عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12 Nov 2007, 12:37 PM
أبو أيوب نبيل شيبان أبو أيوب نبيل شيبان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: البويرة -الجزائر
المشاركات: 240
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أيوب نبيل شيبان إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أيوب نبيل شيبان
افتراضي

** السؤال العاشر :
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. هذا سائل يسأل ، ويقول :-
هل يُشترط في الرد على المخالف والتحذير منه أن يجتمع على التحـذير منه والكلام فيه أهل العلـم! أم يكفي عالم واحد فقط؟!.

هذه قاعدة الجرح والتعديل، وملخصها:" أن من علم حجة على من لم يعلم" . فإذا حذر عالم من رجل وأقام عليه الدليل بأنه من أهل الأهواء، أو من الجهال الذين لا يستحقون الصدارة في العلم والتعليم، وكان هذا العالم معروفاً بين الناس بالسنة والاستقامة عليها، وتقوى الله سبحانه وتعالى فإنا نقبل كلامه، ونَحذر من حذرنا منه، وإن خالفه مئات؛ مادام أنه أقام الدليل، وأقام البينة على ما قاله في ذالكم المحذَّر منه، فهذا وسعنا، بل هو فرضـنا، والواجـب علينا، وإلا ضاعت السـنة .
فإن كثير من أهل الأهـواء يخفى أمرهم على جمهرة أهل العلم، ولا يتمكنون من كشف عوارهم، وهتك أستارهم؛ لأسباب منها :
البـطانة الســيئة : التي تحول بين هذا العـالم الجليل السني القـوي، وبين وصول ما يُهتك به سـتر ذلك اللعَّاب الماكر الغشاش الدساس - البـطـانة الســيئة - حال لا يمكن أن يصل إليه شيء، حتى أنها تحـول بينه، وبين إخوانه الذين يحبهم في الله، فلا يستطيع أن يقرأ كل شيء .
ومنها : أن يكون ذلك العالم ليس عنده وقت، بل وقته كله في العلم، والتعليم .
ومنها : أن يكون بعيداً عن هذه الساحة؛ يكون هذا الشخص مثلاً : في مصر، أو الشام، أو المغرب، أو مثلاً اليمن، وهذا العالم- الذي في السعودية- لا يدري عما يجري في تلك الساحة؛ ما بلَّغه ثقةٌ بما يجري في تلك الساحة والساحات؛ فهو جاهل بحاله.
ومنها : أن يكون هذا العالم قد نمى إلى علمه وتعلق في فكره أن ذلك الرجل ثقة عنده، فما استطاع أن يصل إلى ما كشفه غيره من أهل العلم ؛ للأسباب المتقدمة وغيرها،لكن نمى إلى علمه سابقاً أنه صاحب سنة وأنه يدعوا إلى الله، وكان أمامه يُظهر السنة، وحب أهل السنة،والدعوة إلى السنة، ويذكر قَصصاً من حياته ومصارعته للأفكار الفاسدة، والمناهج الكاسدة، ويأتي له بكتب سليمة، وما درى عن دسائسه.
فإذاً ماذا نصنع؟ نعمل على كلام ذلك العالم الذي أقام الدليل، وأقام البينة التي توجب الحذر من ذلك الرجل من كتبه، ومن أشرطته، ومن شخصه.
وأما ذلك العالم الجليل فهو على مكانته عندنا؛ لا نجرحه، ولا نحط من قدره، ولا نقلل من شأنه بل نعتذرله؛ نقول ما علم، لو علم ما علمنا لكان عليه مثلنا أو أشد منا. والله أعلم ، نكتفي بهذا ، وأستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

** السؤال الحادي عشر :شيخنا الفاضل : أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم . يقول هذا السائل :-
متى يُنسـب الشخص إلى طائفة معينة كالإخوان ، والتبليغ ، وغيرهما... ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . إن الحمد لله نحمده ونستـعينه ونستـغفره، ونعـوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادئ له، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً( .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمداً صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدَثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد:-
فاعلموا يا بَني، أنتم ومن تصل إليه هذه الرسالة الصوتية التي نبثها من خلال بعض أبنائنا من دول المغرب العربي، حـرس الله المغرب العربي وسائر بلاد الإسـلام من كل مكروه، وجمع حـكامها ومحكوميها على الحق والهدى والإسلام والسنة . آمــيــن . أقـول : الساحة اليـوم فيها الاحـتدام القـوي الذي يكـشِّر فيه أهل البدع عن العـداوة السافرة لأهل السـنة والجـماعة ، وليس هذا وليــد السـاعة - كما يقـولون- بل لكل قـومٍ وارث؛ فـما خلا زمـان ولا مـكان من قوم يناصبون أهل السنة العِداء ويملئون صدورهم عليهم كمداً وبغضاء، وإن كان ذلك يختلف قوةً وضعفاً، وكثرةً وقلة. فإذا قويت شوكة أهل السنة ورجحت كفتهم وكان السلـطان لهم ولأئمتهم، ضـعف المبتدعة وانشمروا وربما اخـتفوا أو أخــفوا أنفسهم؛ خشيةً من سلطان السنة، الذي من عرض له ووقف في وجهه معادياً فضحه الله سبحانه وتعالى، وسواءً كان بوقوفه في وجه السنة سافراً كاشراً ظاهراً، أو متستراً ملبِّساً. هذا الذي عرفه الناس في عصرنا وقبلنا، فالعاقبة الحميدة لأهل السنة، وما أظنه يخفى على طالب علم قوله صلى الله وسلم : ) لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، أو خذلهم حتى يأتي أمر الله تعالى (.
فإذا نظـرت في هذا الحديث وما في معناه من المبشِّرات التي تتضمن الوعد الصادق من الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو لا يقول إلا بوحي الله إليه؛ كما قال الله جل وعلا ) وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ( إزدت ثقةً أيها السني من المسلمين والمسلمات، بنصر الله لأهل السنة، وأن العاقبة الحميدة لهم . ويزيد هذا توكيداً، ووضوحاً قوله جل وعلا: ) ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( مــن هــم الصــالحــون ؟
هم من جرَّدوا في عباداتهم الإخــلاص لله وحده، وجرَّدوا كذلك في عباداتهم المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلم يحيدوا عن ذلك ذات اليمين وذات الشمال -ولو قِـيد أُنْـمـُلة- كما أنك إذا نظرت في مثل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن الخوارج وغيرهم من أهل الـبدع أنهم كلما قطِـع منـهم قرن خرج آخر حتى يخرج في عِراضهم الدجال، إزدت يقيناً أيها المنصف الناصـح لنفسك الحازم في أمرك، أن الحرب الضروس بين أهل السنة،والمبتدعة لن تنتهي إلا عند ما حدَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهذا يفيدك من ناحية الحذر،وإعداد العدة؛ نشاطاً في نشر السنة والتفـقه فيها، وطلب أهلها الذين عرف الناس منهم السابقة في الفضل وجلالة القدر والإمامة في الـدين، فبهم تُـؤنَـس الغربة وبهم تقوى العزيمة وبهم يشتد الأزْر، وهم خير عدة، وخير معتمَد عليه بعد الله عز وجل، كما أن هذا يفيدك أيضاً :
أنه حينما تظهر شوكةٌ للمبتدعة وترجح لهم كفة،لا يكون ذلك غريباً عليك،وهذا يزيدك قوةً في الثقة بنصر الله عز وجل ونصر أهل السنة وأن المبتدعة نهايتهم الدمار والهلاك؛ بما يهيئه الله عز وجل من أسباب.
ومنها : ظهور سلطانٍ وإن كان فاجراً يقمع الله به أهل البدع ويكسر به شوكتهم .
فإذا تقرر هذا فإن النظر في سؤالكم من جهتين أو ثلاث :
الجهة الأولى : أن هاتين الجماعتين ضمن الجماعات الدعَوية - الحديثة- التي نُشهد الله، ومن حضر من ملائكته الكـــرام ونشـهدكم ونشهد كل من يسمع صوتنا من خلال هذه الرسالة المسجلة أنها ضالة مضلة دون استثناء .
وأنا دائماً أقــرر في مجالسي هكذا: الجماعات الدعوية الحديثة؛ حتى تخرج السلفية؛ لأنها ليست حديثة .
وقد حدثني الأخ الشيخ الدكتور:- أبو معاذ- عبد الله بن زيد المسلم، من أهالي عنيزة، عن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - أنه قال في سيد قطب: " لولا الورع لقلنا بكفره".
وأنا أقول:- الشيخ محمد - رحمه الله- ما تكلم من فراغ؛ فسيد قطب - وسوف تعرفون الرابط
بعد قليل- .
سيد قطب في كلامه ما هو مجاوزٌ لما هو معلومٌ تحريمه من الدين بالضرورة، وإن شئت فقل : وقع في ما هو ناقـضٌ من نواقـض الإيمان؛ تطاول على أنبياء الله؛ على موسى، وعلى آدم صلى الله عليه وسلم، ودعا إلى وحدة الأديان، وعطَّل الصفات .
وقال بوحدة الوجود، وقال بالجبر، يعرف هذا من خبر كتابه- التفسير- المسمى : "في ظلال القرءان" وهو - في الحقيقة- ليس في ظلال القرءان- أقولها ولا أجد عضاضة- هو في ظلال الشيطان؛ القرءان منه برئ، خذوها عني ولا تتورعوا في التحديث بها .
وإن قال قائل : ما دخلُ سيد قطب بهذا السؤال !أقــول:- سيد قطب هو إمام القطبية؛ والقطبية هي :- أحد جناحي الإخوان المسلمين، التي قال فيها رئيس تنظيمهم السري علي عشماوي" إنه ما خرجت جماعة إلا من تـحت عباءة الإخوان المسلمين" فسيد قطب هو ابن للإخوان المســلمين- ابن بار- وما أصيب مجتمعاتنا اليوم بحوادث مروعة من تفجيرات واغتيالات، وتكفير بلا هوادة، إلا وكان جل حَمَلة هذه الأفكار المنحرفة الفاسدة هم عالة على سـيد قـطـب فهو حامل لواء التكفير في هذا العصر، شاء القوم أم أبو، ونحن- ولله الحمد- لا نتكلم فيه ولا في غيره إلا عن بينة، وبرهان .
.ونحن نعلم أيضاً أن كلامنا هذا لا يرضي كثيراً من الناس، إن لم يـُغضب أكثر الناس.
لكن نقول الحق، ولا نخشى في الله لومة لائم، بالدليل الساطع القاطع الذي إذا سمعه المنصف يقبله .
كما حدثنا أخونا - أبو عمر- الشيخ عبد العزيز الخليفة من أهالي الرَّس، مدرس في وزارة التربية أن الشيخ محمداً بن عثيمين- رحمه الله- بدَّع جماعة الإخوان وجماعة التبليغ، حدِّثوا - كم عددكم- قولوا: حدثنا عبيد الجابري، قال حدثنا أبو عمر الشيخ عبد العزيز الخليفة، وذكر معه رجلين آخرْين يشهدان على هذا حدِّثوا- بارك الله فيكم- لا تخشوا، لكن- بالحكـمـة- وهذا نقـرِّره ونكـرِّره عليكم وعلى أمثالكم ممن يستـطلعون نصائحنا ويستطلعون ما عندنا. هذا هو الوجه الأول .
الوجه الثاني : أن القاعـدة العـامة عند أهل السنة في الإلحاق بالمبتدعة تنحصر في من يدافع عن أهل البدع ويسوِّغ لهم ويعتذر لهم، مع عـلمه بأنهم على ضـلال. هذه خلاصته ، فلا يصدر هذا إلا من صاحب هوى في الغالب، وإن أظهر التستر بالسنة؛ لأنه يخشى سطوة أهل السنة، لكنه هو صاحب هوى .
وقد يكون جاهل من الجهَّال يحب الخير، وليس عنده فرقان، فيظن أن سيد قطب وحسن البنا والمودودي والندوي وفتحي يَكن ويوسف بن عبد الله القرضاوي المصري- المقيم حالياً في قطر- نسأل الله أن يطهِّر قطر منه ومن كل ذَلول مبتدع، ذلول البدعة- قد يظنـهم علماء، ولكن هذا إن كان صادقـاً جادَّاً في ما يدَّعـيه أنطلبته الحق، سيرفع يده عن هؤلاء ويتــبرأ منهم إذا بُـيِّـن له. وإن كاذباً : فسيبقى على ما هو عليه نحوهممن الدفاع عنهم والاعتذار لهم وتبرير أخطائهم وتسويغها، وحينئذ يُلحق بهم، ولا كرامة عين .
ووجه ثالث : كثــــــير ٌممن يدَّعون السنة، وهم مُلبِّسة؛ يقلبون لأهل السنة الـمِجَن! وكـيـف ذلك ؟ بأن تكون عمدتهم وشـواهدهم في ما يقررنه، كتب القوم، وقد- من باب تحِلة القسم- يذكرون شواهد لأهل السنة، فهؤلاء القوم يُخشى منهم؛ لأنهم سلكوا مسلكاً ليس عليه أهل السنة؛ فأهل السنة إذا عرفوا كتاب بدعة تبرؤا منه وحذَّروا منه.
وعلاجنا لهؤلاء

- نَـخــبر حـالــهم :
فإن كانوا جهالاًناصحناهم، وإن كانوا يكتبون ما يكتبون عن علم، ويعلمون أن هذه الكتب فيها ضـلال، فنحن نُحذر منهم، ونحذَرهم، ونُلحقهم بمعتـمدهم من أهل الانحراف والزيغ والضلال، ولا كرامة عين؛ لأنه لو كان صادقاً في دعواه السنة لوجد في كتب السلف غُنْية عن ما ينشره للقوم، نعم قد يكون المنشور لسيد قطب أو غيره نزراً يسيراً في أمور بسيطة وهؤلاء قد يكون من رجال فضلاء صلحاء نشيطين في السنة في نشرها وتعليمها والدعوة إليها والذب عنها وعن أهلها، لكن يرون أن هناك عبارات هي ضـربة للقطبيين وهي في مصلحة أهل السنة، فهؤلاء أراهم إخواني؛ لهم ما لي وعليهم ما علي؛ أواليهم في ذات الله وأعادي من يعاديهم في ذات الله، لكـــــن ألومهم على هذا الصنيع وأنصح لهم،وفي ما بيني وبينهم قد أغلظ عليهم القول وأشدد عليهم النكير- أقول في ما بيني وبينهم- وتــــعرفون هذا .
ليس تشهيراً - معاذ الله- لا أشهِّر بهم، ولا أشدد النكير عليهم في الملأ؛ لأنهم سندٌ لي في ما أنا عليه من منهج الحق . ولعلِّي بهذا التفصيل الـمُسهَب، و الذي قد يكون فيه استطراد أملته الضرورة عليَّأقول دعت إليه الضرورة، والحاجة - أجبت على سؤالك. والله أعلم.
* * *

رد مع اقتباس