؛ ليس عندهم شيء يتحفـون به الناس تطويراً؛ مسايرةً للعصور- لا- لـماذا؟ لأن " السـنة هي السلفـية ".
والـسلفـية لم يؤسسها أحدٌ من البشر؛ هي من عند الله سبحانه وتعالى، جاءت بها النبيون والمرسلون، بدءاً من نوح صلى الله عليه وسلم، وانتهاءً بمحمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله وسلم على الجميع، وآدم من قبل نوح كان نبياً مكلَّماً عليه الصلاة والسلام، لكن أهل الــعـلـم يقولــون : أول الرسل نوح؛ لأنـه أول نبي أرسله الله إلى أهل الأرض، ولهذا فإن ( السـلفيـين؛ أهـل السـنة والـجماعة؛ أهـل الحـديث؛ أهـل الأثـر الفرقة الناجية؛ الطائفة المنصورة ) يزنون أقوال الناس وأعمالهم بميزانين؛ وذانكم الميزانان هما:-
(النص،والإجماع) فمن وافق نصاً، أو إجماعاً قُـبل منه، ومن خالف نصاً أو إجماعاً رُدَّ عليه كائناً من كان ثم هذا الموافق لنصٍ أو إجماع؛ قـــد يكون من أهل السنة، وقـــد يكون من غيرهم .
فإن كان منهم : فإنه يكبر في أعينهم ويعظم في قلوبهم؛ لأن هذا هو الرابـطة بيـنهم وبين الناس، فكلما كان الرجل مكيناً في السنة قوياً في الذب عنها وعن أهلها والنصرة لها ولأهلها كلما كان في أعينهم عظيماً كبيراً.
وإن كان من غير أهل السنة : فيقبلون ما جاء به من الحق، لكـن لا يركنون إليه، ولا يطمئنون إليه؛ لأنه غريبٌ عنهم، لكن وافق في قوله أو فعله ما عندهم، فهم لا يقبلون منه الحق لذاته- لا- بل لموافقته السنة .
وثمة أمر ثالث وهو :-* أن السني- حتى وإن جفاه بعض أهل السنة - هو محبٌ لهم، منافحٌ عنهم، يدعوا لهم، ويدعوا إليهم، ويربط الناسَ بهم ولا يفاصلهم، وإن كان بينه وبين بعض أهل السنة شيء من الجفوة، وشيء من النفرة؛ .لأن الذي جمع بينهم هو:- دين الإسلام الخالصجتمعوا في الله، ويحبون أنهم كما اجتمعوا في الله، أن يتفرقوا عليه.
* أما المبتدع :- فليس على ذلك؛ هو يناصب أهل السنة، ومن يواليهم العداوة،ويُـظهر بغضهم والنفرة منهم ويحقِّر شأنهم، ويسعى جاهداً في فصل الناس عنهم. هذا ما يمكن قولي - هذه اللحظة- جواباً على سؤالك.
* * *

** السؤال الرابع عشر :
جزاكم الله خيراً ، وأحسن الله إليكم. وهنا سائل آخر يقول:-
عندكم هنا في السعودية بعض المؤسسات الخيرية، يقوم الأخوة عندنا بمراسلتهم قصد الحصول على بعض الكتب الدينية ، مع جهلهم بمناهج هذه ، أو علمهم بفساد مناهجهم. فما حكم مراسلتهم لهذه المؤسسات الخيرية؟!!
أولاً: الحـق حـق، ولا يؤثر فيه زمان ولا مكان؛ مادام أنه يستند على الكتاب والسنة فهو حق، وإن كان الحق يقوى نُـصرةً وأتباعاً في بعض الأمكنة وبعض الأزمنة، هذا لا شك عندنا فيه، لكنه حق، وإن لم يكن عليه إلا رجلٌ واحد أو امرأة واحدة - هو حق - ومصداق هذا: ما أخرجه الشيـخان عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم، في عرض الأمم قال: ) فرأيت النبي ومعه الرهــط، والنبي ومعه الرجلوالرجلان، والنبي وليس معه أحد( الحديث. ولا يشـك مؤمـن ولا مـؤمـنة، أن النبي الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم وحده، في أنه مبعوثٌ إلى أمة - أليـس كذلك - هل هذا النـبي الذي رآه أخوه مـحمدٌ صلى الله عليه وسلم وحده، هل بُـعث إلى نفسه، أو إلى أمة؟ إلى أمة، لكن ما أجابته! ولهذا:- قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في مسائل الباب الذي أورد فيه هذا الحديث قال:" إن من لم يجبه أحد من الأنبياء يبعث وحده" - أو قال يحشر وحده - وقال: - رحمه الله - في استنباطه المسائل- " عمق هذا العلم: فإنه لا يـجـوز الـزهـد في الـقـلـة، ولا الاغـترار بالـكثـرة ".
وما أحسن ما قاله الفُـضيْـل بن عياض-رحمه الله- )علـيك بطرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإيـاك وطرق الضلالة ولا تغـتر بكثرة الهالكين (.
فإذا تقرر هذا، ووعيتموه - بارك الله فيكم – فاعلموا :-
أن الباطـل باطـل؛ فلا يرفعه الزمان ولا المكان، سـواءً كان في المـدينة، أو في مـكة، أو في أي مـكان، أو في أي زمان - فهو باطل -، وسواءً كان متبعوه ملايين، أو آحاد من الناس - هو باطل- .
فليس الكثرة مسوغة لإتباع ما هو باطل معلوم بطلانه، كما أن القلة ليست مسوغة مجانبة ما هو معروف أنه حق .
فإذا تقرر هذا، فإن سؤالكم يحتوي - أولاً - على مراسلة مؤسسات!
أقـول:- الاسترشاد بمؤسسات أو جماعات أو أفراد بحجة أنها دعوية! لا يكفي دعواها أنها دعوية، بل: لابد من الخبرة؛ التي تكشف حال ما عليه هذه المؤسسة، أو الجماعة،أو ذلكم الفرد؛حتى يمكن الحكم بأنه على هدى أو على ضلال، فمجرد الاسترشاد والاستشارة بالشهرة والذِيوعة والشِيوعة هذا ليس كافياً! لا سيما في هذا العصر الذي أصبحت الساحة فيه تعج بالخَـبث الذي لا ينجو منه إلا من نجاه الله وعصمه بسنة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. هذا أولاً.وثانياً:- تضمَّن سؤالكم أن الناس المسترشِدين بهذه المؤسسة، أو مؤسسات، أو كذلك غيرها هم صنفان :-
* صنف : يعلمون فساد منهج تلك المؤسسة، أو ذلك المسترشَـد به،وأن منهجه منحرف، فلا أدري ما يبغي هؤلاء من أهل الانحراف الذين تقرر عندهم بالدليل أن تلك المسترشَـد بها أو ذلك المسترشد به محكومٌ عليه بالضلال منهجاً!. فهذا إن كان من أهل الأهواء، فلا غرابة؛ فالطيور على أشكالها تقع- كما يقول المثل- .
* وإن كان جاهلاً: وهو الصنف الثاني،فيجب عليكم تبصيره ومناصحته،كما يجب عليكم دلالته على أهل السنة الخالين من الشوب شوب البدعة في العقيدة والمنهج .
نعم هناك أمور واضحة :-
فلو أن صاحب بدعة أهدى إليك مُُصحفاً، لا مانع، أو قال لك- على سبيل المثال- إن جبريل أفضل الملائكة فلا مانع، أو أهدى إليك تفسير معتمد عند أهل السنة؛ مثل تفسير ابن كثير، فلا مانع من قبوله .
فإن كان محققاً فانظر هل دسَّ فيه شيء من بدعه أو لا، فإن دسَّ فيه شيء فاحذره ولا تنشر هذا الكتاب وإن كان خالياً من الـدس؛ نشره على حاله، على ما فيه، ولم يغير فـيه شيء، ولم يـدس فيه شـيء، فلا مانع من نشره .
( لكن الذي ننـصح به ونشـدد فيه ونَدين الله بأنه حـق
عدم التعاون مع أهل الضلال والبدع سواءً كانوا جماعات أو مؤسسات أو أفراد؛ ونعني به النشاط الدعَـوي؛ فــلا يستعان بهم في طبع كتب ولا منـشورات لأهل السـنة كذلك لا يعانون في ما هو دعمٌ لنشاطهم الهدَّام ومناهجهم الفاسدة، حتى وإن كان مسجد، وإن كان مسجداً يختص بهم، وينشرون منه أفكارهم الضالة ومناهجهم الفاسدة؛ فإن التعاون معهم في بنائه أو في دعمه بأي شكل من الأشكال عونٌ على هدم السنة ومُضارتها، هي لن تهدم، لكن قد يتضرر أهلها أو جل أهلها في مكان ما، أما هي فلا تُهدم، ستبقى، ولن تُـهدم - ولله الحمد- لكن يتضرر أناس، ويتأثـر أناس لقـوة شـوكة المبتدعة، وهذا الصنيع يقـوي شوكتهم، ويَبسُـط سلطانهم، ويرجِّح كفتهم من حيث تشعرون يا أهل السنة، أو من حيث لا تشعرون .
نعم لا أرى مانـعاً من إسعاف مريضهم وعـلاجه كأن يكون سني طبيب، وأتاه إخواني أو تبلـيغي، أو أي مبـتدع من المـبتدعـة، فرأى أنه يعالجه؛ لأنه في مسـتشفى - لا مانع من ذلك - كذلك إذا عرفت أن هذا فقير، وأنه محتاج إلى قوت فلا مانع أن تعـطيه لأننا نحن لم نسلب هؤلاء الإيمان بالكــلية - أبــــداً - ولكن نصفهم بأنهم مبتدعة ضُـلاَّل

رد مع اقتباس