الموضوع: عذرا خولة!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 Jan 2014, 04:10 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي عذرا خولة!

بسم الله الرحمن الرحيم


عذرا خولة !



تُوفِّيت بدماج الأخت خولة بنت شوقي خموسي الحجي رحمها الله يوم أمس متأثرة بصدمة مقتل زوجها راضي الحجي رحمه الله وكذلك صدمة سقوط صاروخ بجوار منزلها مما أدى إلى إسقاط جنينها ثم تلى ذلك نزيف حاد وبسبب انقطاع الأدوية والعنايات الطبية تضاعفت حالتها مما أدى إلى وفاتها يوم أمس رحمها الله

أختاه عذرا:
فقد صِحْت وليس في القوم سامع

أختاه عذار:
جفت عينك من مصيبة الخبر الفاجع
ووضعنا في آذاننا لصرختك كل الأصابع

أختاه عذرا:
قد ضحكنا في وقت بكائك
وفرحنا في زمن صراخك
وشبعنا، والجوع قد تربع في أحشائك

أختاه عذرا:
ضاع جنينك، وزُهق حنينك
قتل زوجك المجاهد، فلم تجدي منّا مساند

أختاه عذرا:
مقتل زوج، وفناء جنين، وظلم حوثي حقير، برد
وجوع مرير
لا أهلا يواسون، ولا إخوة يسعفون
مصائب اجتمعت على فؤاد رقيق ضعيف

أختاه عذرا:
فلم نَرفق بالقوارير، ولم نحفظ فيك وصية النبيّ البشير

أختاه عذرا:
فقد سمع (الرجال!!) أنينك، وعلم (الفحول!!) بمصابك
لكن هي رجولة آخر الأزمان، وفحولة القول واللسان

أختاه عذرا:
رحل النوم عن مقلتك، وهجم الحزن على مهجتك
فأبكيك الآن، بعد فوات الأوان
فلا أدري كم مثيلاتك، سيقفن أمامي للقصاص يوم القيامة؟!!

صَعُب علينا أن نرى بدرا هوى... ونرى التراب على سناه مهيلا
صّعُب بأن نجد الذي حمل الهدى...... أمسى إلى المقابر محمولا

أختاه عذرا:
علمت أن حرمتك أشرف من بيت الله المحرّم، وأن شأنك عند الله كبير معظّم، ولكني تركتك لمجوس الحوثي حتى أخذوا أنفاسك
فيا حسرتاه على تلك الأنفاس الزكية!
ويا خيبتاه على رجال سعدوا بحياة، وأنت موسّدة في مقبرة دماج
باطن الأرض أحب إلي (رجال!!) اليوم من ظهرها، وقعر بحرها أحق بهم من خضرائها.

أختاه عذار:
فتراب قبرك، كان خيرا مني، عندما سترك، وواراك!

أختاه عذرا:
فمهما خذلتك، فإنّي على فراقك لحزين، قد أنهكتني الحسرات، و أحرقتني العبرات
نار بالقلب التهبت لفقدك، ورمحُُ بالفؤاد يطعن لقتلك
بأي حق تموتين، وبأي شرع تحزنين، وبأي عرف تُقهرين

أختاه عذرا:
فمها سعّرت خدّي عن أخبارك: فقد وصلت مسامعي مكرها
نعم! لقد تعلم الحوثي الجبان حين حاربك دروس العزّة والشجاعة
رضيت بدماج موطنا لحياتك وموضعا لقبرك، وكنت ممن:

ملكوا نفوسهمُ فباعوا واشتروا .... في الله ما خافوا العدا أو هابوا
تركوا لنا العيش الذليل وغادروا ..........في عزةٍ ولهم بها إسهابُ
إن أصبحوا فالخصمُ يرهبهم وإن ........جنَّ المساء فكلهم أوّابُ
ألقوا إلى الدنيا تحية عابرٍ ..........ومضوا إلى درب الإباءِ غِضابُ
نبحت كلاب العالمين ورائهم .........وأمامهم كم يستميتُ ذئابُ

أختاه عذرا:
فقد تشفع دعوتي، في محو عثرتي
فإن الله عفو رحيم قادر: على أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يجمع بينك وبين زوجة و ابنك في جناته،
فلا يضرك والله ما صنع الخاذلون، واقترف المخذّلون



(أُختي) لقـد ملك القضاءُ سهامـه ... فأتـاك منها قــاتـل النــّبلات
لكنّ مـوتك قـد ألان تجلّدي ........... وأضاعني حتّى زهـدت حياتـي
اليوم أشعر بـالمصائب جمعت ....... والنّفس تغرق في دُجـى الظُـلُـمات
يا قلب حسبُك حسرةً وتخـاذلا .... فـاصمـد على المكـروه والعقبـات




الحزين على أخواته في دماج
محمد مرابط


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 11 Jan 2014 الساعة 08:10 AM